ذهبت القوات الأمريكية وقوات التحالف الي افغانستان للقبض علي بن لادن وضرب حركة طالبان ولم تخرج؛ فلا هي وصلت الي بن لادن ولا هي قتلت الملا عمر.. ولكنها احتلت افغانستان وانتهي الامر عند هذا الحد.. ولا اعتقد ان امريكا مازالت راغبة في الوصول الي بن لادن، فقد اصبح شبحا يخرجه الرئيس بوش كلما اراد شيئا من الشعب الامريكي ابتداء بميزانية التسليح وانتهاء بالبلايين المطلوبة لمحاربة الارهاب مرورا علي ارباح شركات البترول والسلاح وتوابعها في السنوات الاخيرة.. وبعد ذلك ذهبت القوات الامريكية وقوات التحالف الي العراق لإسقاط صدام حسين وتحرير الشعب العراقي والبحث عن اسلحة الدمار الشامل.. وبقي صدام حسين في بغداد.. واحتلت امريكا العراق ولم تجد اسلحة للدمار الشامل او غير الشامل.. وربحت شركات السلاح والبترول واعادة بناء العراق الذي هدمته الطائرات الامريكية.. وبعد ايام قليلة سوف تتحرك القوات الامريكية وحلف الناتو الي دارفور لكي تبتلع نصف السودان وتحتل وسط القارة الافريقية وتقترب من بترول جنوب السودان وتضع يدها علي مناطق المياه في القارة السوداء.. وبذلك تكمل رحلتها في احتلال مناطق رئيسية في العالم ما بين وسط اسيا ووسط افريقيا اقدم قارات الكون، لا يمكن ان يتم ذلك بالمصادفة لان احتلال افغانستان يرتبط باحتلال العراق ثم يتجه الي جنوب وشرق السودان وكل ذلك يتجه الي حصار ايران واحتلال ثلاثة مراكز اسلامية رئيسية في اسيا وافريقيا، فلا القوات الامريكية ذهبت لتحرير افغانستان ولا هي ذهبت للاطاحة بصدام حسين او حماية سكان دارفور ولكن الهدف حماية الدولة العبرية التي زرعها الغرب في قلب العالم الاسلامي ولابد ان يضع كل الضمانات لحمايتها.. وهذا، الاحتلال يؤمن مصادر البترول في القارة الاسيوية وفي افريقيا ايضا.. وبجانب هذا فان حصار العالم الاسلامي اصبح هدفا واضحا من اهداف امريكا.. وهي بذلك تعيد فتح صفحات قديمة كان العالم المعاصر قد تجاوزها ولكن الرئيس بوش يريد ان يعيد مآسي هذا الماضي البعيد.. سوف تصل القوات الامريكية الي دارفور والعالم العربي والاسلامي يشاهد المسرحية وكأن شيئا لم يحدث.. وهذه قمة المأساة