معوقات كثيرة تحول دون إحداث تنمية حقيقية في أرض الفيروز.. أرض سيناء الغالية التي حررناها بدمائنا والتي تنتظر منا الكثير.. وبالذات من رجال الاعمال الوطنيين ومن القطاع الخاص الذي مازالت مساهماته قليلة للغاية في سيناء بجانب للمعوقات الكثيرة.. رصدها اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق في حواره مع "الأسبوعي" من هذه المعوقات: غياب التنمية البشرية بالمعني الشامل لها.. واستمرار مشكلة المياه حيث لم تصل بعد ترعة السلام إلي وسط سيناء - إلي منطقة السر والقوارير حسبما هو مخطط لها - إلي جانب مشكلة المشاكل الخاصة بعقود التمليك والتي تواجه رجال الأعمال والمستثمرين.. وعدم تنفيذ المشروع القومي لتنمية سيناء، حيث لم ينفذ منه - في مجال المشروعات - غير 30% فقط.. وعدم استكمال مشروع السكة الحديد.. بالاضافة إلي مشاكل خاصة بتجمعات البدو والريف الصحراوي.. وعدم وجود كليات مرتبطة بالبيئة السيناوية تتخصص في مجالات: الثروة السمكية والبترول والصيدلة والاعشاب الطبية.. وفيما يلي النص الكامل للحوار: * ما أهم معوقات التنمية في سيناء؟ وكيف يمكن جذب رجال الأعمال والمستثمرين المصريين إلي شمال وجنوب سيناء؟ ** من أهم المعوقات في رأيي.. غياب عنصر التنمية البشرية بالمعني الشامل لها.. إلي جانب وجود مشكلة خاصة بالمياه.. فسيناء يمكن أن تكون جسر خير لمصر.. اذا تم الاهتمام بالتنمية البشرية التي لا توجد جهة مسئولة عنها حتي الآن أو لحل المشكلة المياه بشكل أو بآخر.. فمن المعروف أن المياه تمثل العنصر الأساسي الحاكم للتنمية في المناطق الصحراوية.. والموارد المائية في سيناء تضم: مياه الأمطار والسيول وهي بأحجام كبيرة في بعض المناطق والمياه الجوفية، حيث تتمتع سيناء برصيد معقول من مصادر المياه الجوفية العميقة والسطحية.. إلي جانب العيون الطبيعية ومشروع ترعة السلام التي تهدف لاستصلاح وزراعة 400 ألف فدان. لكن للأسف لم يتم تنفيذ المرحلة الأخيرة من ترعة السلام.. والمقرر لها ان تصل إلي منطقة السر والقوارير في وسط سيناء!! فالترعة وصلت فقط إلي منطقة بئر العبد والمطلوب أن نسارع باستكمال المشروع.. وان نسارع ايضا في توزيع الأراضي علي المستثمرين في المناطق التي دخلتها المياه !! لأن مياه النيل وصلت بالفعل الي منطقة رابعة وبئر العبد.. وبالطبع فإن حل مشكلة المياه بشكل جذري الي جانب حل مشكلة التنمية البشرية سيساهم في جذب رجال الأعمال الوطنين لهذه البقعة المهمة من ارض مصر. عقود التمليك * وماذا عن مشكلة عقود التمليك.. وكيف يضع المستثمر أمواله في أرض لا يملكها؟ ** عقود التمليك تعتبر مشكلة كبيرة تواجه رجال الأعمال والمستثمرين.. فالمستثمر وصاحب المصنع وصاحب الشركة يريد ان يمتلك الارض المقام عليها المشروع فلا يعقل ان يقيم المستثمر مشروعاً وينفق اموال بالملايين علي أرض لا يمتلكها!! * كيف تعاملت مع مشكلة عقود التمليك وأنت محافظ لشمال سيناء؟ ** سيناء لها وضع خاص علي المستويين الأمني والاستراتيجي.. والارض فيها لا يجب ان تملك الا للمصريين واذكر وأنا محافظ لشمال سيناء اعددت مشروعا يهدف لحل مشكلة عقود التمليك بشكل أو بآخر.. ووضعنا تصورل لتمليك الارض التي تقع داخل كردون المدينة أو خارجها.. وتصورا لامتلاك الأرض المستصلحة ولاحتلال أرض الدولة.. لكن المشروع تم تأجيل تنفيذه لأن البعض طلب تعميم تطبيق المشروع علي جميع المحافظات الصحراوية علي مستوي الدولة.. وخاصة محافظات البحر الأحمر والوادي الجديد ومطروح. وعلي أي حال.. يمكن ان تقنن عملية التمليك وتوضع لها ضوابط بحيث نضمن عدم وصول الأرض إلي الأجانب. تسجيل العقود * ألم تسمح وأنت محافظ بتسجيل البيوت والمساكن في الشهر العقاري؟ ** كان يحدث هذا بالنسبة لمن يمتلكون بيوتا قديمة.. من يملك بيتا كان يسجله في الشهر العقاري.. لكن المشكلة الحالية خاصة بعقود تمليك الأرض الزراعية والمباني الجديدة.. وكما قلت، يمكن ان تقنن عملية التمليك وتوضع لها ضوابط لكي يقبل القطاع الخاص علي استثمار أمواله في مجالي الزراعة والصناعة.. ولكي يحدث التوطين للسكان وتحدث عملية التنمية التي نتحدث عنها. الريف الصحراوي * ما العقبة الرئيسية التي تواجه عملك كمحافظ لشمال سيناء؟ ** التنمية البشرية والنهوض بالريف الصحراوي.. وأنا أحب ان اسميه "الريف الصحراوي" وليس تجمعات البدو ففي سيناء بشكل عام مدن كبري وقري مركزية وقري تابعة ومئات من التجمعات البدوية.. هذا الهيكل العمراني يعتبر أساس التنمية في سيناء ولهذا يجب ان نهتم كدولة بالريف الصحراوي وبالحضر معا.