يقول أناند ماهيندرا المدير العام لشركة ماهيندرا اند ماهيندرا الهندية ان شركته بدأت طريقها نحو العولمة وهي تبدو كمجرد سائح ساقته المصادفة إلي هذا الطريق وان البداية كانت عندماوجدت نفسها دائنة لأحد المصانع اليونانية عام 1984 وبدلا من أن تطالبه بالسداد اشترت فيه حصة بقيمة الدين لتولد في ذلك العام أي منذ 23 عاما ماهيندرا هيللينك. ولكن الوضع الان كما تقول مجلة "الايكونوميست" قد اختلف تماما فشركة ماهيندار اند ماهيندرا صارت واحدة من 100 شركة تنتمي إلي العالم الثالث وتملك القدرة والطموح اللازمين لمنافسة الشركات العالمية متعددة الجنسيات. وقد قامت شركة الاستشارات بوسطن كونسلتنج جروب بفحص ودراسة 3 الاف شركة تنتمي إلي 30 دولة ووجدت أن هذه الشركات التي تقترب ايراداتها السنوية من مليار دولار أو تزيد علي ذلك تتجه متعمدة وليس بمجرد المصادفة إلي التوسع خارج بلدانها الاصلية. ووضعت بوسطن كونسلتنج جروب خمسة معايير لقياس هذا التوسع منها حجم مبيعات الشركة في الأسواق الدولية وما تملكه هناك من اصول وحجم الاموال التي تستطيع رصدها للتوسع الخارجي وعقد صفقات اكتساب خارجية. وكانت النتيجة هي قائمة تضم مائة من الشركات التي تسعي بمكر إلي منافسة كبريات الشركات في البلدان الغنية. وقد ذكرت مجلة "فورتشن" ان جيف ايميلت قد بعث إلي مرءوسيه في جنرال اليكتريك في العام الماضي مذكرة يأمرهم فيها بتحديد قوائم للشركات التي يمكنه أن يبيع لها أو يشتري منها أو يتنافس معها ولم يستثن من ذلك شركات العالم الثالث. والحقيقة ان هذه الشركات الجديدة متعددة الجنسيات تدفع الكثير من اجل اكتساب هذه الصفة وهي عادة ما تكون مدعومة بارتفاع اسعار اسهمها وترفض النمو الطبيعي مفضلة عليه شراء وحدات جاهزة. وقد رصدت بوسطن كونسلتنج جروب ان هذه المائة شركة قامت فيما بينها بعقد 70 صفقة اكتساب خارجية خلال عام 2006 وحده وأن 7 من هذه الصفقات تزيد قيمة الواحدة منها علي مليار دولار فقد قامت شركة سوزلون اينرجي الهندية التي تبني مزارع الرياح لتوليد الكهرباء بشراء شركة ريباور الالمانية في يونية لتمزج بين التكنولوجيا الألمانية والمكونات الهندية الرخيصة في هذا المجال. وتقول ارقام طومسون فاينانشيال ان حجم مشتريات شركات العالم الثالث من الاصول في العالم المتقدم قد وصل هذا العام إلي 171 مليار دولار متخطيا ذروته التي كان قد وصل إليها عام 1999 وبلغت 52 مليار دولار فقط. وقد تبدو بعض هذه المشتريات غالية الثمن ولكن بوسطن كونسلتنج جروب تقول ان الشركات الاجنبية المستهدفة من شركات العالم الثالث قد تكون لها ميزات لا يراها الغربيون أو اليابانيون. فالشركة المثقلة بالديون أو التكاليف العالية أو تراجع نصيبها من السوق المحلي قد تكون لديها ماركة أو زبائن أو خبرة تكنولوجية تفيد كثيرا شركات العالم الثالث. وتؤكد مجلة "الايكونوميست" ان ارتفاع التكاليف لا يمنع شركات العالم الثالث من عقد الصفقات. ومما يذكر هنا ان شركة CIMC.