مع قرب افتتاح الفرع الثالث لقناة توشكي الشهر القادم تظهر أهمية وجود "خارطة طريق" متكاملة وواضحة للتجمعات التي ستعيش في هذه المنطقة ودور كل جهة حكومية أو خاصة في ذلك المشروع العملاق. وفيما نودع عام 2006 ونستقبل عاماً جديداً، تطرح العالم اليوم "الأسبوعي" هذه القضية للنقاش بحيث نبدأ العام الجديد في وضع أولي لبنات هذا المشروع العملاق. في البداية يقدم الخبراء مجموعة من التوصيات والمقترحات المهمة لتحقيق هذا الهدف تشمل الإسراع في إنشاء جهاز إداري مستقل يتم من خلاله كما يري الخبراء إدارة جميع عناصر التنمية الزراعية والصناعية والخدمية، بحيث يكون حلقة وصل رئيسية بين الحكومة والمستثمرين من جهة والأفراد المتوقع توطينهم بمناطق المشروع من جهة أخري.. واقترح الخبراء من أجل النهوض بمعدل الأداء والإنجاز الذي مازال محدودا للغاية رغم مرور ما يقرب من عشر سنوات علي بدء التنفيذ مراجعة أداء جميع الشركات والزامها بشكل صارم ببرامج زمنية محددة وسحب العمل من الشركات غير الجادة. وطالب الخبراء أيضاً بضرورة الإسراع في إنشاء فروع لبنوك التنمية الزراعية والصناعية.. وإنشاء منشآت سكنية مناسبة للبيئة لتكون بديلا عن معسكرات الإيواء الحالية واسناد مهمة التنمية بشكل رئيسي للقطاع الخاص بعد توفير الدولة بشكل كامل للبنية والخدمات الأساسية. ومن أجل النهوض ببرامج التنمية الزراعية والصناعية في توشكي وخاصة بعد افتتاح الفرع الثالث للقناة الرئيسية والذي تكلف حوالي 100 مليون دولار طالب الخبراء بضرورة تخصيص الأراضي المستهدف استصلاحها واستزراعها، ورفع معدلات أداء نشاط الاستصلاح والاستزراع بالأراضي التي تم تخصيصها بالفعل بما يساعد علي زيادة كفاءة تشغيل محطة رفع المياه. كما أكد الخبراء ضرورة وضع سيناريوهات بديلة لتوفير المياه في حال انخفاض مستوي الفيضان والإسراع في دعوة المستثمرين وتشجيعهم علي استصلاح وزراعة مساحات جديدة من الأراضي بشرط الالتزام بخطة زمنية محددة، واقترحوا استحداث وظيفة "مدير عام" لمشروع توشكي يتولي متابعة جميع عناصر خطة التنمية الخاصة به ويكون همزة وصل بين اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة المشروع وبين جميع العاملين والمستثمرين بمنطقة توشكي.. إلي جانب تحويل هذه المنطقة إلي محافظة جديدة تتضمن الحدود الإدارية لتوشكي. توطين السكان ويؤكد أهمية عملية تهيئة المجتمع لتوطين السكان بمنطقة توشكي كل من الدكتورة هدي صالح مدير مركز دراسات الاستثمار وتخطيط وإدارة المشروعات بمعهد التخطيط القومي والدكتور عبد القادر دياب خبير إدارة المشروعات والاقتصاد الزراعي باعتباره إحدي أهم النقاط التي يمكن ان تساهم في نجاح عملية توطين السكان بتلك المنطقة من خلال تضافر مختلف المؤسسات والوزارات والهيئات ذات الصلة المباشرة بالمواطنين لتعديل اتجاهاتهم نحو الانتقال لهذا المجتمع الجديد. وهناك جهود كثيرة كما تقول د. هدي صالح ينبغي بذلها لتهيئة الظروف المعيشية المناسبة الجاذبة لإقامة السكان.. فانتقال المواطن للإقامة بتوشكي يجب ان يكون انتقالا للأفضل من جميع النواحي وليس فقط من أجل البحث عن فرصة عمل أو راتب أعلي بداية من وجود مسكن ملائم، به جميع خدمات البنية الأساسية ومرورا بتوافر مختلف الخدمات الاجتماعية من مدارس ومستشفيات وغيرها.. وانتهاء بالأطر الإدارية والمؤسسية التي تضمن الإدارة الكفء لهذا المجتمع الجديد. ويوضح د. عبد القادر دياب خبير الاستثمار الزراعي وإدارة المشروعات ان انتقال المواطن وأسرته للإقامة في منطقة المشروع منحة وليس تأديبا وعقابا.. وللأسف الوضع الحالي مازال في غاية السوء.. فغالبية العمالة التي تعمل بالمشروع مازالت تقيم في معسكرات إيواء.. وهو ما قد يتعارض مع الأهداف المخططة للمشروع والتي تسعي إلي جذب السكان إلي المنطقة. كما أن المشروعات الإنتاجية الصناعية والسمكية والخدمية الصحية والتعليمية والسياحية لم يبدأ تنفيذ أي منها في منطقة المشروع وهو ما ساعد علي عدم بدء عملية توطين السكان بالمنطقة وهو ما يفرض أيضا أهمية البدء وبشكل فوري في إنشاء مدينة توشكي والمجتمعات العمرانية المخطط تنفيذها بمنطقة المشروع وخاصة بعد ان تم تنفيذ حوالي 73% من أعمال البنية القومية والأساسية منذ بدء المشروع في يناير 1997 وحتي الاَن وبتكلفة تصل حسبما أعلن د. محمود أبوزيد وزير الري لحوالي 6 مليارات جنيه منها 100 مليون دولار منحة مقدمة من المرحوم الشيخ زايد لتنفيذ الفرع الثالث لقناة توشكي الذي سيفتتح في يناير القادم.