فيما تظهر كل يوم مأساة جديدة لهجرة الشباب المصري غير الشرعية إلي الدول الأوروبية تفتح العالم اليوم "الاسبوعي" ملف "الحلم الأوروبي" الذي يسقط فيه عشرات الالولف من شبابنا وقد يفقد البعض منهم حياته ثمنا لمحاولة "الخلاص" غير الشرعية من أجل البحث عن فرصة العمل والدخل المناسب. تناقش "الاسبوعي" هذه القضية من جميع جوانبها مدعمة بآخر الأرقام المتاحة لضحايا الحلم "الأوروبي" وسماسرة الموت الذين يبيعون لأبنائنا الوهم كما نحاول من خلال استطلاع آراء لخبراء رصد أهم الإجراءات المطلوبة لمواجهة هذه الظاهرة التي تزداد يوما بعد يوم رغم المآسي التي يحتويها ذلك الملف. التقرير الذي أصدرته مؤسسة أولاد الأرض مؤخرا أكد أن هناك عشرات الآلاف من المصريين مازالوا محتجزين في 176 معسكرا خاصا في دول الاتحاد الأوروبي وخاصة ايطاليا وأن هناك 16 ألف شاب مصري قامت السلطات الأوروبية بترحيلهم إلي مصر خلال الخمس سنوات الماضية بعد أن تسللوا إلي تلك الدول بشكل غير شرعي وفيما تكشف "أولاد الأرض" من خلال رصدها للهجرة غير الشرعية علي مدار الأربع سنوات الماضية هذه الأرقام المؤلمة أعلنت منظمة "متصدون ضد العنصرية" أنه في خلال الاعوام 1993 حتي 2006 لقي 8800 مهاجر غير شرعي مصرعهم أثناء محاولاتهم دخول دول الاتحاد الأوروبي أو في مراكز الاحتجاز وتعددت أسباب الموت بين الانتحار والقفز من القطار والتجمد، الموت في حقل ألغام.. أو بسبب التسمم والاضراب عن الطعام حتي الموت والموت جوعا وحوادث السيارات، الغرق، القتل، الموت علي يد شرطة الهجرة والموت في مراكز الاحتجاز وخلال الترحيل. وفي نفس السياق أوضح تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2004 أن هناك 800 شخص احتجزوا في مراكز احتجاز تشرف عليها الشرطة في مالطا وقد احتجزوا لاسباب مخالفة لتلك التي تجيزها المعايير الدولية حيث احتجز بعضهم لفترات من عام إلي عامين دون الحصول علي مشورة قانونية كما تتأخر عمليات اتخاذ القرار فيما يتعلق بطلبات اللجوء وتعاني مراكز الاحتجاز من الازدحام الشديد ويقيم الافراد في الخيام دون توفير المرافق الصحية والاغذية كما لا يتوافر للأطفال أماكن للعب علاوة علي تأخرهم في الالتحاق بالمدارس. الواقع بداية التقت "الاسبوعي" مع عادل القواني من قرية الجوسية ببلبيس شرقية وله شقيق سافر من خلال أحد السماسرة منذ ما يقرب من 3 أعوام ثم لم يسمع عنه شيء ويقول: لم يكن أخي هو الوحيد ضحية هذا السمسار ولكن هناك 17 شابا في قريتنا فقط علاوة علي آلاف الشباب في قري المحافظات الأخري الذين وقعوا فريسة لهؤلاء السماسرة معدومي الضمير. وذكر القواني أن السمسار يدعي عبدالفتاح مراد في منطقة المعصرة وكان قد نزل القرية لاصطياد هؤلاء الشباب الذين طحنتهم البطالة وسحقهم الفقر وقد حصل من كل شاب علي 25 ألف جنيه حيث يحصل علي نصف المبلغ مقدما ثم يحصل علي النصف الآخر عند وصول الشاب للدولة الأوروبية واتصاله بأهله علي أن يوقع الأهل علي شيكات بقيمة المبالغ المتبقية وحتي وان اختفي الشاب المهاجر فإنه يطالب الأهل بباقي المبلغ من خلال الشيكات التي وقعوا عليها يعني "موت وخراب ديار". وعندما سألناه عن مراكز الاحتجاز واحتمالية أن يكون ال17 شابا محتجزين بها أكد القواني أن واحدا من الشباب ويدعي محمود عمار كان قد سافر بهذه الطريقة واختفي فترة 4 سنوات ثم عاد مرة أخري أكد أن هناك ما يقرب من 100 ألف مصري محتجزون بمراكز الاحتجاز في ايطاليا وهناك أعداد أخري تقدر بالآلاف محتجزون في مراكز احتجاز في ليبيا ويلقون هناك أسوأ معاملة. ويشير القواني إلي أنهم قد لجأوا إلي وزارة الداخلية للابلاغ عن السمسار لكنهم فشلوا في القبض عليه لهروبه كما لجأوا إلي وزارة الخارجية التي تعاطفت معنا في البداية وخاصة مع التكثيف الاعلامي للقضية واتفقنا مع المسئولين هناك علي أن يذهب إلي مراكز الاحتجاز بدول الاتحاد الأوروبي فرد من كل القري المتضررة بالاضافة إلي فرد من احدي منظمات حقوق الانسان وذلك للتعرف علي المصريين المحتجزين في تلك الدول ومحاولة الافراج عنهم والعودة بهم حيث إن معظم المصريين عندما يتم القبض عليهم ينكرون جنسيتهم حتي لا يتم ترحيلهم ويدعون أنهم من أصل فلسطيني أو عراقي طمعا في الحصول علي اللجوء السياسي في هذه الدول إلا أنه وبعد الهدوء الاعلامي في تناول القضية عاد كل شيء إلي ما كان عليه.