«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل بدأت المفاوضات.. بين المقاومة العراقية والمحتلين..!؟
نشر في الشعب يوم 12 - 05 - 2007


د. فيصل الفهد
كثر الحديث في الآونة الأخيرة، وانتشرت شائعات عديدة تزعم أن هناك مفاوضات بين المقاومة العراقية الباسلة وبين المحتلين ورغم أن تفاهات من هذا النوع لا تنطلي على أي إنسان مدرك إلا أن توقيت إطلاقها في هذه الفترة الزمنية يعطينا أدلة جديدة على حجم المأزق الكبير المتفاقم الذي أوقعت إدارة بوش نفسها به عندما تجاوزت كل القواعد الأخلاقية والعقلية لترمي بنفسها وسط نار جهنم في العراق التي أعدت للمحتلين وأعوانهم.
إن نظرة ثاقبة لهذه التخرصات تعطينا تفسيراً لا يحتمل الخطأ وهو أن أمريكا وحلفائها في الشر وعملائهم في الحكومة المسخة هم وراء هذه الشائعات في محاولة منهم لتحقيق خروقات داخل جسد المقاومة بعدما فشلوا طيلة أربعة أعوام من أن يحققوا ذلك بكل ما اتبعوه واستخدموه من وسائل وأساليب شيطانية حقيرة وكانت تلك المحاولات في كل مرة تقوي عضد المقاومة وتزيد من تماسكها وتفعل صيرورتها أكثر من الفترة التي سبقتها وهكذا سيكون حال هذه المحاولات القديمة الجديدة.
لقد وصلت قدرات أجهزة المقاومة العراقية بكل اختصاصاتها وصنوفها مستويات تكتيكية واستراتيجية أصبح من غير الممكن لقوى الشر من المحتلين وعملائهم سواء من جاءوا بعدهم إلى العراق أو من الأنظمة والحكام العرب أن يخرقوها أو أن يؤثروا على توجهاتها رغم دقة وحبكة كل المؤامرات التي صاغوها من أجل تحقيق ذلك وكانت الخيبة والخذلان هي النتيجة الطبيعية والحتمية لكل ما فعلوه وسيفعلوه لاحقاً لأننا نفترض أن مثل هذه المحاولات ستستمر وتتزايد كلما تزايدت ضربات المقاومة ووسعت في مسافات انتشار عملها من زاخو في شمال العراق إلى قصبة الكويت في جنوبه والنتيجة في كل الأحوال واحدة في طرفي المعادلة حيث تقترب المقاومة في كل يوم من لحظة الحسم النهائي وتحقيق النصر المؤزر إن شاء الله ويزداد ويتعمق المأزق الأمريكي في الرمال العراقية المتحركة.
ولكي نعطي صورة أكثر تفصيلاً لابد من استعراض المبررات والأسباب التي تدفع بأصحاب هذه الشائعات لإطلاقها وهنا لابد من لفت الانتباه إلى حقيقة أن المحتلين وعملائهم في الداخل والخارج يستخدمون كل ما في جعبتهم من الوسائل والسبل والطرق والإمكانيات لإيجاد ثغرة في جدار المقاومة الصلد لإقناعها بالجلوس على طاولة المفاوضات بشروط المحتل ونتساءل هنا أية مفاوضات تلك؟
إن الحقيقة التي يجب أن لا تغيب عن بال أي إنسان حر شريف وبالذات الذين يطرحون أو يروجون أو يؤيدون التفاوض مع المحتلين (بحسن نية) فنقول لهؤلاء ولغيرهم أيَّاً كانت نواياهم ودوافعهم أن الذي بيننا وبين المحتلين وعملائهم أنهاراً من الدماء التي روى بها أبناء شعبنا أرض الوطن الغالي كما أن بيننا وبين الأمريكيين وحلفائهم وعملائهم مئات آلاف من المعتقلين دون وجه حق وآلاف من النساء والأطفال وحتى الرجال الذين تعرضوا لأكبر مهانة مأساوية واغتصاب جنسي في معتقلات الاحتلال التي ملئوا فيها كل مدن العراق ومنهم أكثر من سبعة ملايين عراقي هجروا قسراً خارج العراق وبيننا وبينهم بلد دمروه وسرقوا ثرواته ونهبوا خيراته وعملوا ما في وسعهم لنسف حضاراته وإلغاء هويته الوطنية والقومية العربية والإسلامية وأحطوا من قيمة أهله ونصبوا عليه أراذل القوم ومسخوا شخصيته وحولوا العراق من دولة متحضرة متمدنة آمنة مزدهرة كانت محط أنظار العالم إلى بلد تنعق فيه الغربان السوداء وأصبح الناس فيه يعيشون في الظلمات بعد أن كان العراق مصدر إشعاع الشمس الذي تسطع بوهجه أرجاء المعمورة.
فكيف يريد هؤلاء أن يمحوا كل هذه الجرائم وكل هذه الهمجية والوحشية ويجففوا آثار الدماء الغالية التي سالت.. فزحف أبطال المقاومة الأفذاذ الذين قطعوا العهد أمام الله والوطن والشعب سيستمر في التضحية والعطاء في كل بقعة من عراقنا الغالي والذي لن يتوقف إلا بنصر الله وفتحه المبين القريب بعونه تعالى.
فإن أي حديث عن المفاوضات من أي طرف في هذه الظروف المعقدة إنما يصب في خدمة المشروع الأمريكي كما أننا نؤكد وبيقين ثابت أن كل من ساهموا في هذه اللعبة الأمريكية أياً كانت أوصافهم فهم لا يمثلون إلا أنفسهم ولا صلة لأي منهم وأن ادعوا أنهم من فصائل المقاومة العراقية وقطعاً أن قيادات المقاومة تدرك نوايا وألاعيب هؤلاء المدعين غير حسني النوايا والذين جعلوا من قضية العراق قضية يتاجرون فيها وهم بدل أن ينضموا إلى العمل المقاوم أو يدعموه.. يعملون اليوم مع المحتل للتآمر على المقاومة.. فيا ويلهم من المقاومة؟!
لقد أصبح واضحاً أن ثمة أغراض لهذا الطرف أو ذاك في إطلاق هذه الشائعات أو الترويج لها وسنحاول تسليط الضوء على نوايا بعض الأطراف علنا نصل إلى رؤية مشتركة وتمكننا من لجم أصحاب هذه الدعوات ودحر محاولاتهم الباطلة، أياً كانوا أمريكيين أم غيرهم.

