شهدت الأيام الماضية حالة من حالات الفوضي غير الخلاقة في مجال الفتاوي وحدثت اشتباكات حامية ودامية بين علمائنا الاجلاء وهبط مستوي الحوار بصورة لا تليق، وسمعنا عن فتاوي غريبة عن رضاعة الكبار واشياء يخجل الإنسان من ذكرها.. ولا شك أن هناك حالة من حالات الانفلات في الفتاوي ويرجع ذلك لأسباب كثيرة، أولها المباريات التي نشاهدها بين العلماء علي الفضائيات وهي دعوات مغرضة أو فتاوي لا أساس لها وقد فتح ذلك أبوابا كثيرة للأدعياء حيث لا علم ولا ثقافة، هناك عشرات الاسماء لعلماء يقدمون الفتاوي يخطئون في قواعد اللغة العربية ويحرفون الآيات القرآنية ويصدرون الفتاوي بلا سند أو أساس.. والغريب أننا دخلنا في سرداب طويل مظلم من الفتاوي التي لا تعتمد علي قرآن أوسنة، ولا أحد يعرف ما هي نهاية هذا المسلسل الكئيب خاصة أن البعض قد تجرأ علي رموزنا الدينية واقترب من المقدسات التي لم يكن أحد يجرؤ علي الاقتراب منها مثل شخص الرسول عليه الصلاة والسلام والكثير من الأحاديث التي لا أساس لها. إن مثل هذه الفتاوي تسيء للإسلام وتضر بالعقيدة وتجعل صورتنا أمام الآخرين نموذجا للتخلف ولهذا يتطلب الأمر وقفة يشارك فيها الجميع خاصة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية ولا أعرف كيف يمكن وقف مسلسل الفتاوي علي الفضائيات وهناك قنوات وبرامج تخصصت في ذلك واصبحت مصدرا للارتزاق لكل من هب ودب وتاجر بالدين والغريب أن هناك تداخلا شديدا بين فوضي الفتاوي ونشر الخزعبلات وتفسير الأحلام والعلاج بالقرآن الكريم والأعشاب وكل هذه الوسائل التي ملأت الشاشات ودخلت بالإسلام في كل شيء بالحق والباطل.. ان مسئولية الأزهر الشريف أن يوقف هذه الهجمة الشرسة في دنيا الفتاوي لأن من حقه أن يكشف جهل هؤلاء الأدعياء الذين يمارسون كل ألوان الدجل باسم الإسلام بل ان الأمر يتطلب وقفة علي مستوي العالم الإسلامي لأن وراء هذه الفضائيات حكومات وأجهزة مخابرات وهناك من يسعي إلي تشويه صورة الإسلام من خلال ابنائه خاصة الدعاة الجدد الذين يتم تحديد مهام واضحة لهم في ظل فوضي الفتاوي التي تحاصرنا من كل اتجاه.