الأجانب يكسبون أرضا في البنوك المصرية.. والانتشار هنا ليس مقصورا فقط علي زيادة مساهماتهم في القطاع المصرفي واكتساب عملاء جدد وإنما يمتد أيضا إلي أسماء البنوك نفسها فبعد أن كنا نسمع عن أسماء: الاسكندرية والقاهرة والمهندس و"التجاريون" ومصر العربي الأفريقي الدولي والدقهلية التجاري والنيل والمصري المتحد والقاهرة باركليز الدولي ومصر العربي الأفريقي الدولي والجيزة الوطني للتنمية والقاهرة الشرق الأقصي بتنا نسمع حاليا عن بنوك أجنبية كل ما يربط اسمها بمصر هي كلمة مصر في نهاية اللوجو الخاص بها. وأحدث مثالين علي ذلك: 1- بنك الدلتا الدولي الذي سيتم تغيير اسمه غدا الثلاثاء إلي البنك الأهلي المتحد (مصر) وذلك في الجمعية العمومية للبنك وكان البعض يتوقع ابقاء المستثمرين العرب الجدد علي اسم "الدلتا الدولي" الذي ظل يحمله منذ بداية الثمانينيات، إلا أن الإدارة العليا للبنك فضلت ربط اسم البنك المصري باسم المجموعة التي استحوذت عليه وهي بنوك: الأهلي المتحد والكويت الشرق الأوسط والأهلي القطري. 2 بنك الإسكندرية التجاري والبحري الذي من المتوقع تغيير اسمه إلي بنك الاتحاد الوطني "مصر"، وكان بنك الاتحاد الوطني الإماراتي قد استحوذ علي البنك المصري الذي ظل لسنوات يركز علي أنشطة تمويل القطاع البحري وتمويل التجارة الخارجية. وعلي الرغم من ان الاسماء الأجنبية كانت سمة اسماء البنوك العاملة في مصر في فترة ما قبل ثورة 1952 حيث كانت هناك استثمارات ضخمة للإيطاليين واليونانيين والإنجليز، إلا ان هذه الاسماء اختفت عقب قرار تأميم البنوك وشركات التأمين. وعقب اتخاذ الرئيس الراحل أنور السادات قراراً بالانفتاح الاقتصادي، عادت مجدداً الأسماء الأجنبية للقطاع المصرفي المصري، حيث وجدنا اسم "الأهلي تشيس"، والقاهرة باركليز ومصر اكستريور والأهلي سوسيتيه جنرال والقاهرة وباريس وسيتي بنك ومصر أمريكا الدولي والمصري البريطاني والمصرف العربي الدولي ومصر رومانيا ومصر إيران للتنمية والمصري الأمريكي. كما عادت الاسماء الأجنبية عبر الفروع التي قامت كبريات البنوك العالمية بفتحها في مصر وعلي رأسها الأهلي الباكستاني والأهلي السوداني والوطن العماني ودويتش بنك وكريدي ليونيه وبنك أوف أميركا وبنك أوف نيويورك والمشرق وأبو ظبي الوطني وكريدي اجريكول. وزادت هذه الظاهرة عقب السياسة التي طبقتها الحكومة بفتح الباب امام الأجانب للاستحواذ علي كامل اسهم البنوك سواء العامة مثل بنك الإسكندرية أو البنوك المشتركة أو حتي الخاصة. وكانت أولي المبادرات استحواذ المؤسسة العربية المصرفية ABC "البحرين" علي بنك مصر العربي الإفريقي وتغير اسمه بعد ذلك إلي ABC مصر. كما استحوذ بنك HSBC البريطاني علي البنك المصري البريطاني ليغير اسمه إلي HSBC مصر، وتكرر الموقف مع بنوك سوسيتيه وكاليون وكريدي اجريكول وبي إن بي باريبا وهي من البنوك الفرنسية الكبري، وكذا مع بيريوس اليوناني، وتكرر الموقف حتي مع البنوك العربية التي دخلت مصر وعلي رأسها لبنان والمهجر "بلوم" وعودة اللبنانيين والاتحاد الوطني الإماراتي.