لا يوجد عاقل لا يعتقد ان أمريكا عرفت مكان بن لادن مائة مرة ولم تقبض عليه أو تقتله.. ولا يوجد عاقل يمكن أن يصدق ان أمريكا احتلت أفغانستان كراهية في بن لادن أو احتلت العراق لكي تسقط نظام صدام حسين.. ولا يوجد عاقل يمكن أن يصدق أن أمريكا تريد نظما ديمقراطية في العالم العربي.. كل هذه مسلمات لاجدال حولها ولا اختلاف.. لقد قاتل بن لادن القوات السوفيتية سنوات طويلة بالسلاح الأمريكي وبدعم أمريكي كامل.. وقاتل صدام حسين إيران والإمام الخميني ثماني سنوات بدعم أمريكي وسلام امريكي ومؤامرة امريكية.. ولا يوجد نظام ديكتاتوري عربي إلا وكانت أمريكا تسانده في كل شيء ابتداء بتوريد احدث اساليب التعذيب بالتكنولوجيا الحديثة وانتهاء بصفقات السلاح والبترول التي أبرمتها الشركات الامريكية مع الحكومات العربية.. فهل بعد ذلك كله يمكن ان يقتنع عاقل بأن حرب امريكا ضد الإرهاب سببها بن لادن أو أن القوات الأمريكية دخلت العراق من أجل اسقاط صدام حسين أو ان امريكا احتلت افغانستان من أجل القضاء علي طالبان ان امريكا فعلت ذلك كله من أجل المصالح الامريكية.. انها تريد ان تسيطر علي مواقع البترول في العالم كله حتي تتحكم في الاقتصاد العالمي وتريد أن تحتل أفغانستان لتكون علي حدود الصين.. وان تحتل العراق لتكون في قلب العالم وقلب آبار بترول الخليج وايران والعراق والقوقاز وتريد ان تعلم الانظمة العربية بعض الدروس فتعلن رغبتها في اقامة نظم ديمقراطية في العالم العربي.. رغم ان امريكا هي التي حمت هذه الأنظمة سنوات طويلة وارتبطت معها بكل ألوان المصالح.. إن أمريكا في ذلك كله تريد ان تفرض وصايتها علي شعوب المنطقة.. لقد رفعت أمريكا راية الإسلام في أفغانستان وهي تحارب الاتحاد السوفيتي وهي الآن تحارب راية الإسلام تحت شعار الحرب ضد الإرهاب لأن الإسلاميين هم القوة الوحيدة التي مازالت حتي الآن قادرة علي المقاومة.. ولو غير الإسلاميون مواقفهم من أمريكا غدا سيكون هناك كلام آخر من أمريكا نفسها.