يا حلاوة القاهرة.. وجمال القاهرة.. وهدوء القاهرة أثناء أيام عيد الأضحي المبارك، فقد مر علينا أسبوع الإجازة مثل الدقائق واستمتع سكان العاصمة التي يعاني سكانها من الازدحام الخانق.. والتلوث الرهيب، والسحابة السوداء.. والضوضاء والحوادث بكل أنواعها وأشكالها بهذه الأيام القصيرة..! لقد أتاح العيد الفرصة للناس المرهقين سواء الذين تركوا القاهرة لزيارة الأقارب أو لقضاء الإجازة علي الشواطئ والأماكن السياحية أو من بقي واختار قضاء الاجازة في منزله، مفضلا عدم التحرك والتلذذ بالراحة ومشاهدة التليفزيون وبرامجه الساذجة التي تصيب من يشاهدها بالعته وتقوده لزيارة العيادات النفسية والعلاج من التخلف العقلي الذي يصيب عادة من يشاهد أكثر من مسلسل من النوع الذي يطلق عليه وصف الدراما.. وهي بالفعل "دراما سوداء" علي من يراها.. أو يستمع إلي الحوار العبيط الذي يدور بين أبطالها. لقد اكتشفت ان السبب الرئيسي في راحة الناس الذين يسكنون في العاصمة هو ان الاجازة التي تمنحها الحكومة كل عام بدءا من وقفة العيد وتنتهي بانتهاء العيد، والتي كانت هذا العام حوالي أسبوع كامل كانت من أفضل وأحسن وأجمل الأيام التي عاشها الناس في القاهرة، وهي المدينة التي كانت توصف زمان بانها من اجمل وأهدأ مدن العالم.. وبما أن السبب بات معروفا وواضحا، وهو أن الحكومة عندما تكون في اجازة، فان شئون الناس ومتاعبهم تصبح سهلة.. وجميلة، لأن الحكومة حاليا هي مصدر كل الازمات وما يحدث للمواطن من المشاكل ولو انها تركت الناس بلا أي تدخل منها فانهم سيحلون مشاكلهم بلا تعقيد وبلا حساسية.. لذلك فإنني اقترح أن تمنح الحكومة نفسها اجازة لمدة سنة كاملة تبدأ من عيد الأضحي المبارك وتنتهي الاجازة بانتهاء عيد الاضحي من العام الذي يليه..! وهذه الاجازة سوف يدخل في نطاقها بالطبع الاجازة المقررة لعيد الفطر المبارك وأعياد شم النسيم والسادس من أكتوبر.. وعاشوراء.. ومولد النبي محمد "صلي الله عليه وسلم" وغيره من أنبياء الله. وأؤكد للحكومة انها لو فعلت ذلك فسوف تعيد للقاهرة رونقها وإلي سابق عهدا وتعيد اليها الهدوء والسكينة والهواء الجميل.. وتتيح للناس فرصة الخروج والمشي علي الكورنيش بالليل.. وعلي فكرة فان الاقتراح يلزم الحكومة بان تدفع مرتبات الموظفين كاملة وبلا استقطاعات.. وإذا حاز هذا الاقتراح القبول فإنني أضمن وأؤكد علي أن الأمور سوف تتحسن وتحقق المزيد من الانجازات لأننا - كمواطنين - نحن السبب في تعطيل المصالح.. ومن نتائج الاقتراح اننا نوفر البنزين المستخدم في السيارات التي تنقل السادة المعوقين.. آسف، الموظفين..! دعونا نجرب هذا الاقتراح الذي ظهرت بوادر نجاحه أثناء اجازة العيد.. أعاده الله علي الحكومة المحبوبة بالسعادة.. والعافية..!