في مسلسل إعمار مصر، والشريك الإماراتي، والمصري، وحصة كل منهما، حلقات كثيرة مضت أقرب إلي مسلسلات التشويق منها إلي دراما الواقع، فكل حلقة تحمل من الأسئلة أكثر مما تقدم من إجابات وتبقي النهاية مفتوحة علي كل الاحتمالات. البداية كانت مشروع كبير، يحمل اسمين كبيرين، إعمار الإماراتية بكل ما تمثله من حلم الأفكار الخلاقة في دبي، والقدرة المالية علي التحقيق. وعلي الجانب الآخر رجل الأعمال المصري محمد شفيق جبر الذي اتصوره في أغلب الاحيان ناشطا أو مفكرا يريد إقامة مؤتمرات ويعقد الندوات لتبادل الرؤي والافكار ليقدم صورة مغايرة عن نمط رجل الأعمال التقليدي. إذاً نحن أمام تركيبة جديدة ومشروعات كبيرة أحدهما في الساحل الشمالي بما أحاطه من أقاويل وإشاعات وأساطير، والآخر في القاهرة بما يمثله من أفكار وتحديدات حصة الشريك المصري منذ البداية وكما هو معلن كانت 60% ثم بدأت قصة تعديل النسب والحصص، وقد يكون ذلك منطقيا ومعقولا طالما انه برضاء الشركاء. ولكن بدا الأمر ان هناك اتفاقا غير مكتمل علي أقل تقدير، مصحوبا بمطالبات دائمة بتعديل الحصص والنسب دون معرفة سبب هذا الإصرار. تدخلت الدولة بشكل غير رسمي، وحاولت الوصول إلي اتفاق بدي غير قريب. ثم بدأت الاشاعات هنا وهناك، مفاوضات، أو البحث عن شركاء جدد أو من يبيع لمن. ومازالت هناك نقطة أساسية غير واضحة، إذا كانت هذه هي الشراكة منذ البداية التي ارتضاها الطرفين ومازال المشروع في أوله، فلماذا الرغبة في التعديل؟ إلا إذا كانت أي الشراكة ونسبها منذ البداية لم تكن محل رضي حتي وان كانت محل اتفاق. الآن أعلن دكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار توقيع اتفاق بين الشريكين ينص علي تخارج الجانب المصري وقيام شركة إعمار دبي بشراء كامل حصة "أرتوك" واعطي مهلة زمنية لاتمام الاتفاق وإلا يتم سحب أرض المشروع. إعمار العقارية أيضا قالت صراحة قبل يومين من دبي إنها وقعت صفقة لشراء كامل المشروع وان نقل الأسهم سيكتمل في 27 مارس الحالي حسب رويتر. أما الشريك المصري فقد أصدر بيانا بدا أكثر حذرا وأقل وضوحا، يقول عن المفاوضات المستمرة حول "إعادة هيكلة حصة الشريكين" ولم يأت علي كلمة "تخارج" الذي ذكرها وزير الاستثمار أو كلمة شراء كامل المشروع كما قال الشريك الإماراتي. بل قالت الشركة إن الشريكين توصلا إلي "إطار عام" تظل تفاصيله غير معلنة في الوقت الراهن مؤكدة علي التزام الشركة بكافة تعهداتها، وانها ستقيد في البورصة في غضون أسبوعين. الغريب أن البيان المصري وتصريحات المسئولين بالشركة لم يقل لنا هل تم الاتفاق علي بيع كامل حصة الشريك المصري، أم تعديل نسب الشراكة، أم يظل الأمر علي ما هو عليه؟. سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة، وهل هي نهاية القصة أم مجرد فصل جديد؟.