المستشارة أمل عمار للأجيال القادمة: حافظوا على المكتسبات التي حققتها المرأة المصرية    سلامًا للسودان.. من العبث الإثيوبى!!    تأهيل الأطباء وحقوق المرضى (4)    درءا للإشاعات.. محافظ شمال سيناء يؤكد اهتمام الدولة بالمواطنين وصرف تعويضات حي الميناء بالعريش    فرص عمل لذوي الهمم وندوة موسعة للسلامة المهنية بجامعة الزقازيق    محافظ الوادي الجديد يتفقد أعمال تثبيت الرمال المتحركة على طريق الخارجة - أسيوط    خطة الشيطان «1»    الاحتلال الإسرائيلي يحتجز أكثر من 20 شابا ويعتقل آخر شمال رام الله    روسيا تعلن عن جولة محادثات مع الهند حول الأمن الإقليمي وأوكرانيا    تشكيل أهلي جدة الرسمي أمام الدحيل بدوري أبطال آسيا    كريم فؤاد يساند الأهلي من المقصورة أمام الزمالك    لاعبو مانشستر يونايتد مذهولون من تراجعهم السريع.. وضغوط متزايدة على أموريم    الزمالك يُمدد عقد خالد عبدالناصر موسمين    «سقوط حواوشي».. نهاية أكبر ديلر مخدرات في قبضة مباحث الخصوص    علاء عرفة يتألق مع أسرته في العرض الخاص لمسلسل «ولد وبنت شايب»    أمين «الأعلى للآثار» يتفقد مشروعات ترميم الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني بالأقصر    نيرمين الفقي في أحدث جلسة تصوير بتوقيع حسن سند |صور    أسدد ديني ولا اخرج الزكاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل تصح صلاة الفرض أثناء التنقل في السيارة؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة يزور عدداً من المؤسسات الطبية الرائدة في قطر    اليوم العالمي للقلب.. رؤية شاملة لحماية نبض الإنسانية    أفضل علاج للكحة من الطبيعة، وصفات فعّالة وسريعة المفعول    وزارة الصحة تستعرض تجربتها في المشروع القومي لكتابة تقارير الأشعة «عن بعد»    افتتاح فرع جديد لمكتبة مصر العامة بمنطقة الكرنك بالأقصر لتعزيز الدور الثقافي    تضامنًا مع أهل غزة ضد العدوان.. عايدة الأيوبي تطرح "غصن الزيتون"    المفوضية الأوروبية تدعو لوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة    بسبب الظروف المادية.. استقالة رئيس مجلس إدارة نادي سرس الليان بالمنوفية    سقوط سيدة في بئر أسانسير بالمحلة الكبرى    عقوبات بريطانية على وزارتي النفط والطاقة الإيرانيتين و71 هدفًا مرتبطًا بالبرنامج النووي    رغم إدراج أسهمها في نيويورك.. «أسترازينيكا»: لن نغادر المملكة المتحدة (تفاصيل)    ربيع ياسين: الزمالك يُعاني دفاعيا قبل مواجهة الأهلي.. وكوكا ليس الأنسب للظهير الأيسر    «سبب مفاجئ».. فيريرا يطيح بنجم الزمالك قبل مباراة الأهلي    خالد الجندي: آيات القتال مقصورة على الكافر المقاتل وليس الدعوة للعنف    بتهمة النصب على المواطنين.. «الداخلية» تضبط صاحب كيان تعليمي وهمي بمدينة نصر    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للقطاعين العام والخاص في مصر.. هل يتم ترحيلها؟    قبل الزواج من برج العذراء.. احذر هذه الصفات الضارة    حصر الأسر الأكثر احتياجًا بقرى قطور في الغربية تمهيدًا لتوصيل الخدمات    حجز إعادة محاكمة المتهم السابع بقضية "فتنة الشيعة" للنطق بالحكم    أكرم القصاص: العلاقات المصرية الإماراتية مثالية وتؤكد وحدة الموقف العربى    وزارة التعليم تعلن توزيع منهج العربى للثالث الإعدادى وشكل الامتحان    مارجريت صاروفيم: التضامن تسعى لتمكين كل فئات المجتمع بكرامة    معهد بحوث الإلكترونيات أول مؤسسة مصرية تحصل على شهادة إدارة الذكاء الاصطناعي ISO/IEC    خطة متكاملة لتطوير شوارع ديروط فى أسيوط ب160 ألف متر إنترلوك    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في محافظة قنا    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الإثنين 2992025    الطفلة مي.. وردة فلسطينية أنهك التجويع الإسرائيلي جسدها ودمر طفولتها    مطار العاصمة الألمانية لا يزال يعاني من تداعيات الهجوم الإلكتروني    أسعار الحديد فى أسيوط اليوم الإثنين 2992025    أكاديمية الفنون: عودة مهرجان مسرح العرائس لمواجهة الألعاب الإلكترونية    مواعيد فتح وغلق أبواب الاستاد أمام الجماهير قبل لقاء القمة .. تعرف عليها    حالة الطقس في السعودية اليوم