في حادثة غير مسبوقة قضت محكمة إسرائيلية بالسماح لأسرة جندي متوفي باستخدام سائله المنوي المحفوظ منذ عام (2002) لتلقيح امرأة لم يسبق له معرفتها مطلقا. وتقول وقائع هذه القصة الفريدة ان جنديا اسرائيليا لقي حتفه في اشتباكات بقطاع غزة عام (2002) وان والديه طلب من ادارة المستشفي الذي توفي فيه الاحتفاظ بعينة من سائله المنوي تم سحبها منه بعد وفاته بساعتين ورفض المستشفي تسليمها لأبويه. وبعد تداول القضية في المحاكم لعدة سنوات قضت محكمة تل أبيب الشهر الماضي بتمكين أسرة الجندي المتوفي من الحصول علي العينة والتصريح لها بتلقيح المرأة التي اختارتها وتسجيل المولود باسم الجندي المتوفي. أم الجندي الراحل قالت بسعادة بعد الحكم: "انها ثورة انسانية، قبل عقد مضي كان من الصعب ان نصدق استمرارية شخص بعينه بعد وفاته، انه أمر عظيم للانسانية". هذه القصة نشرها موقع (CNN) الاخباري. ولم تقل لنا القصة تفاصيل الحكم وحيثياته وهل جاء متفقا مع احكام الشريعة اليهودية ام لا، كما لم تقل لنا القصة شيئا عن المرأة التي اختارتها الاسرة وقبلت ان تحمل جنين الجندي الراحل بعد اربع سنوات من وفاته، وهل هي متزوجة ام خالية من الازواج، وهل ستعتبر في حكم الزوجة "الأرملة" ام ماذا؟ علي أية حال القصة مثيرة ولها جانبها الانساني والعلمي ولكنها متعلقة ايضا بمسألة "شرعية". وكما قالت الام فان هذا التطور يعتبر ثورة في عالم "الاسرة" التي كان مفهوم وجود الاطفال مرتبطا بوجود الاب، واما وقد رحل فان انجابه بعد 4 سنوات يعتبر امرا مثيرا للغاية. ولكن لا اعتقد ان هذا يدخل في مفهوم "الانجاب" بالمعني الذي توارثناه ولكنه نوع من الاستنساخ ولكن بالطريقة الطبيعية وهي التلقيح الصناعي. والامر يحتاج الي مناقشة فقهية، واعتقد ان الشريعة اليهودية لابد ان لها رأيا في هذا الموضوع اخذته المحكمة الاسرائيلية في اعتبارها.. وبعد انتشار الخبر لابد ان يتناوله اهل الفتوي بالنسبة للفقه الاسلامي ليقولوا رأيهم وهل سيكون مباحا احتفاظ الاسر بالسائل المنوي للذكور منها لاستخدامه عند الضرورة.. وما حكم المرأة التي تحمل بهذا السائل المنوي بعد وفاة الرجل.. هل ستكون "زوجة" "حكما".. حكاية سيكون لها من ورائها الف حكاية.