مبررات الأمريكيون للدعوة إلى التفاوض:
إن للأمريكيين مبررات يمكن إجمالها بالآتي:
1- فشل كل محاولاتهم لاحتواء أو تحجيم المقاومة عسكرياً أو اختراقها كما أنهم أدركوا أن حسم الموضوع بالأسلوب الحالي غير ممكن وفشل فشلاً ذريعاً.

2- يعتقد الأمريكيون أن بإمكانهم أن يتوصلوا إلى معرفة مداخيل المقاومة أو رموزها غير المكشوفة كما أنهم يمكن أن يخترقوا بعض القنوات ومن خلالها إلى المقاومة كما أنهم يعتقدون أنه يمكن شراء بعضهم وبما يمكنهم من خلق تناقضات داخل فصائل المقاومة الأمر الذي يضعف تأثيراتها على المحتلين.

3- يريد الأمريكيون كسب أو استمالة طرف من الأطراف والاتفاق معه في هذه المرحلة على أمل أن يدفعوه باتجاه مواجهة تيارات المقاومة الأخرى أي إشعال حرب بين فصائل المقاومة.

4- ربما يحاول الأمريكيين كسب الوقت لتدريب وتأهيل القوى العميلة التي يعملون على تشكيلها منذ ثلاث سنوات وربما أن عليهم أن يرقعوا جبهة العراق حالياً للضغط على دول المنطقة وبالذات سوريا وإيران ولبنان.

5- تحاول الإدارة الأمريكية أن توحي للأطراف المعارضة لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق لاسيما في الكونغرس والرأي العام وحتى في أوروبا أنها تسعى لحل المشاكل في العراق إلا أن الأطراف الأخرى (المقاومة) نرفض ذلك لأنهم إرهابيون.

6- تخفيف الأعباء عن القوات الأمريكية لاسيما النفسية وتحسيس الجنود الأمريكيين أن حكومتهم تريد السلام ولكن (المتمردون) لا يريدون ذلك وأن المتمردين يريدون الانتقام من الأمريكيين ومن مشروعهم التحرري والديمقراطي في العالم.

