بدأ التراشق علي شاشات الفضائيات بين الرموز السياسية في لبنان.. ولاشك ان لبنان حقق انجازاً عسكرياً وسياسياً كبيراً ينبغي ألا يفرط فيه.. إن انتصار حزب الله في معركته ضد اسرائيل لم يكن انتصاراً للمقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله والشيعة ولكنه انتصار للشعب اللبناني كله.. ان الشعب اللبناني بكل طوائفه كان درعاً للمقاومة وعندما كانت المقاومة تواجه الجيش الاسرائيلي كانت تدافع عن مواقع السنة.. والقري المسيحية.. وقري الدروز ولهذا يكون من الخطأ ان يحدث الانقسام بعد النصر.. لقد سمعت تعليقات كثيرة من السياسيين اللبنانيين البعض تحدث بتقدير وعرفان للمقاومة اللبنانية والبعض الآخر حاول التقليل من هذا النصر بل ان منهم من هاجم المقاومة وزعيمها الشيخ حسن نصرالله.. وهذه خسارة كبيرة للبنان الذي خرج منتصراً بكل المقاييس.. ان انتصار المقاومة اللبنانية كان رد اعتبار للصمت العربي طوال السنوات الماضية ومن الخطأ ان يحاول البعض اجهاض هذا النصر أو التقليل من اهميته التاريخية والعسكرية . ولقد كان الشيخ حسن نصر الله حاسماً وهو يؤكد ان الشعب اللبناني كله يقدر دور الشهداء الذين ماتوا دفاعاً عن لبنان وأن النصر لم يكن نصراً لحزب ولكنه انتصار شعب وكرامة أمة. ولهذا ينبغي أن يعود القادة اللبنانيون إلي دائرة الحوار لمواجهة مشاكل لبنان ابتداء بتحرير ارضه كاملة السيادة وانتهاء بإعادة بناء ما خربته الحرب. ومن الخطأ ان يدخل السياسيون اللبنانيون في لعبة مزايدات أو تقسيمات لحساب هذا أو ذاك والخطأ أيضاً أن يلجأ البعض منهم إلي تشويه صورة المقاومة أوحسابها علي طرف من الاطراف لقد كانت المقاومة تحارب من اجل لبنان وتدافع عن التراب اللبناني ومن يري غير ذلك فهو يتجني علي الحقيقة.. يجب أن يعود اللبنانيون إلي الحوار حول مستقبل بلادهم لأن في يدهم الان اوراقاً كثيرة يمكن أن تتحقق من خلالها انجازات أكبر من السلام واستعادة الارض وتحقيق السيادة ولكن وحدة لبنان هي أساس ذلك كله.