سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هبطت صادراتها لأمريكا إلي النصف ولأوروبا بمقدار الثلث خلال 10 سنوات..الشركات اليابانية تتسابق بنجاح علي زيادة مبيعاتها في الأسواق الناشئة وتحويل خسائرها إلي أرباح
أخيرا بدأت الشركات اليابانية تدرك أن الأسواق الناشئة صارت تنمو بسرعة أكبر من البلدان الغنية. ورغم أن هذه الشركات دخلت الحلبة متأخرة إلا أنها نجحت في القيام ببعض التصرفات الممتازة حتي أن وزير التجارة الياباني وصف الأسواق الناشئة أخيرا بأنها الحقل الجديد الذي تقبل عليه شركات اليابان وتقول مجلة "الايكونوميست" إن حجم الأرباح التي حققتها الشركات اليابانية المسجلة في البورصة وعددها 559 شركة بلغ 3،8 تريليون ين "44 مليار دولار" في الربع الثاني من العام الحالي 2010 وزيادة تناهز 46% عن أرباح الربع الأًول أما إذا قورنت بأرباح الربع الثاني من 2009 فإن نسبة الزيادة سترتفع إلي 400% وترجع هذه الزيادة الهائلة في أرباح الشركات اليابانية إلي تزايد مبيعاتها في الأسواق الناشئة خلال ذات الفترات المقارنة. إن كثيرا من الشركات اليابانية التي خسرت في الماضي قلبت حظوظها بالاتجاه إلي البيع للطبقة المتوسطة الجديدة في الأسواق الناشئة فشركة تويوتا التي خسرت في العام الماضي 195 مليار ين أعلنت يوم 4 أغسطس الحالي عن تحقيق أرباح تشغيل بلغت 212 مليار ين في الربع الثاني من العام الحالي وأن زيادة الطلب الآسيوي علي سياراتها هو الذي مكنها من تحقيق هذه الأرباح أما شركة سوني وهي كما نعلم شركة اليكترونيات فقد ربحت 79 مليار ين في الربع الثاني من هذا العام بعد أن كانت قد خسرت 33 مليار ين "قبل خصم الضرائب" في ذات الربع من العام الماضي وتقول الأرقام أيضا إن ايرادات سوني من الاسواق الناشئة زادت بنسبة 40% وأن هذه الايرادات زادت إلي الضعف في البرازيل وحدها. وهناك تقديرات تشير إلي أن 80% من إجمالي النمو العالمي المتوقع حدوثه بين عام 2000 وعام 2050 ستكون في بلدان خارج أمريكا الشمالية وأوروبا وأن المستهلك الغربي زادت رغبته في الاقتصاد ولم يعد منفقا بتوسع كما كان يفعل في الماضي كذلك فإن سوق اليابان يتسم بالركود والجمود علي امتداد عقدين من الزمان إلي جانب أن تعداد السكان اليابانيين يتجه إلي الانكماش ولذلك ليس غريبا أن تبحث الشركات اليابانية عن أسواق أخري للبيع وتوليد الايرادات والأرباح ولكن السلع التقليدية التي تنتجها شركات اليابان لا تتناسب كثيرا مع تلك الاسواق الجديدة فكثير منها غالي الثمن ومعقد علي نحو يجعلها لا تصمد أمام السلع الأبسط والأرخص التي تنتجها كوريا الجنوبية وتايوان والصين وقد دأبت الشركات اليابانية لفترة طويلة مضت علي استخدام الاسواق الناشئة الفقيرة كمجرد مقر للإنتاج ثم تقوم بتصدير تلك المنتجات إلي الاسواق الغنية ولكن هذا النموذج لم يعد صالحا للاستمرار الآن. ففي السنوات العشر الأًخيرة هبطت صادرات اليابان إلي الولاياتالمتحدة بمقدار النصف وإلي أوروبا بمقدار الثلث. ولذلك فإن الشركات اليابانية تتسابق الآن إلي تفضيل منتجات لتناسب أسواق البرازيل وروسيا والهند والصين أي الاسواق الناشئة الأربعة الكبري وكذلك أسواق ماليزيا وأندونيسيا ونيجيريا والسعودية ويرمز إلي المجموعة الأولي اختصارا بالانجليزية بالاسم BRIC ???????? ?????? MINTS وذلك إلي جانب أسواق فيتنام ودول البلقان فصادرات اليابان إلي السوق الصينية زادت 300% كما أن صادراتها إلي الاسواق الغنية بالموارد الطبيعية مثل الشرق الأوسط زادت بنحو 200% وإن كانت قد عادت إلي الهبوط خلال سنوات الركود الأخيرة. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن طلب الاسواق الناشئة ساعد الشركات اليابانية في قطاعات انتاجية كثيرة من السلع تامة الصنع إلي المكونات التكنولوجية وعلي سبيل المثال فإن مبيعات شركة شيزايدو لأدوات التجميل في سوق الصين قد تضاعفت خلال السنوات الخمس الأخيرة ودخلت الشركة هذا العام إلي أسواق البلقان ومنغوليا كما فتحت مصنعا في فيتنام وتتوقع شيزايدو أن تأتي نصف ايراداتها من الأسواق الخارجية مع حلول عام 2017 التي تدر عليها الآن 40% من هذه الايرادات. والأمر المؤكد أن ازدهار مبيعات الشركات اليابانية في تلك الاسواق يفرض علي الشركات أن تتكيف معها. ولذلك نجد أن شركة كبيرة مثل باناسونيك للالكترونيات تجري الآن مراجعة شاملة لمنتجاتها، بل لنفقاتها أيضا وهياكلها التنظيمية وبدلا من إدارة أقسامها الإنتاجية في كل بلد نجدها تدير هذه الأقسام حاليا علي أسس مناخية فتقيم خطوط إنتاج تناسب كل منطقة مناخية علي حدة من المناطق الاستوائية إلي تلك المدارية معتدلة المناخ ويقوم مهندسو الشركة وقادة عملياتها في أمريكا الجنوبية بزيارات دورية إلي أقرانهم في ماليزيا مرة كل 3 شهور لتبادل الافكار والخبرات وتعتمد الشركة بشكل متزايد علي المهندسين المحليين في كل منطقة من أجل تطوير تصميمات منتجاتها حتي تناسب أذواق المستهلكين في تلك المناطق. ويقول هيتوش اوتسو مدير عمليات ما وراء البحار إن المهندسين اليابانيين سيصممون منتجات تناسب الذوق الياباني ولذلك فإن نحو 80% من منتجات الشركة ا