مؤشر ناسداك الذي كان قد ارتفع في الأسبوع قبل الماضي بقوة بسبب خروج السيولة من قطاع النفط وتوجهها إلي قطاع شركات التكنولوجيا أُصيب الأسبوع الماضي بنكسة غير مبررة أو لنقل إنها مُبالغ فيها أدت إلي هبوطه بنفس مقدار صعوده تقريباً، علي الرغم من أن عدداً من كبري شركات التقنية أعلنت نتائج أرباحها وفاق بعضها التوقعات، وهذا التصرف غير المبرر من قبل المُستثمرين يبين أن هناك رغبة في جني الأرباح بعد الصعود ولا يوجد أي خبر سيئ سواء علي صعيد المؤشرات الاقتصادية أو نتائج أرباح الشركات إلا تحذيرات بعض الشركات، ويمكن الرجوع للجدول الخاص بأداء المؤشرات الرئيسية خلال الأسبوع الماضي. سنركز علي نتائج أرباح الشركات حيث إنها الحدث الأهم في الأسبوع الماضي وستكون كذلك في الأسابيع المقبلة حيث إن 56 شركة من الشركات ال 500 المدرجة ضمن مؤشر S&P 500 أعلنت نتائجها خلال الأسبوع الماضي، و57% منها كانت نتائجها أفضل من التوقعات بينما 21% مطابقة لتوقعات المحللين و21% أخري أقل من التوقعات. و كما قلت فإن عدداً من شركات التقنية أعلنت نتائج أفضل من التوقعات مثل شركة IBM وشركة أبل Apple Inc إلا أنهما أعلنتا توقعهما أن تحققا أرباحا أقل من توقعات المحللين خلال العام الحالي، كما كان لشركات القطاع المالي نصيب وافر من الإعلانات مثل "جي بي مورجان" و "ميريل لانش" وغيرهما والتي كانت نتائج جيدة ومشجعة. بالنسبة للمؤشرات الاقتصادية فقد كانت إيجابية بشكل عام سواء فيما يتعلق بمؤشرات التضخم وهي مؤشر أسعار المستهلكين أو المنتجين أو وصولاً إلي مؤشر الإنتاج الصناعي وهذا يظهر استقرار الاقتصاد حتي هذه اللحظة، فمثلاً الإنتاج الصناعي الذي كان يقلق المستثمرين والذي ذكرت سابقاً أنه سيكون محط أنظارهم هذا العام، لقد كانت نتيجته هي ارتفاعه في ديسمبر بنسبة 0.4% بعد معاناة من الانخفاض استمرت ثلاثة أشهر قبل هذا الارتفاع الذي كان أفضل من المتوقع، وكذلك عدد المنازل التي بدأ بناؤها ارتفع بنسبة 4.5% في ديسمبر ومثلها تراخيص البناء، أما مؤشر ثقة المستهلكين فقد ارتفع في يناير بشكل جيد. المؤشرات التي تساعد في قياس التضخم مثل مؤشر أسعار المنتجين PPI ومؤشر أسعار المستهلكين CPI فقد كانت نتائجها متباينة قليلا، فمنها ما انخفض ومنها ما ارتفع قليلاً ولكن تبقي جميعها ضمن النطاق المقبول، كما أن الانخفاض الأخير في أسعار البترول سيسهم في التخفيف من ضغوط التضخم. هذه النتائج الجيدة للمؤشرات الاقتصادية ومؤشرات التضخم جعلت المُستثمرين يتأكدون من أن البنك المركزي لن يقوم بتغيير سعر الفائدة خلال النصف الأول من العام الحالي علي الأقل حيث إنه لا توجد بوادر ركود اقتصادي.. جدير بالذكر أن محافظ البنك المركزي كان قد شهد خلال الأسبوع الماضي جلسة مع لجنة الميزانية وأهم ما قيل بالنسبة للمستثمرين في سوق الأسهم الأمريكية هو ثناؤه علي ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي.. وعزا هذا الارتفاع إلي قوة ومتانة القطاع الصناعي. يبقي أن أهم ما يحرك مجريات السوق هو نتائج أرباح الشركات ولكن بعد الهبوط الذي حدث في الأسبوع الماضي فإن هذا قد يؤدي إلي إقبال المضاربين والمستثمرين علي الشراء واقتناص الفرص، وقد نشهد ارتفاع السوق. البيانات الاقتصادية التي ستعلن هذا الأسبوع قليلة ومنها ما يتعلق بمبيعات المنازل المُستخدمة والجديدة كذلك طلبات السلع المعمرة لشهر ديسمبر وذلك يوم الجمعة حيث يتوقع ارتفاعها إلي 3.5% مقارنة بارتفاعها 1.6% في نوفمبر.. أما مبيعات المنازل المستخدمة فيتوقع أن ترتفع في ديسمبر إلي 6.30 مليون وحدة سنويا بعد أن كانت 6.28 وحدة سكنية في نوفمبر، ومبيعات المنازل الجديدة قد ترتفع هي الأخري حتي 1.05 مليون وحدة سكنية في ديسمبر بعد أن كانت 1.04 مليون وحدة سكنية. وكما ذكرت سابقاً فإن نتائج أرباح الشركات ستكون أكبر عامل يوجه السوق حيث ستعلن أكثر من مائة شركة مدرجة ضمن مؤشر S&P 500 خلال الأسبوعين المقبلين، ومن أهم الشركات التي ستعلن ياهو Yahoo و"إي بي" eBay ومايكروسوفت Microsoft التي يتوقع أن تنخفض أرباحها نتيجة بطئها في طرح منتجاتها الجديدة، ولعل نظرة سريعة علي جدول الشركات التي ستعلن نتائجها هذا الأسبوع توضح حجم وأهمية هذه الشركات. شركات الأدوية ستسحب اهتمام المستثمرين حيث ستعلن شركات مثل فايزر Pfizer وبريستول مايرز وكذلك جونسون أند جونسون التي يتوقع أن يرتفع العائد علي سهمها حتي يصل إلي 79 سنتا وهو أعلي من العائد في العام الماضي بنسبة 9%.