الاثنين 29-9-2025 ونشاط الرياح المثيرة للغبار    «مدبولي»: نستهدف الاستعداد الجيد لتقديم أفضل الخدمات للحجاج المصريين خلال موسم الحج المقبل    أليجري بعد الفوز على نابولي: روح ميلان كانت رائعة.. ومودريتش يلعب بذكاء    الصحة: 5500 متبرع بالدم خلال 4 أيام لدعم مرضى سرطان الدم ضمن الحملة القومية    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    الحوثيون: قصفنا أهدافا في تل أبيب وملايين الإسرائليين فروا للملاجئ    «الداخلية» تنفي مزاعم إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح: «أكاذيب إخوانية»    الأربعاء.. مجلس النواب يبحث اعتراض رئيس الجمهورية على قانون الإجراءات الجنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مايكل شوير رئيس وحدة «بن لادن» فى ال«CIA»:مستشارو أوباما مؤيدون لإسرائيل.. ومعاونو بوش ربطوا هجمات سبتمبر بالعراق للتخلص من «صدام» نيابة عن الإسرائيليين
نشر في المصري اليوم يوم 17 - 09 - 2010

فى الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر فتح أحد كبار ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «CIA» النار على إدارة الرئيس باراك أوباما متهماً إياها بالخضوع للضغوط الإسرائيلية بما لا يجعل بينها وبين إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، «أى فارق على الإطلاق» على حد تعبيره. جاء ذلك فى سياق الحوار الذى أدلى به مايكل شوير، رئيس وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً للإعلامى البارز يسرى فودة وأذيع كاملاً أمس فى برنامج «آخر كلام» على قناة «أون تى فى»، ويعاد بثه اليوم الساعة 11 مساء.
أكد شوير الذى استقال من عمله فى الوحدة، التى تحمل الاسم الشفرى «محطة ألِك» عام 2004، أن الجهات الأمنية المصرية تعاونت مع ال«CIA» فى التخطيط لعمليات ضد بن لادن، وأنها نصحت بالقبض عليه أو قتله حتى لا يصل إلى درجة «لا نستطيع السيطرة عليه»، وأن التعاون كان بموافقة الرئيس مبارك، مشيراً إلى أن لجنة 11 سبتمبر تعمدت إخفاء الأسباب التى أدت إلى الهجمات، التى كان يمكن تفادى وقوعها– على حد تأكيده– خاصة أن ال«CIA» قدمت 12 فرصة للتخلص من بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ورفض الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ومعاونوه انتهازها.
عرض البرنامج - لأول مرة على شاشة عربية - لقطات من شريط فيديو ترجع إلى يناير 2000، تجمع المصرى محمد عطا (قائد الطائرة التى دمرت البرج الشمالى لمركز التجارة العالمى)، واللبنانى زياد الجراح (قائد الطائرة التى كانت فى طريقها إلى مبنى الكونجرس) ويقول الأمريكيون إنها سقطت فى بنسلفانيا أثناء معركة بين الركاب والخاطفين، بينما تقول القاعدة إن صاروخاً أمريكياً دمرها فى الجو. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها عطا والجراح فى مكان واحد، إذ إن الخطة اعتمدت على فصلهما تماماً سواءٌ أثناء إقامتهما فى هامبورج أو أثناء تعلمهما الطيران فى فلوريدا، على حد تأكيد الإعلامى يسرى فودة، الذى يتمسك بحقه الصحفى فى عدم الكشف عن مصدر الشريط لأسباب أخلاقية، ويعتبره «كنزاً صحفياً للمهتمين حقاً بالوصول إلى الحقيقة وفهم ما حدث دون انحياز مضلل والتعلم من الدرس». وأكد فودة ل«المصرى اليوم» أنه حصل من أحد المنازل الآمنة للقاعدة فى باكستان فى أبريل عام 2002 على تأكيدات من العقول المدبرة، خالد شيخ محمد ورمزى بن الشيبة، على أن الخاطفين التسعة عشر، سجلوا جميعاً وصاياهم على أشرطة فيديو قبل التوجه إلى الولايات المتحدة، عدا واحداً «خشى أن يكون ذلك من الرياء»، على حد تعبير رمزى بن الشيبة
ويحتوى الشريط الذى تصل مدته إلى حوالى 60 دقيقة على لقطات لمحمد عطا وهو يجلس على الأرض فى غرفة متواضعة خالية إلا من «كلاشينكوف» يستند إلى الحائط عن يمينه، ويرتدى إحدى القبعات المنتشرة بين مسلمى إقليم «البشتون». ويرجح فودة، بناءً على المعلومات التى خصه بها تنظيم القاعدة، أن يكون ذلك قد حدث فيما يسمى «بيت الغُمَد» فى قندهار (نسبة إلى عائلة الغامدى السعودية التى اشترك بعض أفرادها فى الهجمات)، وهو بمثابة دار ضيافة كانت تستقبل الوافدين من المجاهدين والزائرين.
