أكد فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان أن مباحثاته أمس مع الرئيس حسني مبارك كانت إيجابية وتم خلالها استعراض تطورات الأوضاع الجارية في المنطقة بوجه عام ولبنان بوجه خاص خلال هذه المرحلة وكذلك الجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية للإعداد لمؤتمر دعم لبنان المقرر عقده في العاصمة الفرنسية باريس في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة أكثر من 30 دولة ومؤسسة مالية ودولية. وقال السنيورة في تصريحات أدلي بها عقب المقابلة إنه تم التأكيد خلال المباحثات مع الرئيس مبارك علي أهمية انعقاد مؤتمر دعم لبنان وأهمية نجاح هذا المؤتمر، مشيرا إلي أن الكل وخاصة العرب وعلي رأسهم مصر يدركون المعاناة التي يواجهها لبنان علي مدار 30 عاما وأن أبناءه يستحقون الدعم حتي يتخطوا المشكلات التي تراكمت وكان آخرها ما تمخض عن الاجتياح الإسرائيلي الأخير والدمار الهائل الذي خلفه. وأكد السنيورة انه لا توجد مبادرة مصرية أو سعودية منفردة بشأن الوفاق في لبنان ولكن المبادرة الوحيدة هي المبادرة العربية التي مازال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي يجري مشاوراته واتصالاته لانجاحها حيث تحظي بالاهتمام ومطروحة بشكل جدي علي طاولة البحث وتكتسب التأييد من الدول العربية وخاصة من مصر والرئيس مبارك. من جانبه أكد السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان الرئيس مبارك يولي اهتماما كبيرا بنجاح مؤتمر باريس لدعم لبنان وانه يوالي اتصالاته مع الدول المانحة سواء من الدول العربية أو الأجنبية وان هناك اتصالات مع فرنسا الدولة المضيفة للمؤتمر، مشيرا إلي ان الرئيس مبارك يأمل ان يذهب لبنان إلي المؤتمر صفا واحدا وشعبا واحدا وموقفا واحدا لأن الشعب اللبناني هو المستفيد في النهاية. .. وفي سؤال ل "العالم اليوم" حول كيفية الحصول علي نتائج لدعم لبنان من مؤتمر باريس في ظل وجود مجلس نواب لا يجتمع لتشريع هذه النتائج في صيغة قوانين، قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إن جميع مشروعات القوانين وغيرها يفترض ان تتم بسرعة وهي بحاجة إلي عقد مجلس النواب الذي سيجتمع حتما في وقت من الأوقات. واستطرد قائلاً: لكن من المهم ان نتوصل إلي توافق مع الأشقاء والأصدقاء لدعم لبنان ونضع هذه النتيجة تحت تصرف اللبنانيين لأنه يجب ان نحفظ استقرار الأوضاع المالية والاقتصادية في لبنان ونحافظ علي مستوي معيشة اللبنانيين. وأشار السنيورة إلي أن النتائج التي سيتمخض عنها مؤتمر باريس ستكون واقعا حقيقيا من أجل السعي لدي الجميع لعودة المؤسسات الدستورية وان هذا الأمر يجب ان يتم بغض النظر عن ان هناك مؤتمرا يتطلب تنفيذا وإجراءات يجب دراستها من قبل مجلس النواب والنظر فيها واقرارها. وشدد السنيورة علي ضرورة الإسراع بعودة المؤسسات الدستورية إلي العمل حتي تستقيم الأمور. وأوضح السنيورة ان الجميع يدرك حجم لبنان في قلوب اشقائه وأصدقائه والكل يدرك أهمية دعم استقراره المالي والاقتصادي والاجتماعي كما يدرك تداعيات عدم الاستقرار علي المنطقة وبالتالي فهناك رغبة لتزويد لبنان بما يحتاجه لتحقيق هذا الاستقرار خاصة وان الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان كلفته أكثر من عشرة مليارات دولار لإعادة الإعمار. وحول مدي ارتباط حجم الدعم للبنان بالإصلاح الاقتصادي للحكومة اللبنانية، قال السنيورة: نحن قدمنا برنامجا للإصلاح وهو ليس بالأمر الجديد ولم يتم إعداده خارج لبنان بل تم إعداده بلبنان منذ أكثر من عشر سنوات ويجب العمل علي تنفيذه. وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلي انه تم عقد لقاءات مع مندوبي الدول التي ستشارك في مؤتمر باريس وكان هناك تفهم للأوضاع اللبنانية وضروة دعم لبنان الذي تحمل الكثير خلال الفترات والعقود الماضية. وبشأن تهديد المعارضة اللبنانية بإغلاق الطرق خاصة طريق المطار، قال السنيورة: انني أوجه كلمة لكل اللبنانيين بأن العالم كله ينظر إلي لبنان خاصة بعد صموده بكل أبنائه الذين نجحوا في منع إسرائيل من تحقيق الانتصار.. مشيرا إلي أن العالم كله خاصة الأشقاء العرب يشعرون بالأسي للوضع اللبناني الراهن. وشدد رئيس الوزراء اللبناني في حديثه لكل أبناء لبنان علي أنه ليس هناك مجال للوصول إلي حل عبر الشارع ولكن من خلال المؤسسات والحوار بما يضمن انتصار لبنان وإعادة البناء.. موضحا ان التغيير ليس في الشارع والتعبير يتم عبر المؤسسات وان الحرية لا يجب ان تتعدي علي حريات الآخرين.