استقبل الرئيس حسنى مبارك، صباح أمس، بمقر الرئاسة فى مصر الجديدة، رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة، فى لقاء بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين القاهرة وبيروت، والعلاقات العربية المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالتجارة والغاز ومشروع الربط الكهربائى من مصر إلى لبنان. صرح السنيورة - فى مؤتمر صحفى عقب اللقاء الذى حضره أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، والسفير اللبنانى لدى القاهرة، ورولا نورالدين، مستشارة رئيس وزراء لبنان - بأن اللقاء كان فرصة للتباحث فى الموضوعات العربية المهمة، وما تمر به المنطقة حالياً، والمبادرات التى تسعى الإدارة الأمريكيةالجديدة إلى تطبيقها، التى تهدف - حسب السنيورة - إلى تعزيز السلام العربى - الإسرائيلى، على أساس المبادرة العربية، موضحاً أن اللقاء كان فرصة طيبة لنقل تعازى لبنان رئاسة وحكومة وشعباً إلى الرئيس مبارك فى وفاة حفيده. قال السنيورة: «إن اللقاء كان مناسبة لاستعراض التطورات فى لبنان، لاسيما فى ضوء الانحياز الديمقراطى الكبير الذى تحقق لأول مرة منذ 50 عاماً فى انتخابات تميزت بالديمقراطية العالية والممارسة المسؤولية من قبل الحكومة اللبنانية والتزامها بأن تؤمن للبنانيين ممارسة ديمقراطية كاملة». أضاف: «إن الرئيس مبارك حملنى تحياته لأخيه رئيس لبنان، ميشيل سليمان وحكومة وشعب لبنان، وأكد الرئيس مبارك وقوف مصر إلى جانب لبنان واستقلاله وسيادته وحريته وتعاونه مع جميع الأشقاء العرب». وحول الاستعداد لإبداء مرونة مع المعارضة اللبنانية لتشكيل الحكومة.. قال السنيورة: إنه بحسب الدستور اللبنانى فإن المجلس الجديد لم يتسلم أعماله بعد، حيث إنه يصبح مجلساً بعد 20 يونيو الحالى، وبالتالى هناك خطوات تسير لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بعد ذلك تبدأ المشاورات حسب ما ينص عليه الدستور. وحول ما إذا كان سيتم توقف نظام الثلث المعطل نتيجة للانتخابات الأخيرة.. قال السنيورة: «إن اتفاق الدوحة هو فعلى ليوصل رسالة أساسية بأنه لا يمكن لأى تيار إجراء أى عملية تغيير فى لبنان إلا عبر المؤسسة الدستورية، ولا يمكن لأحد أن يستخدم القوة بأى شكل من أشكالها من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وهذه مبادئ عامة، لكن بسبب ما جرى فى ال7 من آيار العام الماضى توصل اللبنانيون وبرعاية عربية فى قطر إلى هذه النتيجة. خاصة أنها كانت معالجة محدودة ومؤقتة وعابرة، لأن هذه الحكومة التى تألفت بعد انتخاب رئيس الجمهورية تم التوافق على ما يسمى الثلث المعطل وهذا الأمر ليست له أى علاقة لا بالدستور اللبنانى أو نظامه الديمقراطى، ولذلك فإن هذا الأمر كان لفترة زمنية وينتهى مع نهاية هذه الحكومة، ولن يستمر، لأن التجربة لم تكن مشجعة لتدفع باستمرارها. وحول ما إذا كان قد ناقش مع الرئيس مبارك نتائج الانتخابات اللبنانية.. قال السنيورة: لقد تناولنا ما يخص ما تحقق فى الانتخابات وأهمية ومدلولات العملية الانتخابية.. ولكن ما يخص نتائج الانتخابات وتركيبة الحكومة فهذا موضوع لبنانى تحدده المشاورات ما بين الكتل النيابية، وبعدها ينقل الرئيس اللبنانى هذه النتائج إلى من سيحصل على أكثرية الأصوات. وحول ما إذا كان هناك اتفاق على موضوع سلاح حزب الله.. قال السنيورة: «هذا الموضوع يناقش فى الحوار الوطنى الذى سوف يعقد جلسة أخيرة فى عهد هذه الحكومة ويستكمل فى عهد الحكومة الجديدة بعقد جلسات برئاسة الرئيس اللبنانى بما يسهم إسهاماً كبيراً فى تقريب وجهات النظر واعتماد الصيغة اللبنانية التى تؤدى من خلال تعزيز الحوار والتواصل والانفتاح إلى معالجة لشتى الأمور، وبما يدعم عمل الحكومة التى سوف تتألف». إلى ذلك عقد الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، جلسة مباحثات، ظهر أمس، مع رئيس الوزراء اللبنانى، بحضور المهندس سامح فهمى، وزير البترول، والدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، ومن الجانب اللبنانى وزير الطاقة والمياه، آلان طابوريان، وسفير لبنان بالقاهرة، خالد زيادة. وتناولت المباحثات سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث آخر تطورات الوضع فى لبنان فى أعقاب الانتخابات البرلمانية التى جرت مؤخراً هناك، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة لتحريك عملية السلام فى الشرق الأوسط.
