فاروق شوشة لا يريد الرئيس بوش ان يعترف بهزيمته وفشله في العراق رغم ان 50% من الشعب الامريكي يطلبون منه الخروج والانسحاب.. ورغم ان وزير خارجيته وشريكه في الكارثة كولن باول قد اعلن صراحة ان امريكا خسرت الحرب في العراق ورغم ان رامسفيلد المخطط والمنفذ قد انسحب من الساحة غير مأسوف عليه.. بعد هذا كله مازال الرئيس بوش يحلم بأن يكسب المعركة ويمضي في مشروعاته التوسعية في الشرق الاوسط الجديد ولا احد يعلم ماهي الحسابات التي تقوم عليها خيالات الرئيس بوش.. انه يسعي الان لاقناع الكونجرس بإرسال قوات عسكرية جديدة الي العراق وهل كانت هزيمة القوات الامريكية بسبب العدد.. ان الحرب التي تقوم بها امريكا حرب حديثة تستخدم احدث ماوصلت اليه التكنولوجيا العسكرية واسلحة القتل والدمار.. لقد استخدمت القوات الامريكية كل مالديها من انواع الاسلحة المشروعة منها وغير المشروع ولم تستطع ان تحقق النصر وليس امامها غير ان تعترف بالهزيمة.. والغريب ان هناك احتمالات مطروحة علي الساحة ان تدخل امريكا في مغامرة ثانية وكأنها تلعب القمار مع ايران ولكن ذلك ايضا يبدو امرا مستحيلا لان ايران تجاوزت منطقة التراجع وتنطلق الان نحو هدف واضح للجميع ان يكون لديها سلاح نووي في اقرب وقت ممكن ويبدو أنها اقتربت كثيرا من هذا الهدف.. فهل يحاول الرئيس بوش الدخول بالمنطقة في أزمات اكبر حتي لا تكون هناك فرصة امام ايران لتحقيق المزيد من المكاسب الاقليمية.. ان الشيء المؤكد ان ايران ما كانت تصل الي هذا المدي من المواجهة مع امريكا لولا هزيمتها في العراق.. لو كانت القوات الامريكية الان خارج العراق وليست في هذه المصيده ماكانت ردود الافعال الايرانية بهذا العنف والغريب ان الرئيس بوش مازال يصر علي ان يمضي في نفس الطريق الذي بدأه منذ ثلاث سنوات في العراق بحثا عن اسلحة الدمار الشامل الاكذوبة الكبري التي اطاحت بهيبة اكبر دولة في العالم.. لن يكن الرئيس الامريكي يعلم ان امامه طريقا طويلا من المواجهات والمعارك وان بغداد لم تكون نزهة قصيرة لقد خسرت امريكا معركة العراق وخسرت مصداقيتها في العالمين العربي والاسلامي وخسرت هيبتها كقوة عظمي وحيدة وخسرت الالاف من ابنائها والبلايين من ثروة شعبها وبعد ذلك كله مازال الرئيس الامريكي يوهم شعبه بأن معركة الارهاب هي معركة القرن الواحد والعشرين ومازال يحارب اشباحا رسمها في خياله وسوف يخرج من البيت الابيض حاملا اكبر وصمة في تاريخ امريكا ضد شعوب العالم.