ارتفعت أسعار النفط وسط توقعات بأن المخزون الأمريكي من البنزين سيشهد تراجعاً للأسبوع الخامس علي التوالي مع قيام بعض المصافي بخفض انتاجها في وقت متوقع تصاعد الطلب مع دخول فصل الصيف. ومن المتوقع أن يظهر تقرير حكومي أن مخزون البنزين في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 9 مارس الماضي قد تراجع بنحو 216.4 مليون برميل. وارتفعت أسعار الخام العقود الاجلة للنفط الخام الامريكي في بورصة نايمكس بنحو 36 سنتاً أو ما نسبته 0.6% ليبلغ 58.29 دولار للبرميل بعد أن شهد تراجع علي مدار الجلسات الأربعة الماضية متأثرة بتراجع أسواق الاسهم وسط مخاوف بشأن قطاع الاقراض العقاري. كما ارتفع خام برنت تسليم شهر إبريل خلال تعاملات الأربعاء بنحو 34 سنتاً (0.6%) ليبلغ سعره 61.24 دولار للبرميل. وهوي سعر عقود النفط الامريكي الخفيف لشهر ابريل عند التسوية في اغلاق نايمكس يوم الثلاثاء الي 57.93 دولار للبرميل منخفضا 0.98 دولار أو 1.7 في المائة. وكان قد ارتفع حتي مستوي 59.95 دولار للبرميل في المعاملات الصباحية بفعل تقرير لوكالة الطاقة الدولية يقول إن العالم سوف يحتاج إلي المزيد من نفط اوبك في الاشهر القادمة. ولقي الخام ايضا دعما من صعود عقود البنزين الاجلة التي ارتفعت بسبب مشكلات جديدة في المصافي. وفي أربعة ايام هبط عقد النفط الخام الامريكي 3.89 دولار او 6.3 في المائة. أوبك تؤيد عد الخفض علي جانب أخر قال مسؤول ايراني رفيع بقطاع النفط إن من المستبعد ان تخفض منظمة أوبك الانتاج في الاجتماع الذي تعقده في فيينا اليوم الخميس. وقال جواد يرجاني رئيس شؤون أوبك بوزارة النفط الايرانية في تقرير نشر علي موقع الوزارة علي الانترنت "في ضوء انخفاض احتياطيات الدول المستهلكة فإن امكانية خفض انتاج أوبك مرة أخري منخفضة جدا." وتأكيداً لكلام المسئول الإيراني قال مندوب اندونيسيا الدائم لدي منظمة أوبك ميز الرحمن إن بلاده تفضل أن تبقي المنظمة علي مستوي انتاج النفط دون تغيير في الاجتماع الذي يعقده وزراؤها يوم الخميس. وقال: "نريد الابقاء علي مستوي الانتاج الحالي المتفق عليه." من جهتها قالت منظمة أوبك يوم الاربعاء إن سعر سلة خامات نفط المنظمة انخفض الي 57.25 دولار للبرميل يوم الثلاثاء من 57.27 دولار يوم الاثنين. وتضم سلة أوبك 11 نوعا من النفط الخام هي خام صحاري الجزائري وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا. ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد في أسواق النفط ترقب بسبب تسارع وتيرة إلغاء مشروعات مصافي النفط في الأسابيع الاخيرة بعد ان أثار ارتفاع التكلفة مزيدا من التساؤلات بشأن ربحية الوحدات الجديدة لانتاج وقود وسائل النقل. وقال وزير النفط الكويتي الشيخ علي الجراح الصباح إن الكويت قد تلغي خططا لتشييد مصفاة نفط بطاقة 615 الف برميل يوميا وتطور بدلا من ذلك مصفاة الشعيبة. وقالت مؤسسة البترول الكويتية يوم الاثنين انها ستعيد قريبا طرح مناقصة لاقامة مصفاة جديدة بعد أن رأت أن الجولة الاولي جاءت بعروض مرتفعة للغاية. وفي وقت سابق من هذا الشهر قلصت شركتا لوك اويل الروسية واو.ام.في النمساوية خططهما لاقامة مصفاة نفط في تركيا في حين انهت شركة النفط الحكومية الانجولية سونانجول محادثاتها مع سينوبك الصينية بشأن اقامة مصفاة جديدة في انجولا. وتمثل عمليات الالغاء اتجاها عالميا متناميا لارجاء خطط اقامة مصافي جديدة وتطوير المصافي الحالية بسبب ارتفاع التكلفة ونقص المهندسين والشكوك المحيطة بأرباح هذه المصافي مستقبلا. يقول داميان كينابي من شركة بورفين اند جيرتز لاستشارات النفط ومقرها تكساس "لقد شهدنا ارتفاع تكلفة المشروعات الجديدة واضافة وحدات الي ثلاثة امثال ما كانت عليه من قبل بسبب ارتفاع التكلفة. "ولذا تفكر كثيرا من الشركات مرتين وتسأل نفسها هل نريد فعلا المضي قدما في هذه المشروعات." ولكن في حين سيؤدي الغاء عمليات التوسع الي تقليص طاقة التكرير مستقبلا فإن بعض المحللين يقولون انهم اخذوا بالفعل مثل هذا السيناريو بعين الاعتبار في توقعاتهم. وفي تقريرها عن سوق النفط علي المدي المتوسط الصادر الشهر الماضي خفضت وكالة الطاقة توقعاتها لطاقة تكرير المصافي الجديدة بين عامي 2006 و 2011 الي 10.2 مليون برميل يوميا بانخفاض 82 الف برميل يوميا عن التوقعات الاولية في يوليو تموز الماضي. وفي يوليو قالت الوكالة التي تقدم النصح لعدد 26 دولة صناعية بشأن سياسات الطاقة انه تم الاعلان عن خطط لاضافة 15.2 مليون برميل يوميا من طاقة التكرير الجديدة قبل عام 2011 ولكنها توقعت اضافة 10.3 مليون برميل يوميا فقط من هذا الرقم. وقالت لوك اويل الاسبوع الماضي انها ارجأت خططا لاقامة مصفاة جديدة في تركيا في حين قالت او.ام.في انها تدرس خفض مشاركتها في مصفاة تسعي لاقامتها في نفس الدولة. وكانت الشركتان قد اعلنتا مشروعهما التركي قبل أقل من عام. وتأتي موجة الغاء وتأجيل مشروعات المصافي في شتي انحاء العالم بعد سنوات من انتعاش هوامش أرباح التكرير بفضل تنامي الطلب علي وقود النقل في دول من بينها الصين والولاياتالمتحدة. وأدي هذا الي الضغط علي قدرة المصافي علي توريد امدادات كافية من المنتجات النفطية مثل وقود الديزل والبنزين ووقود الطائرات مما اثار موجة من خطط التوسع لتلبية النقص. ولكن مع بدء دخول الطاقة الجديدة حيز التنفيذ انتاب المحللون واصحاب المصافي القلق بشأن الربحية مستقبلا. ويقول المحللون انه في حين قد تشجع التوقعات بانخفاض الارباح علي تأجيل المشروعات التي لا تزال في مرحلة التخطيط فان اعمال تطوير المصافي التي دخلت بالفعل حيز التنفيذ ستستمر بل وستحظي بالاولوية.