دفع العالم العربي ثمنا غاليا للبترولهذه النعمة التي وهبها الله للعرب وتحولت مع الاطماع والمصالح والاسراف الي نقمة.. لو لم يكن البترول العربي ما كانت كل هذه الكوارث ماجاءات القوات الامريكية الي العراق.. وما اقيمت القواعد العسكرية في الخليج.. وما تحولت كل قضايانا الي مرتع للذئاب.. ولكن البترول هو الذي حمل لنا كل هذه المصائب والغريب ان البترول وهو اعظم ثروة ظهرت علي الارض منذ بدء الخليقة ضاع منا وتسرب مثل اشياء كثيرة.. لا احد يعلم كم حجم الاموال التي دخلت خزائن الحكام العرب من البترول ولا السلاح الذي دفعت فيه الحكومات مئات البلايين وظل حبيسا في المخازن ولا احد يعلم كم من هذه الاموال ضاع علي موائد القمار واجسام الغواني.. ولا احد يعلم كم كان هذا المال قادرا علي ان يصنع اوطانا اكثر حرية ورخاء وامنا.. من يصدق ما حدث في العراق وهو بلا منازع اغني دولة عربية فيه نهران وفيه ملايين من الافدانة الصالحة للزراعة وفيه قوة بشرية لا يستهان بها وفيه تاريخ وحضارة.. وفيه امتداد جغرافي رهيب وقبل ذلك كله فيه ابار البترول اكثر من ابار المياه.. اين ضاع ذلك كله.. لو ان العراق حافظ علي ثروته ولم يبددها في الحروب والمغامرات والمعارك.. لو ان العراق اتجه بهذه الثروة الي بناء انسان افضل بالحرية والعلم والثقافة هل كان من الممكن ان يحدث له ما حدث.. ان القوة الحقيقية الآن ليست فقط في المدرعات والصواريخ والمدافع ولكن القوة الحقيقية هي الانسان القادر علي استيعاب عصره وزمانه وتسخير قدراته.. لقد فشلت امريكا في تحقيق نصر عسكري في العراق وهي اقوي دول العالم ولكن الانسان العراقي استطاع ان يكسر سطوة الدولة العظمي ويهدم هيبتها.. وهنا نعود للانسان لانه الانجاز الحقيقي والثروة الحقيقية.. ان البترول الذي منحه الخالق لهذه الامة كان من الممكن ان يجعلها الآن قوة عظمي وماذا ينقص العرب ليكونوا قوة عظمي.. لديهم البشر بالملايين.. ولديهم الارض ولديهم التاريخ.. ولديهم الثروة ولديهم عقيدة عظيمة ولكن كان ينقصهم حكومات اكثر ايمانا بشعوبها واكثر حرصا علي مسئوليتها واكثر ايمانا بحرمة المال وقدسية الرسالة ولهذا فرطوا في اشياء كثيرة وبدلا من ان يكون البترول سلاحا لنا ضد الفقر والتخلف والجهل تحول الي سلاح ضدنا بعد ان سلبته منا قوي الظلم والطغيان ولم يعد البترول وحدة غنيمة المستعمرين بل اصبحت الشعوب ايضا.