وفيما يلى نص حوار يسرى فودة مع مايكل شوير، رئيس وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً:
■ أين نحن الآن بعد تسع سنوات على أحداث 11 سبتمبر؟
- لا أستطيع مقاومة التفكير فى أن أسامة بن لادن، ومعه قواته التى يقودها ويلهمها، لا بد أن يكون مسروراً بالتقدم الذى أحرزه، فأمريكا تخسر حربين وهى غارقة فى الديون وجيشنا واستخباراتنا استهلكت طاقاتها إلى أبعد حد. فى الواقع، وبالتحديد، نحن نعانى من الأمراض التى أراد بن لادن لنا أن نعانى منها.
■ أصوات أخرى تقول العكس، وهو أن القاعدة الآن مشردة ولا تستطيع شن هجوم كبير ولم نسمع من بن لادن منذ فترة؟
- لقد سمعنا منه مرتين فى مطلع هذا العام، كما سمعنا من أعوانه، كباراً وصغاراً، بشكل منتظم. أخشى أن الرئيس أوباما ومعظم قادة أوروبا الغربية يتحدثون فقط عما يريدون أن يصدقوه لا عما يحدث فعلاً. وعلى أى حال فإن تأثير أسامة بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر صار أقوى وأكثر انتشاراً مما كان عليه قبل الأحداث.
■ ما الظروف التى أحاطت باستحداث وحدة داخل وكالة الاستخبارات المركزية تحمل الاسم الشفرى «محطة ألِك» ويكون شغلها الشاغل رجلاً واحداً هو أسامة بن لادن؟
- حسناً، لقد عثرنا على بن لادن صدفة عندما كان فى أفغانستان يحارب السوفييت، ولم يكن ليتحدث إلينا فى هذه الفترة. كان يكرهنا، وبالطبع كان لديه هو شخصياً الكثير من المال. ولكن بعد خروج السوفييت بدأنا نسمع اسمه فى اليمن والبلقان وإريتريا والفلبين. ومن ثم قررت حكومتنا أن تشكل وحدة لمعرفة ما إذا كان يمثل تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة أم أنه مجرد سعودى ثرى ينفق أمواله على القضايا الراديكالية.
■ وماذا وجدتم؟
- نحن نتحدث عن تاريخ طويل، فقبل 14 عاماً أعلن بن لادن الحرب على الولايات المتحدة فى بيان مطول جداً وفى غاية الوضوح. وأخشى أن قلة قليلة خارج نطاق وكالة الاستخبارات المركزية فى الإدارة الأمريكية أخذوه على محمل الجد. إذن على مدى الأربعة عشر عاماً كان بن لادن ومنظمته وحلفاؤه، ولا يزالون، على عهدهم بالحرب. ورأيى، بعد أربعة عشر عاماً، أن بن لادن وأعوانه لا بد أن يكونوا مسرورين بالتقدم الذى أحرزوه.
■ أثناء الخدمة كتبت أنت كتابين باسم مستعار، أحدهما هو «الغطرسة الإمبريالية» الذى تقول فيه بالحرف إن «أمريكا كانت بشكل متعمد غير مستعدة لهجمات نيويورك وواشنطن».. «بشكل متعمد».. هذه كلمة قوية، أليس كذلك؟
- لقد قصدت أن تكون كلمة قوية جدا، فلقد كتبت هذا الكتاب كى أوضح للأمريكيين كيف خذلتهم حكومتهم، فقبل 11 سبتمبر قدمت وكالة الاستخبارات المركزية للرئيس كلينتون اثنتى عشرة فرصة لاختطاف بن لادن أو القبض عليه أو استخدام الجيش لقتله. وفى كل مرة قرر السيد كلينتون ومعاونوه ألا يفعلونها. كان من الممكن بسهولة تجنب أحداث الحادى عشر من سبتمبر، والحقيقة هى أن الحكومةَ الفيدرالية للولايات المتحدة فشلت فى حماية الأمريكيين.
