يسعد الهنود كثيرا عندما يفوز فريقهم القومي للكريكيت بأية بطولة ولا تقل عن ذلك دون شك سعادتهم وهم يرون الشركات الهندية وقد تحولت إلي لاعب مهم في السوق العالمي للاكتساب. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن الشركات الهندية قامت خلال الأشهر الثلاثة الأولي من العام الحالي بشراء 34 شركة أجنبية مقابل 10.7 مليار دولار وذلك حسب أرقام شركة ديلوجيك لأبحاث السوق. وفي العام الماضي 2006 دفعت الشركات الهندية 23 مليار دولار فيما عقدته من صفقات اكتساب في الأسواق الخارجية وهو رقم يبلغ خمسة أضعاف ما دفعته لنفس الغرض في عام ،2005 كما أنه يفوق جملة الاستثمارات الأجنبية في الشركات الهندية خلال العام نفسه. ويري الصناعيون الهنود أن هذه الطفرة التي تحققت في صفقات الاكتساب بالأسواق الخارجية دليل علي النهضة وعلي أن هند جديدة تبزغ علي المستوي العالمي.. وهنا يقول كومار مانجالام بيرلا رئيس مجلس إدارة بيرلا جروب وهي شركة هندية عملاقة متعددة الأنشطة إن هذه الطفرة دليل علي أن الهند صارت تحظي بالاحترام علي الساحة الدولية. وتجدر الإشارة إلي أن شركة هيندالكو وهي شركة للألومنيوم تابعة لبيرلا جروب قامت في فبراير الماضي بشراء منافستها الأمريكية نوفليز مقابل 6 مليارات دولار لتصبح بذلك أكبر شركة في العالم للألومنيوم. وقد حدث ذلك بعد أسبوع واحد من قيام شركة تاتا ستيل أكبر شركة هندية خاصة للصلب بإبرام صفقة أكبر كانت تتفاوض عليها منذ أكتوبر 2006 لشراء شركة كوروس وهي شركة انجليزية هولندية منافسة لها مقابل 13.2 مليار دولار وهو رقم يبلغ 9 أضعاف حجم اَخر عملية اكتساب أجنبي لشركة هندية. وقد تضمنت صفقتا الاكتساب الهنديتان شروطا تشجع الشركات الهندية الأصغر علي الشراء من سوق الاكتساب العالمي في مجالات أخري مثل الكمبيوتر والأدوية ومكونات السيارات والطاقة وغيرها.. ونحن نعرف أن الشركات الهندية صارت غنية بالسيولة خصوصا بعد ارتفاع كفاءتها وبلوغ معدل النمو في الاقتصاد الهندي إلي 8% سنويا خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. وقد بلغت هوامش ربح هذه الشركات 10% أي ضعف متوسط المعدلات العالمية. ويذكر أحد التقديرات أن 60% من أكبر 200 شركة هندية أي نحو 120 شركة تتطلع إلي الاستثمار في أسواق الاكتساب الخارجية.