7- يعتقد المسؤولون الأمريكان أن المفاوضات في هذه الفترة توفر لهم فرصة فرض شروط أفضل مما لو أجريت المفاوضات بعد ستة أشهر أو أقل أو أكثر ومنها حصولهم على قواعد عسكرية وربما التزامات أخرى.

8- هناك إحساس لدى المسؤولين الأمريكيين بإمكانية تعرضهم للمسائلة القانونية في حالة حدوث أي تغير في الوضع الدولي أو في الإدارة الأمريكية لاسيما بعد صعود الديمقراطيين وهيمنتهم على الكونغرس وبروز رغبة شديدة أن يتم محاسبة إدارة بوش على كل ما اقترفته من جرائم ضد العراق بما في ذلك الاتفاقيات التي حصلت عليها من الحكومات العميلة التي نصبتها وكل ما أصاب الشعب العراقي من ويلات وكوارث.
9- إن الإدارة الأمريكية تدرك أن خير ما يمكن أن يواجه المد الصفوي الشعوبي في المنطقة هو العراق العروبي المسلم.

10- أمريكا ربما تريد أن تقطع الطريق على تحرك (أوروبي روسي صيني) في المرحلة القادمة ولكي لا تجني هذه الأطراف أي شيء من كعكة العراق دأبت أن تتحرك هي ومن خلالها عملائها العرب (المعتدلين) لأن هؤلاء لن يطالبوا بأي شيء في حين لو دخلت أوروبا أو روسيا أو الصين على الخط فإن هذه الدول ستفرض نفسها على النتائج اللاحقة وتطالب بأجور سخية على جهودها.

11- جس نبض المقاومين وتقدير وضعهم الذاتي وإمكانياتهم في المطاولة وحجم المرونة التي يمكن أن يظهروها في ضوء ذلك.

12- يفضل الأمريكيون أن لا تكون المفاوضات بواسطة طرف دولي أو أطراف لها وزنها في العملية السياسية فإذا فشلت فحتماً أن سبب الفشل هو الأمريكان وهذا الفشل يمكن أن يكون مبرر للروس والفرنسيين وغيرهم في دعم المقاومة لاحقاً.

مبررات الأطراف العميلة لأمريكا:
1- تحاول الأطراف العربية المرتبطة بالمشروع الأمريكي تنشيط دورها فهذه الأطراف قدمت لإدارة بوش كل شيء لاحتلال العراق فربحت أمريكا وخسرت هي لاسيما خسارتها حب واحترام شعوبها والشعب العراقي كما أن هذه الأطراف تعمل ما في وسعها للحصول على مواطئ (ولو جزء بحجم إصبع قدم) لتنال حصتها التي وعدت بها من الكعكة العراقية أو على أقل تقدير مسك العصى من الوسط فإن نجح المشروع الأمريكي فهذه الأطراف أسهمت فيه وإن فشلت فإن من سيقود العراق في المرحلة القادمة (المقاومة) فيمكن أن تجد لديها حظوة لأنها قدمت شيئاً للعراق كما تعتقد.

2- إن هذه الأطراف العربية تريد أن تؤكد للأمريكيين أنها لا تزال قادرة على لعب أدواراً مهمة في المنطقة (العراق لبنان فلسطين) وإن هذه الأدوار ستعود عليهم برضا أسيادهم ودعمهم المادي وربما أكثر من ذلك فيما لو تم إعادة تقسيم خارطة المنطقة (سايكس بيكو جديدة أمريكية إسرائيلية) فربما ستضاف لبعضهم أراضي ومناطق كما أن مساهمتهم في هذه المهام تقوي من مواقعهم في مواجهة خصومهم داخل بلدانهم وجيرانهم.

3- لهذه الأطراف العربية رؤيا تحسبية لا تخلو من هواجس إزاء هيمنة تيارات عميلة للاحتلال وحليفة لإيران وهذه القيادات قادرة في حالة استمرار هذا الوضع أن تحدث تخلخلات في الجدار الداخلي لدول عربية معينة لاسيما وقد ثبت حصول تدخلات مهمة لإيران وعملائها في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

4- إن الأنظمة العربية المعنية بهذا التدخل أيقنت أنها ارتكبت أخطاء جسيمة وانساقت وراء مواقف غير محسوبة وبالذات عندما ساهمت بدفع الأمور بالعراق إلى أوضاع أدت إلى هيمنة التيار الصفوي الشعوبي الإيراني على حساب مصالح العرب في العراق مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة.

