من أعظم المواقف التي اتخذتها المقاومة العراقية رفضها اتفاقيات البترول التي تحاول الشركات الأمريكية فرضها علي الشعب العراقي.. كان من الممكن في زحمة الاحداث وسطوة الاحتلال أن تمر هذه الاتفاقيات التي تكبل العراق ثلاثين عاما قادمة.. ولكن جميع الفصائل السياسية العراقية رفضت هذه المهزلة التي تحاول أمريكا الخروج بها من المستنقع العراقي.. ولعل هذا يؤكد لنا في نهاية المطاف أن امريكا لم تذهب إلي العراق من أجل عيون الشعب العراقي أو من أجل الحريات وحقوق الإنسان، أو بحثا عن أسلحة الدمار الشامل كما زعم الرئيس بوش لقد ظهرت جوانب المؤامرة وكل من اشترك فيها سواء رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أو الرئيس بوش أو بقية دول التحالف ان القضية هي البترول ولا شيء غيره.. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الشعب العراقي يرفض بشدة هذه الاتفاقيات التي تحرم الشعب العراقي من ثروته ثلاثين عاما.. وبعد ذلك يتحدث المسئولون في البيت الأبيض عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، إن ما حدث في هذه الاتفاقيات اعتداء صارخ علي حق الشعب العراقي في موارده وثرواته وهو يكشف الوجه القبيح للسياسة الأمريكية في المنطقة ويعيد لشعوبها صور الاستعمار الذي يحاول الآن أن يرتدي اقنعة كاذبة.. ان الدرس الذي خرجت به أمريكا من العراق سيكون عظة لكل من يحاول أن يسلب الشعوب ثرواتها تحت دعاوي كاذبة.. وسيكون الخروج الأمريكي المهين من بغداد قصة تروي عن دولة عظمي كانت تتحدث كثيرا عن حقوق الشعوب والحريات واتضح للعالم انهم مجموعة من المرتزقة جاءوا لنهب شعوب آمنة.. ان عودة الاستعمار الغربي مجسدا في احتلال أمريكا للعراق دعوة لكل شعوب العالم ان تدرك ان الاستعمار يغير اقنعته وان العلاقة بين الغرب ودول العالم النامي مازالت تقوم علي نفس الاسلوب الذي اتبعه الغرب قرونا طويلة في احتلال الدول ونهب ثروات شعوبها.