تحقيق - محمد إبراهيم ودينا جمال: بعد ان اصبحت ظاهرة لافتة للنظر اصبح من الضروري التصدي لها خاصة من جانب الهيئة العامة لسوق المال وهي انتشار المنتديات والمواقع عبر شبكة الانترنت التي تتناول اوضاع السوق والبورصة تحديدا ولم تكتف بذلك وانما قد تصل في كثير من الاحيان الي اصدار توصيات وتوجيهات للمستثمرين بالبيع او بالشراء في الاسهم. اجمع خبراء السوق علي مدي خطورة هذه المشكلة التي اصبحت ظاهرة قد تضر بالسوق والاقتصاد بصفة عامة مؤكدين في الوقت ذاته ان معظم هذه المواقع الالكترونية تكون مجهولة المصدر ومن يعمل بها مجرد انصاف متعلمين. وطالبوا بمزيد من الرقابة والسيطرة خاصة من جانب الهيئة العامة لسوق المال موضحين ان هذا قد يكون له تأثيرات سلبية كبيرة علي السوق والمتعاملين وان يكون كل ما ينشر من بيانات ومعلومات بمعرفة الهيئة وموثقة لديهم. واضافوا ان المتعاملين في السوق اصبحوا علي درجة عالية من الوعي غير الوقت السابق ولا يعيرون اهتماما لمثل هذه المواقع والمنتديات وغالبا ما يلجأون الي شركات متخصصة للاستفادة الحقيقية خاصة اننا نتحدث عن رأسمال وعن سوق في حد ذاته. بداية اكد خليفة محمود العضو المنتدب لشركة الجذور لتداول الاوراق المالية ان وجود العديد من المنتديات والمواقع الالكترونية عبر شبكات الانترنت التي تتناول الاقتصاد المصري خاصة البورصة انما هو امر خطير وقد يؤدي الي مشاكل عديدة وقد يضر ذلك بالمستثمرين في السوق الا انه من الصعب ان تكون هناك وسيلة محددة وواضحة لمنع هذه المواقع خاصة ان مجال الانترنت مفتوح امام الجميع ولا يوجد هناك قيود علي ذلك. اضاف ان معظم هذه المواقع تكون مجهولة المصدر ولا يعرف اساس واضح لها كما ان كل من يكتب فيها ويدعي انه محلل أو خبير قد يكون نصف خبير او نصف متعلم ولكن يمكن القول في النهاية ان المستثمرين هم الذين يتحملون العبء الاكبر حيال هذا الموضوع وننصحهم بعدم اللجوء الي مثل هذه المواقع او المنتديات او حتي الاستعانة بنصائحهم او الاخذ بها اذا ما ارادوا الحفاظ علي استثماراتهم. واضاف انه من الصعب علي الهيئة العامة لسوق المال ان تتخذ اي اجراء قانوني حيال هذه المواقع اذا كان هناك قرار قضائي أو قانوني يمنع انشاء مثل هذه المواقع او المنتديات. ومن جانبه اكد مصطفي بدرة مدير الاستثمار بشركة اصول لتداول الاوراق المالية ان هناك عيباً في غاية الخطورة وهو ان هناك العديد من التصريحات تخرج علي لسان العديد من الاشخاص والمسئولين ولا تجد من يرد عليها حتي ان كانت هذه التصريحات او المعلومات غير دقيقة او سليمة الامر الذي يجعل الاوضاع في غاية الخطورة. اضاف ان حرية الاعلام متاحة امام الجميع ولا يوجد عليها اية قيود وبالتالي فهذه المواقع الالكترونية او المنتديات التي تتناول في حديثها الاقتصاد بوجه عام والبورصة علي وجه التحديد ظهرت بلا قيود واشار الي انه في مثل هذه الحالات واذا خرجت بيانات او معلومات خاصة بالبورصة فمن الواجب ان يخرج رئيس البورصة ويرد علي هذه البيانات حتي لا تضلل المتعاملين ومن ثم تؤدي الي ازمات وكوارث في السوق. واشار الي ان وجود هذه المنتديات شيء في غاية الخطورة وهي ظاهرة لابد من التصدي لها والوقوف امامها بحزم. طالب بمزيد من الضبط والرقابة في السوق خاصة من جانب الهيئة العامة لسوق المال ومطلوب تدخل قوي من جانب الهيئة خاصة فيما ينشر بشأن هذه المنتديات ولابد ان تكون كل المعلومات التي تنشر عبر هذه المواقع موثقة من قبل الهيئة العامة لسوق المال وطالب ايضا بضرورة تفعيل دور مدير علاقات المستثمرين في كل الشركات الموجودة بالسوق لان عدم وجود مثل هذه الادارة في كل من الشركات تسبب في كثير من المشكلات واشار الي ان الرقابة موجودة بالفعل في السوق. اكد اسلام عبدالعاطي رئيس قسم التحليل الفني بشركة سيتي تريد ان ما تقوم به المواقع الالكترونية المجهولة المصدر من توصيات بالبيع او الشراء او تقديم تحليلات لا تلقي استجابة من المستثمرين موضحا ضرورة الاعتماد علي ما يصدر عن شركات لها ثقل بالسوق ومعروف اسمها لدي المستثمرين حيث يقوم بتلك التحليلات والتوصيات مسئولون بالشركة لا يستطيعون المخاطرة باسمها. اشار عبدالعاطي الي ان ما ينشر علي تلك المواقع مجهولة المصدر يخدم اغراضا معينة حيث يقومون بدعاية لاسهم معينة لخدمة اغراضهم وغالبا ما تصدر من انصاف متعلمين في مجال اسواق المال واصحاب الخبرة المحدودة، كما انه في حالة تقديم معلومات خاطئة لن يستطيع المستثمر الرجوع لمن قدم تلك المعلومات.