يقدم الجنرال دافيد بيترايوس القائد الأمريكي الجديد في العراق تقريره في سبتمبر القادم الي الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الموقف في العراق. علي ضوء هذا التقرير سيحدد الرئيس الأمريكي سياسته في العراق وهل ستستمر حكومة نور المالكي وهل سيضاعف عدد القوات في العراق والتي وصل رقمها حتي الآن 100 ألف جندي وهل هناك أمل في توفير الأمن في العراق ونهاية السيارات المفخخة والقنابل والقتلي يوميا من المدنيين العراقيين والقوات الأمريكية. في واشنطن يقول المسئولون بوضوح انهم متشائمون وأن الموقف في العراق لن يتغير والأمن لن يتحقق رغم العمليات التي يقوم بها الجيش الأمريكي خارج بغداد فقد تبين أن تنظيم القاعدة قد وجه ملاجئ آمنة في "ديالا" شمال بغداد و"هالو" جنوبها واستطاع أن يفرض نفوذه بتنفيذ احكام الاعدام علنا ضد معارضي القاعدة. ومن هنا بدأ الجنرال بيترايوس يتكلم عن حاجته أو حاجة الأمريكيين إلي تسع أو عشر سنوات لتحقيق الأمن والهدوء في العراق. وهذه المدة هي التي جعلت المسئولين الأمريكيين يتحدثون عن حاجتهم الي ابقاء قوات في العراق واتخاذ قواعد دائمة لهم هناك علي امتداد السنين طبقا لما حدث في كوريا الجنوبية بعد حرب كوريا التي انتهت عام 1953. ولكن رئاسة بوش تنتهي أواخر العام القادم وهو الذي يدعي نجاح عمليات امريكا في العراق ويرفض الانسحاب بينما الديمقراطيون في الكونجرس بل وكذلك عدد من الجمهوريين يؤيدون أيضا فكرة الانسحاب. وقد أعرب عضو الشيوخ ريتشارد لوجار وهو من كبار انصار بوش ان تكلفة تنفيذ برنامج بوش في العراق أكبر كثيرا من المزايا التي يحققها وانه يضيع المصالح الحيوية الأمنية الامريكية في الشرق الاوسط وايضا يخفض وتيرة النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الاوسط والعالم. ومن ناحية أخري فان مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 366 ضد 65 طالب بتنفيذ توصيات لجنة جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي وعودة اللجنة الي عملها ومعروف ان هذه اللجنة تطالب بالانسحاب من العراق. أما روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي فيري ان القوات الأمريكية تحاول ان تكسب وقتا لتوفير مصالحة سياسية في العراق وان كان السياسيون العراقيون عاجزين عن تحقيق ذلك. ومعني هذا كله لا أمل لأمريكا في تحقيق شيء جدي للسلام في العراق!