■ أعلم أنك ربما «قرفت» من الحديث عن الفرص الضائعة، ولكن أيها لا يزال عالقاً فى ذهنك؟
- دعنى أقلْ أولا إنك لست مضطراً إلى أن تأخذ كلماتى على علاتها، فكل ما قلته حول هذه الفرص جرى توثيقه فى تقرير لجنة 11 سبتمبر هنا فى الولايات المتحدة بعد هجمات مانهاتن. ربما الفرصةُ الكبرى كانت تلك التى وقعت فى الأسبوع الثالث من شهر مايو 1999، فقد كنا نعلم أن بن لادن ينام فى منطقة فى قندهار على مدار خمس ليال متتابعة، وفى كل مرة كان الرئيس ومستشاروه يقررون ألا يقتلوا بن لادن بأيدى القوات الأمريكية، وهذا ما دفعنى إلى أن أقرر أنه ليس فى وسعى بعدها أن أكون مسؤولا عن فشل الولايات المتحدة المستمر فى حماية مواطنيها.
■ أعرف أن الخلاف بلغ مداه بينك وبين ريتشارد كلارك، مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب وقتها.. لكن ما الأسباب لهذا الخلاف؟
- السيد كلارك ومعظم مسؤولى الأمن القومى فى الولايات المتحدة على أعلى المستويات مهتمون بحماية مصالح الرئيس السياسية أكثَر من حماية الأمريكيين. وهم مهتمون بشكل أكبر بإعادة انتخابه، ومن ثم يحاولون ألا يتسببوا له فى حرج فى الخارج لو أخطأ. أما السيد كلارك فلديه ضميره الذى سيضطر إلى العيش معه بقية حياته، ولا علاقة لهذا بما إذا كنت أحبه أم لا.
■ إنصافاً له، ذكر هو فى كتابه «ضد كل الأعداء» أن الرئيس بوش ألحّ عليه بعد يوم واحد من هجمات 11 سبتمبر– وبعد أن استقر الرأى بالإجماع على مسؤولية القاعدة– أن يفتش فى أوراقه مرة أخرى بحثاً عن أى زاوية تتعلق بصدام حسين، وأنه عندما استغرب ردّ عليه الرئيس: «أنا أعلم، أنا أعلم، ولكن فتّش مرة أخرى عن أى شىء» ما أسباب ذلك فى رأيك؟
- نعم، كان الأمر كذلك بكل تأكيد، فلقد أرادوا ربط العراق بها لأن مستشارى بوش كانوا من مؤيدى إسرائيل، مثلما هو الأمر الآن مع مستشارى أوباما. وقد أرادوا التخلص من مشكلة صدام نيابة عن الإسرائيليين. ومن ثم فقد منحهم 11 سبتمبر فُرصة لربط المشكلتين، مشكلة أسامة بن لادن ومشكلة صدام، وأيضاً لتبرير غزو العراق. هذه مسألة واضحة، ولا أعتقد أن ثمةَ شكاً فى ذلك.
■ لكنك تعرف ما يقال على الجانب الآخر، وهو أن العالم صار أفضل بدون صدام.. هل حدث ذلك؟
- بالتأكيد لم يتغير العالم إلى الأفضل من وجهة نظر الولايات المتحدة. ربما كان صدام حسين مجرماً مع شعبه، ولكن لو كان لا يزال موجوداً لما جرأ رجال بن لادن فى أفغانستان وباكستان على التوجه غرباً، ولما كان فى استطاعتهم أن يضايقوا الأردن وسوريا ولبنان وغزة وإسرائيل بمجرد أن نزعنا غطاء الزجاجة. لقد انتشرت السلفية الجهادية فى منطقة الشام بصورة بارزة. وأقول هنا إن المحافظين الجدد المؤيدين لإسرائيل، الذين كانوا حول الرئيس بوش والذين أيدوا الحرب على العراق والإطاحة بصدام، قد وقّعوا عن طريق ذلك فى النهاية على شهادة موت إسرائيل، فقد كان صدام بمثابة حائط دفاعى لحماية الإسرائيليين ضد المجاهدين، ومن ثم كان للإسرائيليين أن ينفردوا بالفلسطينيين، ولكن مع وصول المسلحين السلفيين السنة من مناطق جنوب آسيا، فإن كابوساً فى طريقه إلى إسرائيل.
