تخطط الصين لكسر الهيمنة التجارية لشركتي بوينج وإيرباص علي أسواق الطائرات التجارية العملاقة في العالم بعد أن قررت تأسيس شركة مملوكة للدولة تتكفل بتصميم وبناء هذه الطائرات حيث تعد الصين واحدة من أكبر أسواق الطائرات بالنسبة للشركتين بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية* وجاء في تصريح نشره موقع الحكومة الصينية علي الإنترنت أن مجلس الوزراء اتخذ "قراراً استراتيجياً مهماً يقضي بإطلاق سلسلة بحوث تهدف إلي دخول سوق الطيران التجاري''* وتعد الصين واحدة من أضخم أسواق الطائرات التجارية العالمية لكل من شركتي بوينج وإيرباص. وتوقعت أحدث دراسة أنجزتها شركة إيرباص أن تحتل الصين المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة من حيث عدد وقيمة الطائرات التي ستحتاجها بين عامي 2006 و2025 وحيث ستحتاج خلال هذه الفترة ل2929 طائرة عملاقة يبلغ إجمالي ثمنها 349 مليار دولار وهذا التوجّه الجديد المدعوم بالخبرات والمعارف المحلية المكتسبة خلال الخمسين سنة الماضية في حقل بناء الطائرات الصغيرة، يعكس الرغبة العارمة لدي عامة الصينيين لريادة هذه الصناعة. ولم يقدم التصريح الذي نشره الموقع حول هذا القرار الإيضاحات الكافية حول طبيعة الشركة العملاقة الجديدة التي ستتكفل بهذه المهمات المعقدة، كما أغفل الحديث عن الجهات التي ستتبني تمويلها والشيء الذي أثار استغراب المحللين هو أن القرار اتخذ رسمياً بتاريخ 26 فبراير الماضي إلا أنه لم ينشر إلا في مطلع الأسبوع الحالي. وجاء في تقرير نشرته ''فاينانشيال تايمز'' علي صدر صفحتها الأولي أن من المعلوم أن شركتي بوينج وإيرباص احتفظتا علي الدوام بموقعهما كثنائي احتكاري لأسواق الطائرات النفاثة التجارية التي يفوق عدد مقاعدها المائة* وتتوقع الشركتان أن يبلغ حجم السوق العالمية 2600 مليار دولار خلال السنوات العشرين المقبلة وأن تقوما بتسليم نحو 23000 طائرة جديدة من دون احتساب الطائرات التي ستقومان بتسليمها في السوق المحلية أو الإقليمية من التي يقل عدد مقاعدها عن المائة* وسوف يتطلب الأمر بضعة عقود حتي تتمكن الصين من تطوير نفاثات تجارية ذات مدي طويل يمكنها أن تنافس تلك التي تصنعها إيرباص أو بوينج إلا أن ذلك لم يمنع مسؤولي قطاع صناعة الطيران التجاري في الشركتين العملاقتين من أخذ القرار علي محمل الجدّ وذلك لأن هذا التوجه قد يحرمهما من التواجد القوي في سوق الصين ذاتها* ويذكر تقرير الصحيفة أن الأمر تطلب من شركة إيرباص 40 عاماً من الجهود المتواصلة حتي تمكنت من تطوير عائلة متكاملة من الطائرات التجارية النفاثة الكبيرة* ونقلت ''فاينانشيال تايمز'' عن ستيفن أودفار هازي، المدير العام التنفيذي لشرك (إنترناشونال ليز فينانس) قوله: إن الصين وروسيا سوف تتمكنان من تطوير طائرات تجارية نفاثة قادرة علي منافسة عائلتي البوينج 737 والإيرباص 320 في الأسواق العالمية خلال السنوات خاصة لو توفر الدعم الحكومي للاستفادة من الخبرات المحلية في هذا الميدان* ولم تكن الصين تخفي طموحها للتحول إلي قوة عالمية مؤثرة في صناعة الطيران والفضاء، وحرصت علي تشجيع الشركات التي تشتري منها الطائرات علي بناء قطع الغيار فوق أراضيها حتي يتعلم خبراؤها اسرار تصنيعها* ومن المنتظر أن تبدأ بتسليم أول طائرة نفاثة ذات مدي محدود تصنعها في عام 2009 وهي من طراز ءزت،12 كما شرعت في إجراء مفاوضات مع شركات أجنبية لإقامة شراكات لتصنيع الطائرات فوق أراضيها* ووقعت إيرباص مؤخراً مسودة اتفاقية مع السلطات الصينية تقضي ببناء أول مصنع لتجميع الطائرات في إقليم تيانجين شرقي الصين.