عبد التواب عبد الحي مازال رجع صدي التفجير النووي الكوري يدير رأس أجهزة المخابرات في امريكا ودول العالم دون ان يحط الفكر علي جسم الحقيقة.. انهارت ضوابط منع الانتشار النووي وحل محلها قانون الغاب.. أرسلت واشنطن طائرات الاستطلاع المتطورة تجمع العينات من الفضاء الخارجي فوق شرق آسيا استيفاء لإعادة بناء حجم التفجير الكوري وقوته من واقع مكونات إشعاعاته! جراهام اليسون المسئول السابق بوزارة الدفاع الامريكية في عهد بيل كلينتون يسم تأثير التفجير الكوري بانه وضع العالم كله علي اعتاب عصر نووي خطير.. يدفع دوله الي التزاحم علي صنع القنبلة واقتناء التكنولوجيا النووية بشطريها السلمي والعسكري! وثمة حقيقة نووية من المسلمات العلمية البديهية تقول: ان الطاقة النووية مثل العملة لها وجهان ملتصقان سلمي.. وعسكري! وفي مقال له في الواشنطن بوست يكشف الكاتب الصحفي الشهير بوب وودوارد عن ملاحظة حاسمة لدونالد رمسفيلد وزير الدفاع الامريكي فيها يتنبأ بان دولتين من دول الشرق الاوسط تقومان بابحاث جدية لتطوير اسلحة نووية تكتيكية.. لم يذكرهما بالاسم لكن هناك من يخمن انهما: السعودية ومصر.. وقبلهما بالطبع ايران! ورغم اعلان اليابان تمسكها بالاقتناع عن تطوير اسلحة نووية وان كانت تملك بالفعل قدراتها العلمية.. ارتفعت اصوات النخبة تطالبها بتغيير موقفها النووي.. الأمر الذي دفع واشنطن لدعم اليابان في تطوير نظام صاروخي دفاعي.. توترت بكين لهذا التطور المفاجئ واندفعت تضخ اعتمادات مالية ضخمة لتطوير اسلحتها النووية حتي لا يصبح المحتل الياباني القديم اكثر أمنا وتحصينا! نشب بين البلدين لون من ألوان الحرب الباردة لم تكن موجودة قبل التفجير الكوري! وعادت اليابان تتحسس بشيء من الوسوسة مقومات أمنها القومي وتساءل واضعو الاستراتيجية اليابانية اذا كانت بيونج يانج تهدد امريكا بصواريخها طويلة المدي، تضرب لوس انجلوس وجزر هونولولو كيف تتمتع طوكيو اذاً بالحماية والأمان؟! علي امتداد العالم مشارقه ومغاربه تفتحت المصارع علي اعتناق الطاقة النوية بشطريها حتي استعصي الموقف النووي علي ضبطه وإدارته! سلاح نووي.. لبن لادن! قنبلة نووية تحوزها اظافر إرهابية تفجرها علي أي نحو في سماوات مدينة أمريكية علي من تحوم المسئولية وتحط؟! آشتون كارتر خبير عدم الانتشار النووي بجامعة هارفرد يؤكد ان مخاطر تسرب القنبلة من الابواب الخلفية لدولة نووية شاردة مثل كوريا الشمالية حدث متزايد الاحتمال.. من السهل بيع قنبلة لجماعة إرهاب.. والقاعدة واسامة بن لادن زبون محتمل بشدة.. هو يملك الثمن، ووسيلة ايصال القنبلة وتفجيرها بعمل خفي! ديريك سميث في كتابه "أمريكا الرادعة" Deterring America يري أن أعمال ردع الدول باستخدام القوة لا يفيد مع منظمة ارهابية.. المفيد هو ردع صانعها وموردها عند المنبع! وفي رد فعله علي التفجير النووي الكوري حدد بوش هذا المعني والنذير.. بكلماته: إن نقل كوريا الشمالية اسلحة او مواد نووية الي دول او كيانات اخري سوف تعتبره الولاياتالمتحدة تهديدا خطيرا للولايات المتحدة وتضع المسئولية كاملة علي اكتاف بيونج يانج.. ويتناول جراهام اليسون في كتابه "المسئولية النووية" Nucleav Accountability نظريته هذه بالشرح والتفصيل.. ويضيف: لو أن الرئيس الكوري كيم جونج باع سلاحا نوويا لبن لادن وتم استعمال هذا السلاح ضد الولاياتالمتحدة او اي من حلفائها فانها ستعتبره من حيث المبدأ هجوما نوويا صاروخيا عليها وتبادر بالرد النووي عليه! لكن: كيف يمكن التعرف علي صانع السلاح النووي المستعمل بيد الإرهاب؟ تلك مهمة علماء البنتاجون ووكالة الطاقة الذرية.. وإن كان التعرف علي نبع المواد النووية للقنبلة مازال مسعي معقدا وصعبا diffiealt endeavor يكفي أن نعرف أن المواد النووية التي سلمتها ليبيا الي الولاياتالمتحدة تعبيرا عن "التوبة النووية" كان من ضمنها يورانيوم عالي التخصيب. اتجهت الشبهات العلمية الي ان مورده عبد القدير خان صانع القنبلة النووية الباكستانية.. لكن اجهزة المخابرات الامريكية دققت بحث المصدر وتوصلت الي انه كوريا الشمالية!! لكل دولة.. قنبلة! يكشف جراهام اليسون صاحب نظرية "المسئولية الجنائية النووية" غموض مكمن الخطر في الدور النووي الجهنمي لكوريا الشمالية.. يتنبأ بحساباته العلمية الدقيقة أن تستثمر تعطش الدول الي حيازة السلاح النووي بان تفتح لها ابواب اسرار صناعة القنبلة know- how وتطلق العنان لنوع من تأثير "الدومينو النووي" ليعم الانتشار ويصل العالم الي حافة الدمار! كارثة نووية؟! في يقيني: لا.. ان شيوع خطر الفناء النووي هو الطريق الي درئه والامتناع الشامل عن استخدامه وتحقيق ردع شامل كامل متوازن لكل البشر!! سوف اضرب لك مثلا من دول شرق آسيا جيران كوريا الشمالية: كوريا الجنوبية، اليابان، وتايوان.. جميعهم أثرياء اقتصاديا، وتكنولوجيا آي