رسالة اسطنبول من ناصر محمد حسين: دا تنطلق القمة الأوروبية في بروكسل بين 25 دولة هة هي عدد أعضاء الاتحاد الأوروبي، ومع أن تركيا فعلت كل ما يمكن فعله لإرضاء هذه القمة بإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية واسعة إلا أن رد القمة علي الطلب التركي لنيل عضوية الاتحاد جاء سابقا للقمة وقبل انعقادها بثلاثة أيام إذ اتفقت هذه الدول علي تمديد وتأجيل مفاوضات الانضمام مع تركيا. هذا القرار حمل معه الكثير من التساؤلات والانتقادات و"العالم اليوم" حملت كثيرا من هذه الاستفسارات والتساؤلات لمحلل اقتصادي وكاتب تركي بارز هو يوسف ضياء كوميرت رئيس تحرير صحيفة "ياني شفق" التركية وصاحب الدراسات والتحليلات والكتب الاقتصادية المميزة في تركيا. يري كوميرت أن الاتحاد الأوروبي يحتاج اقتصاديا إلي تركيا ولا يتنازل عن مصالحه التجارية فيها، فهي معبر لاَسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق، كما أنها معبر استراتيجي للصادرات البترولية العالمية خاصة في ميناء جيهان التركي الذي ينقل معظم بترول العراق والخليج لأوروبا والأسواق العالمية. لكن الاتحاد الأوروبي يعرف حجم تطلعات وأحلام الأتراك بالانضمام للاتحاد فهو مطلب واسع تبرره عدة أسباب أولها أن 80% من مساحة تركيا تقع في الجزء الشرقي من قارة أوروبا، كما أن معظم الشركات الأوروبية والبنوك خاصة اليونانية والألمانية ترتبط بمصالح واستثمارات واسعة داخل تركيا، كذلك الارتباط التاريخي للسكان الأتراك في قبرص وألمانيا. الأهم من ذلك أن تركيا تبحث إصلاحات ديمقراطية واقتصادية أكبر مما هي فيه الاَن رغم أنها قطعت شوطا طويلا في الإصلاح السياسي والاقتصادي مثل ضبط سعر الصرف والعملة وإلغاء الستة أصفار من الليرة لتصبح ليرة واحدة بدلا من "مليون ليرة" وهي قوية حاليا إذ يعادل الدولار 5.1 ليرة كما تم فتح فرص الاستثمار الأجنبي بقوة وتحسن مناخ الاستثمار بقوة وأطلق العنان للقطاع الخاص كي ينمو ويدعم الصادرات التي بلغت 6.80 مليار دولار في العام الجاري، ويتوقع أن تصل إلي 100 مليار دولار مع نهاية العام. وبصراحة، فإن من يريدون إصلاح البلاد بمزيد من الديمقراطية والرفاهية الاقتصادية يحاولون تفويت الفرصة علي أصحاب الفكر الجامد المتصلب، فعند الانضمام للاتحاد تيسر القواعد والإجراءات الأوروبية علي الجميع وتخرج السلطة من أيدي أصحاب الفكر الجامد والرجعيين. الأهم من ذلك أن تركيا ترغب اللحاق بالتكنولوجيا الغربية والتقدم التقني السريع وما يسمي Hi-Tec.. قاطعته قائلا: لكن الاتحاد يتلكأ في ضم تركيا ويتذرع بموضوع قبرص اليونانية وضرورة فتح المطارات والمواني والمعابر لها.. وبالمناسبة، لماذا ترفضون فتح هذه المعابر والمنافذ أمام قبرص وتفوتون الفرصة علي الاتحاد في التذرع والحجج؟ يرد: نعم لديك حق، ففتح المطارات والمواني ليس بمشكلة لكن الأهم هيبة الدولة وعدم اتباع سياسة "لي الذراع" وسيتم ذلك في المستقبل بالنسبة للمطارات والمواني، لكن الموضوع يرتبط بحرب تاريخية وأسلوب حاد للتفاوض. سألته أيضا هل بصراحة الإسلام هو المشكلة؟ وهل لديك أمل في الانضمام؟ الرد: نعم الأمل في الانضمام لا ينقطع وتركيا فعلت كل ما يطلب منها، وحتي الرافضون للانضمام للاتحاد من أبناء تركيا يتنازلون في رفضهم بناء علي رغبة الكل، أما موضوع الدين الإسلامي فهناك تحرر في البلاد وهناك من تزوح من الأوروبيين غير المسلمين والدين الإسلامي منتشر في أوروبا الغربية نفسها، وأؤكد لك أن تركيا ماضية في طريق مستقيم للانضمام للاتحاد الأوروبي الذي هو حقها جغرافيا واقتصاديا وتاريخيا وستصل لنهاية الطريق مادامت ماضية فيه.