5- إن أغلب الأنظمة العربية التي تعيش حالة افتراق مع شعوبها أصبحت تدرك تماماً بأن الأوضاع الكارثية التي أسهمت هذه الأنظمة في التهابها في العراق سوف تتشظى وسيصيبها من هذا التشظي ما لا يحمد عقباه ولذلك عليهم أن يفعلوا ما في وسعهم لإغلاق أبواب جهنم في العراق قبل أن تطلق شرارتها لتصيب أجساداً غير قادرة على تحمل لهيب نيرانها.

6- إن هذه الأطراف تتمنى أن يقف المشروع الأمريكي عند منتصف الطريق فهي لا تريد لأمريكا أن تنتصر لأنها ستكون الهدف اللاحق في هذا المشروع الذي يستهدف كل المنطقة كما أنها لا تريد للمقاومة أن تنتصر بالكامل فيضعف موقف هذه الأنظمة أمام شعوبها بسبب مواقفها الخيانية فتسقط عند أول ضربة توجهها لها شعوبها ولذلك فهي تريد أن تستفيد من كل الاحتمالات لتبقى متمسكة بكراسي السلطة.

ما الموقف من المفاوضات؟!
رغم وجاهة مثل هذا السؤال إلا أننا قبل السؤال وبعده لابد من الرجوع إلى المشكلة الأساسية التي كانت وراء كل ما حدث ويحدث.. وهي الاحتلال.. فالاحتلال هو السبب الأول والأخير لكل ما يعانيه الجميع وهذه المعاناة لن تزول أو تنتهي إلا بزوال الاحتلال ومعالجة نتائجه لاسيما على الشعب العراقي.
إن على الأمريكيين استحقاقات كثيرة وبدون أن تبدي هذه الدولة العدوانية الهمجية استعدادها رسمياً لأن تؤدي كل ما يترتب عليها من الاستحقاقات فإن أي تغير لن يحدث على الأرض ولاسيما أن العراقيين الشرفاء الأبطال لن يتوقفوا عن مقاومتهم للمحتلين وعملائهم إلا بعد أن تتحقق شروطهم التي أعلنوها مراراً وتكراراً وبالذات في بيانات المقاومة والتي أصبحت معلومة وواضحة وإن الخطوة الأولى هي مبادرة الإدارة الأمريكية لإعلان جدول واضح للانسحاب من العراق.

استراتيجية المقاومة العراقية:
يقف هدف تحرير العراق في مقدمة أهداف المقاومة العراقية الباسلة وقد أعلنت المقاومة العراقية برنامجها السياسي الذي أكدَّ فيه على جملة من الجوانب الأساسية منها:
أولاً: رفض مطلق وشامل لمنطق الاحتلال وأدواته وعناصره وكل ما ينتج عنه من هياكل وعناوين وهيئات عميلة وخائنة للشعب، وندعوهم إلى التوبة فوراً والابتعاد عن هذه النار التي سوف تحرقهم واعتبار كل القرارات باطلة لأنه ما بني على باطل فهو باطل.

ثانياً: استمرار المقاومة بكل أشكالها المسلحة والتعبئة الجماهيرية والمظاهرات والاحتجاجات ومقاطعة الاحتلال وهياكله بكل الوسائل الممكنة.. حتى رحيل آخر جندي عن أرض العراق الطاهرة. ولا يمكن القبول بغير ذلك، وأن من يتصدى لمقاومة المحتل وطرده وتحرير العراق هو الأجدر على قيادة العراق وإعادة بنائه، وليس في العراق مكانة للخونة واللصوص والمرتزقة.

ثالثاً: بمجرد خروج المحتلين الغزاة وتحرير العراق، ندعو إلى استثمار مكونات الدولة العراقية قبل الاحتلال بكل مؤسساتها الوطنية والسيادية والخدمة، وعودة الجيش والأجهزة الأخرى كمؤسسة وطنية موحدة إلى مسك زمام الأمور في العراق.

رابعاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لمدة سنتين تقوم بممارسة السيادة وتمثيل العراق وتعمل على إنجاز المهمات الوطنية العاجلة وتضميد الجراح ومساعدة فئات الشعب المتضررة وتولي مهمة إعادة البناء لإدارات الدولة ومرافقها الحيوية، وكذلك المهمات الوطنية التالية:
آ- الدعوة خلال سنتين إلى انتخابات لاختيار مجلس وطني جديد بإشراف جامعة الدول العربية والمراقبين الدوليين والهيئات الدولية المحترمة والمهتمة بالديمقراطية.
ب- تشكيل مجلس شورى من 150 عضواً من أهل الرأي والحكمة من العراقيين المخلصين الذين لم تتلوث أياديهم مع الاحتلال ليكون بمثابة مجلس للحكماء، ويقدم المشورة والرأي للحكومة الانتقالية، ويشترك مع مجلس الوزراء في إعداد دستور دائم للبلاد يتضمن كل الحقوق الأساسية للمواطنين ويحافظ على وحدة العراق وانتمائه العربي، ويعرض على الاستفتاء الشعبي بعد 18 شهراً من تاريخ جلاء الغزاة ويعمل مجلس الشورى والحكومة الانتقالية فوراً على إلغاء كل القوانين والقرارات ذات الصفة الاستثنائية التي صدرت أثناء الاحتلال.
ج- بعد إقرار الدستور الدائم يجتمع المجلس الوطني المنتخب ومجلس الشورى لانتخاب رئيس للجمهورية ونائب له لمدة 5 سنوات، ويعرض اسم الرئيس على الشعب في استفتاء عام يجب أن يحصل فيه المرشح على 60 بالمئة من أصوات المشاركين في الاستفتاء.
د- إطلاق الحريات السياسية بموجب قانون منظم لها، ومنها حرية تأليف الأحزاب السياسية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وتنظيم عملية إصدار الصحف وإطلاق الحريات الصحافية واعتماد معايير الوطنية والكفاءة والإخلاص لتولي الوظائف العامة في الدولة وترسيخ مفهوم دولة القانون والنظام والمؤسسات.
ه- تشكيل مجلس أعلى لحقوق الإنسان من الشخصيات المعروفة باستقامتها ونزاهتها الوطنية يتمتع بصلاحيات واسعة منها التحقيق والتفتيش والمحاسبة للمقصرين في انتهاك حقوق الإنسان العراقي وكرامته، ويرفع تقاريره وتوصياته إلى رئيس الجمهورية مباشرةً ورئيس الوزراء والمجلس الوطني، والعمل بروح الوحدة على نبذ الطائفية البغيضة وتثبيت مبدأ المساواة أمام القوانين.
و- تطوير قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق بما يتضمن الحقوق القومية والثقافية لإقليم كردستان ضمن إطار وحدة العراق وسيادته، ومناقشة هذه الأمور بروح الحوار والتفاعل مع القوى الكردية ضمن ثوابت الحرص على العلم والسيادة والسياسة الخارجية والأمن القومي للعراق.
ز- ثروات العراق ملك للشعب العراقي وتحدد الحكومة الوطنية بعد جلاء المحتل الأساليب المناسبة لاستثمارها لمصلحة العراقيين وخدمة لأهدافهم النبيلة.

