حول قضايا التأمين وخاصة ما يتعلق بالشركات العامة الأربعة الكبري في السوق المصري، أكد محمود عبد الله رئيس الشركة القابضة للتأمين آخر مواليد "القابضات" في الاقتصاد المصري أن تأسيس هذه الشركة لم يتكلف قرشا واحدا، حيث اتخذت مكانها داخل القطاع واستقدمت الخبراء أيضا من الشركات العامة، أكد أهمية العمل علي التنسيق بين شركات التأمين الحكومية والتأكد من جودة استثماراتها ونشر ثقافة التأمين بين الموظفين الذين مازالت ثقافتهم لا تزيد علي ثقافة رجل الشارع، موضحا ان كل ذلك سيكون علي رأس أولويات القابضة. كما أكد محمود عبد الله ان التأمين الاجباري علي السيارات يمثل تهديدا لنمو الشركات العامة وخاصة ان شركات التأمين الخاصة لا تقبل هذا النوع من التأمين، وأوضح عبد الله ان دمج شركات التأمين الحكومية عملية صعبة للغاية، مشيرا إلي أن البديل الافضل هو دمج محافظ التأمين بين الشركات باعتباره الأقرب للواقع، وفيما أكد انه سيتم تغيير قيادات شركات التأمين أوضح ان احتياجات كل شركة هي التي تحدد كيفية تغيير رئيسها باعتبار أن التغيير ليس مطلوباً في حد ذاته. * ماذا عن مستقبل شركات التأمين العامة بعد انشاء الشركة القابضة للتأمين وخاصة ان بعض الخبراء قد أبدوا تخوفهم من ان تمثل "القابضة" اعباء اضافية علي شركات التأمين الحكومية؟ ** الشركة القابضة للتأمين بدأت من لا شيء ولم تكلف قطاع التأمين قرشا واحدا، فلم نؤجر مقرا وانما وجدنا مكانا داخل القطاع، كما لن نستقدم خبراء ليعملوا معنا وانما استعنا بالخبرات من شركات التأمين الحكومية، وسوف تركز الشركة القابضة جهودها علي توزيع الاستثمارات في شركات التأمين العامة بشكل أفضل والتنسيق بين هذه الشركات، كما ستعمل علي التأكد من جودة الاستثمارات في هذه الشركات، بالاضافة إلي تبني خطة لنشر ثقافة التأمين لحوالي 11 ألف موظف من غير الفنيين الذين يعملون بشركات التأمين الحكومية وللأسف مازال وعيهم التأميني لا يزيد علي وعي رجل الشارع العادي ولاشك ان ايجاد الوعي التأميني الجيد لدي العاملين بقطاع التأمين ونقطة البدء الصحيحة لايجاد ثقافة تأمينية في الشارع المصري، كما ان وجود شركة قابضة للتأمين سوف يقضي بلاشك علي منافسة شركات التأمين الحكومية لبعضهم البعض واحداث التكامل فيما بينهم. الكونسورتيوم.. والقابضة * قبل توليك رئاسة الشركة القابضة للتأمين كنت رئيسا للكونسورتيوم الذي يتولي اعادة هيكلة شركات التأمين العامة فماذا عن عمل الكونسورتيوم بعد انشاء الشركة القابضة؟ ** بعد انشاء القابضة اصبحت هي المسئولة عن متابعة أداء الكونسورتيوم كما أصبحت مسئولة عن متابعة أداء شركات التأمين الحكومية والبحث عن فرص اصلاحها دون انتظار الكونسورتيوم. * ما أهم التحديات التي تواجه عمل الشركة القابضة في هذه المرحلة؟ ** أول هذه التحديات هو عدم قدرة شركات التأمين العامة علي المنافسة في ظل فتح السوق المصري أمام المنافسة العالمية وتحمل الشركات العامة بأعباء التأمين الاجباري والذي يؤثر علي فرص نمو هذه الشركات، وأود الاشارة هنا إلي أن التأمين الاجباري علي السيارات يمثل كارثة حقيقية لشركات التأمين العامة، وخاصة ان شركات القطاع الخاص تتهرب من هذا النوع من التأمين الذي يسبب خسائر للشركة فلا تمثل أقساط تأمين السيارات أكثر من 20% من حجم التعويضات التي تدفعها شركات التأمين العامة سنويا، والأهم ان شركات التأمين حتي الآن ليس لها الحق في تحديد قسط التأمين علي السيارة ولا التعويض المدفوع، وانما يحدد القسط تعريفة صدرت بقرار من وزير الداخلية منذ عام 1988 ولم تتغير حتي الآن، ونحن وفي النهاية تدفع شركات التأمين من أموال الشعب المصري ثمنا لخطأ قلة من أصحاب السيارات. خيار "الدمج" * وما الحل لهذه المشكلة في رأيك؟ ** أولا ضرورة زيادة قسط التأمين الاجباري علي السيارات ويمكن عمل مجمعة للتأمين الاجباري تشترك فيها كل الشركات مثل مجمعة قطارات السكك الحديدية ومترو الانفاق، كما اننا قد وجدنا ان التأمين علي أجسام السفن يسبب خسائر ويمكن بحث تركيز هذا النوع من شركة واحدة حتي يمكن تحديد أسعار منافسة ويمكن علي اعادة تأمين بصورة اقتصادية أكثر. * تحدثت عن عملكم علي ايجاد نوع من التكامل بين شركات التأمين العامة.. هل هناك خطة للدمج بين شركتين أو أكثر؟ * أعتقد أن دمج الشركات ككيانات صعب وله مشكلات عديدة تتعلق بالقيمة الدفترية والتدفقات النقدية لكل شركة، فشركات التأمين ليست وثائق فقط بل تحتوي علي عقارات وموظفين وغيرها، ولكن يمكن بالفعل دمج المحافظ بين أكثر من شركة بمعني إذا كانت شركة ما تقوم بتأمين تكميلي علي 10 سيارات وأخري تقوم به علي 100 سيارة يمكن أن نختار الشركة التي تقوم بالتأمين علي ال 100 سيارة يمكن أن نختار الشركة التي تقوم بالتأمين علي ال 100 سيارة باعتبارها تتولي الجزء الأكبر من هذا العمل لتدير العملية كلها. ** تحدثت عن تحرير سوق التأمين والذي يهدد الشركات المصرية ولكن الا يمثل هذا التحرير فرصا لتواجد شركاتنا في الأسواق العالمية والعربية؟ ** اعتقد ان تواجدنا بالخارج مازال محدوداً ولا يمكن ان نغامر بفتح أسواق قد نخسر فيها ولدينا سوق مكون من 77 مليون مصري ومازالت حتي الآن اقساط التأمين لها تمثل أكثر من 8.0 في الألف من حجم الدخل القومي. القيادات * هل ننتظر تغييرا في قيادات شركات التأمين مع اعادة تشكيل مجالس ادارات الشركات التابعة؟ ** سيتم التغيير ولكني هنا لا أتبني التغيير علي طريقة "أن نشيل ألدو ونحط شاهين" فالتغيير لابد أن يكون وفقا لاحتياجات الشركات، فمثلا اذا رأينا أن شركة ما لابد أن تركز علي تأمينات الحياة فسنختار لها أبرز القيادات في هذا المجال.. وهكذا فالتغيير لابد أن يتم لضرورة ما. * عند توليك الشركة القابضة هل وجدت تعاونا من رؤساء الشركات التابعة؟ وماذا عن الفكرة الشائعة ان القيادات الحكومية تقاوم التغيير؟ ** وجدت تعاونا من رؤساء الشركات التابعة إلي حد كبير وبالمناسبة فأنا قيادة لا تقبل إلا التعاون، واتفق معك في أن القيادات الحكومية لا تتحمس كثيرا للتغيير وهو الأمر الذي قد يفقدها مميزات لا تتمتع بها قيادات الشركات الخاصة.