أقراص

الكتاب الالكتروني ... والتراث الرقمي

khaled@gn4me.com
تعد الكتابة الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية التي بدأتها مصر بالأسرة الأولي علي اعتبار أن الكتابة هي مادة تسجيل تاريخ وحضارة الإنسان المصري القديم ومن هذا المنطلق فان الكتاب ظل وسيظل هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ علي تراثنا وثقافاتنا وتدوين التاريخ إلا أنهم من المهم أن يواكب تصميم الكتاب طبيعة العصر الذي نعيش فيه وبما يلبي احتياجات القارئ في عصر التراث الرقمي القائم علي تعظيم دور الانترنت والكمبيوتر في حياتنا .
وتحدثنا أمس حول المزايا التي يتيحها الكتاب الالكتروني بالنسبة لدور النشر لزيادة قاعدة انتشار الكتاب ومبيعاته وفي نفس الوقت تخفيض عنصر التكلفة والاحتفاظ الدائم والمتجدد بحقوق الملكية الفكرية للكتاب ونتصور أنه منذ نشر أول نسخة من الكتاب الالكتروني علي شبكة الانترنت في منتصف التسعينيات - لأحد الكتاب الأمريكيين - وهناك تزايد كبير في عملية تحويل الكتب الورقية إلي الكترونية لاسيما في ظل تطور آليات نشر الكتاب الالكتروني والاعتماد عليه في مجالات المعرفة كالموسوعات والمعاجم وكتب الخرائط والكتب التعليمية .
ومع التطور الكبير الذي شهدته آلات قراءة الكتاب الالكتروني سواء شاشات العرض أو القدرة علي الاستماع للكتاب بصوت عال مع القدرة علي تحميله علي جهاز صغير يمكنه أن يتضمن عدداً من الكتب في نفس الوقت فان الكتاب الالكتروني بات يشكل جزءاً كبيراً لا يستهان به في الطلب الإجمالي بالسوق العالمي للكتاب خاصة إذا أخذنا في الاعتبار تزايد عدد المكتبات الالكترونية والمواقع الالكترونية علي شبكة الانترنت التي تقدم خدمات بيع الكتب أو الاستعارة للكتاب الالكتروني بمعني أخر أصبح الكتاب يذهب إلي القارئ في اي مكان واي وقت .
نعتقد وأننا نتحدث عن ضرورة زيادة المحتوي العربي علي شبكة الانترنت أن يكون للكتاب الالكتروني دور مؤثر في هذا المجال - في ظل أن السوق المحلي يمثل نحو 40 % من حجم سوق الكتاب العربي - إذ نعلم أن هناك بروتوكول تعاون بين اتحاد الناشرين ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعظيم الاستفادة من مفهوم المكتبة الالكترونية والنشر الالكتروني بصورة عامة إلا أننا لم نستطع معرفة إلي أين وصل هذا التعاون وما نتائجه!
في النهاية نؤكد أن الدفعة القوية التي يحتاج إليها الكتاب الالكتروني يمكن أن تتمثل في الكتاب الجامعي والذي يشكل أكثر من 30 % من حجم السوق المحلي للكتاب " حيث نتطلع أن تطلق جميع الجامعات المصرية والأجنبية مبادرة قومية تهدف الي الانتقال من مفهوم الكتاب الورقي بوضعه الحالي والمقرر علي الطلبة إلي صيغة الكتاب الالكتروني بما يتيحه من مزايا كالروابط التشعبية إلي المصادر العلمية علي شبكة الانترنت في أسفل الصفحة الالكترونية للكتاب بما يسهل علي الطالب عملية البحث عن المعلومات .