موقف الإدارة الأمريكية:
إن الذي يتابع تصريحات المسؤولين الأمريكيين وسلوكهم على الأرض يستنتج أن إدارة بوش لم تصل بعد إلى قناعة تامة بخوض المفاوضات النزيهة الجدية التي يمكن أن تؤدي إلى حلول جوهرية لقضية العراق ومن هذا المنطلق وللأسباب التي تطرقنا إليها سابقاً نتيقن أن كل هذه الشائعات هي عمليات تدخل في إطار الحرب النفسية ضد الشعب العراقي ومقاومته الباسلة لاختراقها وتفتيتها ثم تحجيم قواتها وفاعليتها.. لذا فإن الذي سيركع أمريكا ويدفعها لخوض غمار مفاوضات نزيهة متكافئة تنهي معاناة الجميع هو الضرب بشدة أكبر على رأس الثور الأمريكي الذي فلتت زمام السيطرة من يديه لاسيما وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وكذلك سحق كل المرتكزات التي يحاول أن يجمل بها وضعه ومنها إفشال عملية إغواء وتضليل أعداد من أبناء شعبنا لدفعهم للانخراط فيما يسمى بالعملية السياسية وبالمؤسسات الأمنية العميلة التي أوجدوها لتكون درعاً حامياً للقوات الأمريكية المهزومة وليسلطوها على رقاب العراقيين.
لقد كان رد فصائل المقاومة الباسلة واضحاً عبر تكثيف عملياتها البطولية الذكية النوعية ضد هذه المحاولات والشائعات لتقبرها كما ستقبر أصحابها فلا سبيل إلى تحرير العراق إلى المقاومة المسلحة فالذي أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والذي بيننا وبين إدارة بوش أكبر بكثير أن تحسمه محاولات تضليلية يدرك الجميع أهدافها المغرضة فتباً لأي محاولة للتفاوض خارج إطار الثوابت الوطنية للشعب العراقي وتباً لمن يروجون لها.
إن الحقيقة الواعدة الوحيدة التي يصح التعامل معها اليوم المتعلقة بالعراق تتجلى بوضوح في جانبين الأول أن الحديث عن الإرهاب ومحاربته إنما هو بدعة أمريكية هدفها إيجاد عدو مختلق دائم يبرر للإدارة الأمريكية سياسة شن العدوان على أي بلد في أي زمان ومكان وعلى الشعب الأمريكي أن يتعايش معها ويجد الأعذار لها بل ويوفر الدعم بكل أشكاله لها.. إلا أن واقع الحال أثبت ويثبت كل يوم أن سبب الإرهاب (حسب المفهوم الأمريكي الصهيوني) ومصادره وتطبيقاته ونتائجه كلها صناعة أمريكية صهيونية محترفة ولن يزول الإرهاب إلا بزوال أسبابه وأولها تغير المنهج الذي تسلكه الإدارة الأمريكية وسحب جيوشها المحتلة من العراق وأفغانستان ووقف دعمها للكيان الصهيوني وإلا فإن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس على هذه الشعوب فحسب بل ستضرب حتى بالعمق الأمريكي والصهيوني.
أما الجانب الثاني فإن كل ما خطط له دهاقنة الشر والعدوان أمثال ديك تشيتي ورتشارد بيرل ودوغلاس فاث وبول وولفوفيتز ودونالد رامسفيلد لاحتلال العراق تحول إلى وبالٍ على الإدارة الأمريكية وفي قراءة للنتائج التي تتحقق على أرض العراق يومياً نخرج بنتيجة أساسية وهي فشل المشروع الأمريكي في العراق وأصبح هذا الفشل يضرب بقوة على المراكز الحساسة في جسد المؤسسة المركزية الأمريكية بما يعني أن كل يوم يمر على وجود الأمريكيين في العراق يعني فشل آخر وخسائر أكبر وأجسم ولم يعد أمام الإدارة الأمريكية إلى مخرج واحد وهو الهروب من الأبواب الخلفية وبطريقة خجولة وهذا ما يفسر لنا تصريحات المسؤولين الأمريكيين وفي مقدمتهم المعتوه بوش عندما يتحدثون عن نجاحات مزعومة في تدريب قوات عراقية أصبحت من الكفاءة ما يمكن الاعتماد عليها في مسك الملف الأمني المتهاوي في العراق وتحقيق نجاحات مزعومة في الخطة الأمنية في حين يعلم بوش وكل العالم أن هذه الأمور أصبحت في خبر كان.. وأن الذي يسيطر ميدانياً على الأرض هي المقاومة العراقية وهذا ما سينضج قريباً جداً فكرة (توسل) الإدارة الأمريكية لإقناع المقاومة العراقية للدخول في مفاوضات وفق شروط المقاومة التي أشرنا إليها وليس إلى الشروط الأمريكية وكل هذا بفضل الإنجازات الرائعة لأبطال المقاومة التي تزداد دقةً في التخطيط وروعة في التنفيذ وتطويراً في الأساليب والوسائل بالشكل الذي أوصل الأمريكيين إلى حالة العجز شبه التام ويمكن أن يكون التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين عامل مساعد وهنا لابد من الإشارة إلى ما يتعلق بالملف الأمني بعد الانسحاب حيث يتحجج البعض بخطورته فإننا نقول لهؤلاء وللمحتلين أن هناك منظومة دولة وطنية بقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية موجودة تحت الأرض وهي في كامل جاهزيتها للعمل فوق الأرض في الوقت المناسب.

عن شبكة البصرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.