يسدل سوق الكويت للاوراق المالية خلال الاسبوع الجاري الستار علي تداولات العام 2006 الذي كان حافلا بالاحداث والتطورات التي ألقت بظلالها علي السوق فكان منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي، وللأسف فإن السلبي كان اقوي من الايجابي. وعلي رغم التحديات التي واجهت السوق في عام 2006 الا انه اكد أن السوق الاكثر عقلانية علي مستوي المنطقة برمتها اذا انه استطاع ان يمتص الاثار السلبية باقل قدر ممكن من الخسائر كذلك لم يجمح في الصعود مع اي تطورات ايجابية. واشار مراقبون الي انه بينما كانت اسواق المنطقة تحقق قفزات هائلة كان سوق الكويت يسجل اداء متزنا استفاد منه في اوقات النزول عندما انهارت بعض اسواق المنطقة فيما انحني سوق الكويت بكل هدوء للعواصف التي هبت علي اسواق المنطقة. وعلي الرغم من الخسائر المؤلمة التي تكبدها البعض في سوق الكويت الا ان هذه الخسائر انحسرت في العقود الاجلة التي تبقي مخاطرها دائما اكبر من فوائدها لكن اصحاب الاسهم في العقود الفورية كانوا اقل تأثرا بعواصف الهبوط في كثير من الاسهم المدرجة. واوضح احد المراقبين ان سوق الكويت للاوراق المالية الذي بدأ في عام 2006 بداية قوية تلتها تراجعات كبيرة هبت علي اسواق المنطقة عموما، مشيرا الي انه علي رغم ان اسعار النفط سجلت في الصيف الماضي مستويات قياسية الا ان الاجواء السياسية المحلية والعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وما تلا ذلك من ادانات وفقا لقانون الافصاح وفسخ عقود البي او تي كلها القت بظلالها علي السوق في حين كان الاداء الايجابي لعدد كبير من الشركات والاداء الاقتصادي المعتمد اساسا علي اسعار النفط عامل توازن للسوق وساهم في عمليات شراء انتقائية علي عدد من الاسهم وهو ما انعكس ايجابا علي اسهم اخري. اوضح مراقب اخر ان الاسبوع الجاري الذي سيكون الاخير في تداولات العام سيشهد تحسنا في اداء بعض الاسهم التي شهدت تراجعا كبيرا علي مدار العام خصوصا ان هناك عددا من الصناديق و المحافظ يهمها ان تظهر اداء معقولا نسبيا في ضوء التراجع الذي شهدته اسعار الاسهم في الفترة الاخيرة. واضاف المراقب انه لن تكون هناك اقفالات مرتفعة بشكل كبير لان هذه الاقفالات قد تكون مكلفة ولكن هناك اسهم وصلت الي اسعار جذابة للشراء وقد يكون الوقت الحالي مناسبا لشرائها ليضرب صناع السوق اكثر من عصفور بحجر واحد علي مشارف نهاية العام. واشار مراقب اخر الي ان الاعين ستتجه لدي بعض مديري الصناديق والمحافظ منذ الان الي نتائج السنة الحالية برمتها والتوزيعات المتوقعة مع بداية السنة المقبلة مشيرا الي ان الشراء علي الاسهم الثقيلة لم يتوقف وكان يشتد دائما مع النزول الذي يشهده السوق. كما اشار الي انه بعد الاداء المتواضع لكثير من الاسهم خلال الربع الاخير من السنة الحالية فإن هناك توقعات تفاؤلية لدي عدد من الصناديق والمحافظ ان يكون العام المقبل او بدايته علي الاقل افضل من العام الحالي الذي شهد احداثا حلوة واخري مرة ولكن المرارة كانت طاغية علي معظم فترات العام. "الاستثمارات الوطنية" واشارالتقرير الاسبوعي لشركة الاستثمارات الوطنية الي ان سوق الكويت للاوراق المالية انهي تعاملاته للاسبوع الماضي علي تناقض بتوجهاته حيث ارتفعت المؤشرات العامة "السعري، الوزني NIC50" بنسبة 3.2%و4.3% علي التوالي مقابل انخفاض المتغيرات العامة "عدد الصفقات كمية التداول قيمتها" بنسبة 2.10% و9.11% و9.1% علي التوالي، حيث ابتدأ السوق يوم السبت علي ارتفاع حاد بلغ 20.3% حيث لم يكن هنا مبرر حقيقي لذلك الارتفاع حتي وان كانت رسالة قرار لجنة السوق وتمحور فكرة براءة 102 شركة من اصل 150 شركة الا ان ذلك يدعو الي استقرار السوق وليس بالضرورة ارتفاعه خصوصا ان السوق استوعب تداعيات التحييد الاولي وكذلك سحب العقود بارتفاعه اكثر من 400 نقطة من ادني مستوي وصلت اليه. واذا كانت هناك مقاومة واضحة لدي مؤشرا السوق عند 10الآف نقطة فثمة فرص اكبر لكسر هذا الحاجز خلال الاسبوع الجاري وهو اخر اسبوع تداول في عام 2006 الذي فقد فيه المؤشر العام لبورصة الكويت ما يعادل 6.13% والتي ما زالت اكثر من ممتازة حيث تتم مقارنتها مع الاسواق الخليجية المجاورة وهذا ما يبين مدي قدرة سوق الكويت للاوراق المالية علي التماسك في مواجهة العوامل السلبية اخذين في عين الاعتبار دورة الركود التي تمر بها الاسواق الخليجية المجاورة وبان السوق المحلي جزء لا يتجزأ من تلك الاسواق. وبينت الاستثمارات الوطنية ان المؤشرات المالية لسوق الكويت للاوراق مغرية اكثر من اي وقت مضي وهذا يعنينا انه في حال تحسن الاوضاع الاقتصادية السياسية فإن السوق مرشح لارتفاعات جديدة بالتماشي مع اثر تلك الاوضاع وبحكم اثر تحييد السهم وكذلك المخاوف في شأن سحب عقود جديدة لشركات مدرجة وايضا عرضة اسهم 30 شركة لم يحسم امرها بملف الافصاحات الا ان وجود شريحة نخبة بين اسهم الشركات القيادية ذات الاداء التشغيلي سوف يكون لها بالغ الاثر في توجيه حركة السوق خلال المرحلة القادمة خاصة وسط ما يتوقع لها بتحقيق اداء الربع الرابع يفوق ما هو محقق بمتوسط الارباع الثلاثة الاولي من الشهر وتأتي في المقام الثاني التوزيعات النقدية والعوائد الجارية التي سوف تكون اعلي من العام الماضي تباعا من مستويات النمو في الارباح وايضا فإن عامل قرب نهاية التداول عام 2006 وما يصاحبه من توجهات معهودة للاقفالات السعوية وذلك لارتباط تاريخ نهاية العام بالبيانات المالية لمعظم الشركات المدرجة وتأثرها بعامل الارباح والخسائر غير المحققة سوف يساهم بنوع من تماسك اسعار الاسهم إن لم يكن ارتفاعها الا ان هذا التصور لن يكون تعميما لان بعض الاسهم المضاربية متوقع ان يكون اتجاهها بنزول الاسبوع القادم خاصة ان مضاربيها بشكل عام "الاسهم المضاربية" يفضلون تسييل اسهمهم قبل نهاية العام تمهيدا لعمليات الغربلة وبناء المراكز من جديد.