جرائم بيع الأطفال انتشرت في مصر خلال الفترة الأخيرة، وبالطبع هناك عمليات بيع وشراء تتم في الخفاء ولا يتم الكشف عنها ولا سيما ان عملية البيع تتم بناء علي رضا واتفاق بين البائع والمشتري ولا يتم اكتشافها إلا عندما يحدث خلاف بينهما، أو تتضارب المصالح أو يصحو ضمير البائع أو يرق قلب الأم. والدافع وراء العديد من جرائم البيع في الفترة الأخيرة كان "الفقر" أي بيع أحد الأبناء كي يعيش باقي الإخوة علي طريقة الأفلام العربي "القديمة". وبصرف النظر عن رصد حوادث وحواديت البيع والتي لا تخلو من جوانب إنسانية محزنة إلا أن تحليل تلك الظاهرة -القديمة.. الجديدة- يكشف عن العديد من السلوكيات "المصرية" التي ظهرت في الفترة الأخيرة، والتي تعطي مؤشرات ودلالات علي أن المجتمع المصري بدأت تتفشي فيه جرائم غريبة عليه بسبب ضعف الوازع الديني وغياب الأخلاق عند البعض. فالفقر وحده ليس سببا في تلك الجرائم لأن عاطفة الأمومة والابوة لا تقدر بثمن، فالجياع لا يأكلون أبناءهم، كما أن التفريط في فلذات الأكباد لا يأتي إلا من إنسان غاب عنه الحس الإنساني والديني ومات الضمير داخله، أي أنه مجرم ذو طبيعة خاصة. وأخشي أن يكون الدافع إلي عمليات بيع الأطفال العلنية والسرية -بجانب الفقر- هو التخلص من أولاد الزنا أو ثمرات الحرام أو المشكوك في نسبهم، أو يكونوا أولاد الزيجات غير الرسمية التي انتشرت بين شباب الجامعات وغيرهم في الآونة الأخيرة ولا يعترف بها المجتمع مثل الزواج العرفي أو زواج الدم أو حتي "المسيار"، أو يكونوا أبناء أو أحفاد عبدة الشيطان. كما أخشي أن تكون هناك عصابات تعمل في بيزنس "أولاد الحرام" وتتاجر في أبناء الساقطات من السفاح للساقطات أو معتادي ترك أولادهن أمام أبواب الجوامع والكنائس. إن انتشار ظاهرة بيع الأطفال في مصر تعني وجود تدهور في الأخلاق وشرخ في جدار الأسرة وهدم للإنجازات الاجتماعية للحكومة. كلام مفيد * لا أعرف ماذا سيكون مصير "الطفل" المدلل الذي قتل عائلة البواب ومن بينهم الطفلة شيماء.. وهل دائما يدفع أبناء "الفقراء" الثمن؟ * لا أعرف لماذا تم التعتيم علي تحقيقات قاتل ومغتصب الأطفال "التوربيني" هل هذا بسبب نفوذه؟ أم أنه كان أيضا ضحية؟ * أين دور المجلس القومي للطفولة والأمومة؟ وما موقفه مما يحدث علي الساحة؟ وهل مازال في البيات الشتوي؟