تتعرض اليابان حاليا لعملية واسعة لاستنزاف العقول حيث اصبحت أكثر السلع حجما في التصدير بها هي المهندسون وغيرهم من المتخصصين في الصناعات الذين تجاوز عددهم الآلاف والذين يتجهون إلي تايوان وكوريا الشمالية والصين للبحث عن عمل في شركات سريعة النمو متعطشة للخبرات التكنولوجية اليابانية. وتقول انترناشونال هيرالد تربيون إن عملية خروج الفنيين من اليابان بحثا عن عمل أكثر أجرا إنما هو علامة علي مدي تغير اليابان بعد عشر سنوات من زيادة التنافسية وانهاء ضمانات العمل مدي الحياة التي كانت سارية في اليابان كما يقول الخبراء، كما ان الفنيين اصبحوا يرون أن عملهم أمر يخص رفاهيتهم الخاصة ولم يعد خدمة مقصورة علي شركاتهم. وبعد ان اصبحت الصين تحتل مكان الولاياتالمتحدة كأكبر شريك تجاري لليابان أصبح الكثير من اليابانيين يرون بلدهم ومستقبلهم يرتبط بآسيا واقتصادياتهم السريعة النمو وقد بدأت شركات يابانية تشكوا من أنها تواجه صعوبات في العثور علي مهندسين اكفاء في اليابان ولم يعرف بالتحديد عدد المهندسين الذين غادروا اليابان منذ بدأت هذه الحركة قبل أقل من خمس سنوات لكن حكومة تايوان مثلا قالت إن 2500 ياباني علي الأقل قد انتقلوا إليها خلال السنوات الأخيرة للعمل في الصناعات المتعلقة بالتكنولوجيا، وتقول توموكو صاتا المدير التنفيذي لوكالة باتسونا جلوباب للتشغيل في طوكيو المتخصصة في العثور علي عمل لليابانيين في الخارج ان عدد اليابانيين الذين يعملون في الخارج مستمر في التزايد. ويجد هؤلاء المهاجوين ترحيبا حارا وبأجور سخية في دول مثل تايوان المتعطشة للنفاذ إلي التكنولوجيا اليابانية الرائدة في مجالات مثل الالكترونيات للحاق بشركات يابانية مثل سوني ولمسابقة منافسيهم الصينيين. وتقول حكومة تايوان إنها تنفق 20 مليون دولا سنويا منذ عام 2003 لاستقادم مهندسين أجانب منهم يابنين في صناعات مهمة مثل اشباه الموصلات وهي تقصد اسواق توظيف في مدن يابانية مثل طوكيو وأوساكا وتقدم للشركات في تايوان دعما لمساعدتها علي دفع نفقات الانتقال والأجور الأعلي للخبراء اليابانيين ولكي لا تغضب طوكيو يقول المسئولون في تايوان إنهم يوجهون جهودهم لليابانيين الأكبر سنا الذين هم علي وشك التقاعد ويقول المسئولون في تايوان إننا في حاجة للمهندسين ذوي الخبرة وبسرعة والمهندسون اليابانيون مدربون تدريبا جيدا جدا ولديهم موقف طيب تجاه عملهم. وبلغ كثرة عدد اليابانيين الذين ينتقلون إلي تايوان أن بعض المدن فيها تخطط لبناء مدارس باللغة اليابانية لأطفال المهندسين اليابانيين كما أقامت خدمات لليابانيين مثل المطاعم ومقاهي الكاريوكا ومراكز التدليك باسماء مثل طوكيو تاون وتحاول اليابان من جانبها وقف هذا الاستنزاف فتشجع الشركات اليابانية علي زيادة الأجور كما أنها تذكر الشركات بقوانين حظر افشاء الاسرار المهنية للشركات المنافسة.