لست من هواة الكتابة في المناسبات، أو الإشادة بحدث معين والتأمل في ذكراه، أو تسطير برقيات الافراح أو الاحتفال بذكر ي شيء ما.. ولكن وجدتني أن أكسر تلك القاعدة وأكتب في "احتفالية" مرور 15 عاما علي صدور "محبوتي" جريدة "العالم اليوم" الذي بدأت عامها السادس عشر أول أمس السبت. والكتابة عن "العالم اليوم" كتجربة صحفية رائدة شاركت في تأسيسها، وشرفت بدعوة أستاذي عماد الدين أديب للعمل بها منذ الأعداد التجريبية الأولي.. ليس من باب الاحتفال علي طريقة أعياد الميلاد، ولا من قبيل الإشادة بصدور أول جريدة اقتصادية يومية في الوطن العربي والتي استمرت دون منافسة علي مدي 15 عاما حيث لم يصدر غيرها حتي الآن في مصر علي الأقل، ولكن أكتب باعتباري شاركت في وضع لبنة في هذا الجدار العملاق منذ أن دخلت هذه المؤسسة في 20 ابريل 1991 وقتها شعرت اني لست ضمن فريق مؤسسي هذه المطبوعة الفريدة فقط ولكن أحسست بأنني أخوض تجربة عمري إذ نجحت.. أكون قد نجحت معها وبها واستكمل مسيرتي الصحفية.. وإذا فشلت تلك التجربة علي أن أبحث عن مهنة أخري قد تكون المحاماة التي تركتها من أجل الصحافة. ولكن التجربة نجحت بامتياز ونجح القائمون علي أمر الجريدة، وعلي رأسهم الأستاذ عماد الدين أديب، أن يتوسعوا ويقيموا مؤسسة إعلامية كبري نواتها كانت "العالم اليوم" وكلما زادت المؤسسة نجاحا أشعر أنني أكبر شيئا فشيا وان طموحاتي تكتمل وأحلامي تتحقق رويدا رويدا، لأن "العالم اليوم" -بعددها اليومي والأسبوعي- لم تكن فقط مكان عمل أو "أكل عيش" ولكن بيت كبير أتعلم فيه وأكبر داخله وأجد نفسي فيه ذلك لأن المؤسسة وفرت لمحرري العالم اليوم خاصة الذين بدأوا في العمل بها منذ العدد "زيرو" أو الأعداد الأولي -وأنا منهم- دخل مناسب يوفر الحياة الكريمة لهم ويعفهم عن العمل لدي صحف أخري ولا يضطرهم أن يخلطوا بين المادة التحريرية أو الإعلانية أو يعملون لحساب أحد. كما أن الاستقرار المادي والمعنوي الذي وفرته الجريدة لمحرريها جعلهم يشعرون ان الصحيفة ملكا لهم عليهم الحفاظ علي اثاثها وجدرانها واجهزتها مثلما يحافظ الصحفي علي منزله بل ويدافعون عنها كما يدافع الفرد عن عائلته وشرفه. وبسبب إدارة المؤسسة بفكر القطاع الخاص وتحصينها من الأمراض الصحفية المنتشرة في بعض الصحف الأخري أصبح العاملون فيها من محررين وإداريين وفنيين يتعاملون بروح الأسرة الواحدة لا فرق كبير بين رئيس ومرءوس.. ومن هنا لا توجد في "العالم اليوم" صراعات علي مناصب أو شلل و"جوقة منافقين" حول "الرئيس" و"المدير" من أجل الحصول علي "المغانم" والعطايا بل إن الكثير من المتعاونين مع "العالم اليوم" من الخارج من الصحفيين المحترمين أصبح يفضلها عن مؤسسته الأصلية لأنه يجد فيها تقديرا أدبيا وماديا لا يجده في أي مكان آخر. تحية لمحبوبتي وهي تبدأ عامها السادس عشر وأتمني كما بدأت في "العالم اليوم" منذ تأسيسها أن أنهي "حياتي" فيها.