آخر الاخبار التي نشرتها الصحف واذاعتها وكالات الانباء والفضائيات انعقاد قمة ثلاثية بين ايران وسوريا والعراق في العاصمة الايرانيةطهران.. تم اعلان ذلك بعد عودة العلاقات السورية العراقية.. ولا شك ان هذه القمة سواء تمت او لم تتم توضح معالم المستقبل في القوي السياسية في المنطقة.. ان العراق الذي كان بالامس في مقدمة قوي الامة العربية قد جنح شمالا.. وان سوريا قد جنحت في اتجاه آخر.. وهذا يؤكد ان الحسابات تتغير والسبب في ذلك كله هو اذعان الدول العربية لمطالب امريكا. لقد احتلت امريكا العراق واستخدمت قواعدها في عواصم عربية ولم يعترض احد.. ثم اخذت مواقف متشددة من سوريا ابتداء بفرض العقوبات وانتهاء بالهجوم الضاري علي النظام السوري. وترك العرب سوريا تواجه مصيرها.. ثم هددت امريكا ايران واستخدمت كل الاساليب ولم يبد العرب تعاطفا مع ايران.. وكانت النتيجة ان العواصم العربية فقدت البوصلة التي تحدد اتجاهاتها.. وهنا ترك العراق جذوره العربية وتركت سوريا مصالحها مع العرب ووجدت ايران فرصة ذهبية امام الجميع خاصة امريكا.. ان الخاسر الاول في كل هذه المتغيرات هم العرب وليس امريكا وحدها.. ولقد خسرت امريكا العراق مائة عام قادمة ولن تجد مواطنا عراقيا سواء كان سنيا او شيعيا او كرديا يؤيد بقاء القوات الامريكية في العراق.. ولن يكون لامريكا مستقبل في ايران بعد كل المواقف السيئة التي اتخذتها ضد الشعب الايراني.. ولن تنسي سوريا مواقف امريكا وحصارها لسوريا كل هذه السنوات.. ومع خسارة امريكا خسر العرب.. ان العرب احق بالعراق واحق بسوريا ولكن ماذا نقول عن لغة المصالح والحسابات والقوي.. لقد ذهبت سوريا الي ايران لانها الدولة الوحيدة التي وقفت معها ضد الطغيان الامريكي.. وذهبت العراق الي ايران لان بينهما حدوداً وتاريخاً ومصالح وعقيدة.. وذهبت ايران الي الاثنين لانها تريد ان تخرج من الحصار الامريكي وتفرض نفسها في تحد لمحاولات امريكية لعزلها عن العالم العربي.. ولهذا فإن هناك حسابات جديدة ليت العالم العربي يقرؤها قبل فوات الاوان ويكفي الرهان علي الجواد الامريكي الخاسر حتي الان.. ان مصالح العرب في وحدتهم وليس في اعتمادهم علي امريكا خاصة انها الصديق الذي يبيع في أية لحظة..