■ أين بن لادن الآن؟
- أعتقد أنه الآن فى مكان ما قرب الحدود الأفغانية الباكستانية شمالى جلال آباد، وهو مكان منعزل، ربما يكون أبعد مكان فى المنطقة. إنه المكان نفسه الذى أراد أن يتوجه إليه قبل تلقيه دعوة من نظام طالبان للاستقرار فى قندهار. هو أيضاً مكان يتسم بالروحانية الدينية من وجهة نظره فلقد كان لأصحاب الدعوة السلفية السعوديين نشاط واسع هناك. هذا مجرد تخمين. لست متأكداً ولكن لو أتيحت لى فرصة فسأبحث هناك أولاً.
■ السؤال الأهم: هل تريد الإدارة الأمريكية حقاً الوصول إلى بن لادن؟
- أنت تعرف أنه لم يعد فى استطاعتى أن أجيب عن هذا السؤال، لأسباب أولها أننى لم أعد أعمل فى الإدارة الأمريكية. ورغم هذا فأنا على ثقة من أن وكالة الاستخبارات المركزية تحاول أن تعرف وعازمةٌ على أن تعرف مكانه كى تمسك به أو تقتله، خاصة بعد مقتل عملاء لها على أيدى القاعدة فى خوست فى ديسمبر الماضى.
■ أنت الأب الروحى لما يسمى «برنامج الترحيل غير العادى»، الذى منحت أمريكا نفسها بمقتضاه حق القبض على أى أحد لا يعجبها فى أى مكان فى العالم وترحيله إلى معتقلات سرية فى دول أجنبية على رأسها الدول العربية.. كيف جاءت فكرته؟
- لقد صدرت لى الأوامر فى صيف 1995 بالبدء فى تحييد القاعدة من خلال إلقاء القبض على المقاتلين البارزين فيها، فى البلاد الموجودين فيها ثم إعادتهم إلى البلاد التى هم مطلوبون فيها كمجرمين. تم هذا من منتصف 95 حتى منتصف 99 أثناء عهد الرئيس كلينتون، الذى لم يشأ أن يتعامل مع الأشخاص الذين يُلقى القبضُ عليهم. ومن ثم أخذناهم إلى بلدان أخرى معظمها كانت دولا عربية. وبعد 11 سبتمبر، ولبعض الأسباب، قرر الرئيس بوش أن نتعامل مع هؤلاء الأشخاص بأنفسنا، وبقية القصة معروفة، فأصبح لدينا جوانتانامو، وكانت عندنا أماكن أخرى. وباختصار، كان هذا تاريخا، وكان هذا البرنامج مصمماً كى نكون قادرين على إلحاق الهزيمة بالأعداء، ولم يكن مصمماً إلا لكى يكون عرضاً جانبياً، ولكن بما أن الجيش الأمريكى والحكومة الأمريكية لم يكونا مستعدين للقتال فإن برنامج الترحيل غير العادى انتقل إلى واجهة المسرح فى السياسة الأمريكية لمكافحة الإرهاب.
■ هل أنت نادم على ضلوعك فى برنامج كهذا سيئ السمعة منافٍ لكل الأعراف والقوانين والأخلاقيات مما سمعناه فى معتقلات أمريكية أو عربية أنت تعرف سمعتها جيداً؟
- كلا.. لم أندم على الإطلاق.. عملى هو حماية الولايات المتحدة، ونحن لم نفعل شيئاً، سواء عندما كنت رئيساً للوحدة أو بعد ذلك، دون تصديق من المستشارين القانونيين للحكومة الأمريكية، سواء فى عهد بوش أو فى عهد كلينتون.
■ بعد 11 سبتمبر قال الرئيس مبارك إنه حذر الولايات المتحدة، وأن الأمن المصرى أرسل كثيراً من المعلومات المؤكدة إلى نظرائه فى واشنطن. عن أى معلومات نتحدث وهل كان من الممكن أن تساعد فى منع وقوع الهجمات؟
- لا أعتقد أنه كان يمكن لأى معلومة تؤدى إلى قتل بن لادن أو القبض عليه قبل 11 سبتمبر أن تمنع وقوع الهجوم. لقد عملت على درجة فائقة من القرب مع الجهات الأمنية المصرية لعقد من الزمان تقريبا، وكانوا يبادرون بإمدادنا بمعلومات أفادتنا جداً فى التخطيط لعمليات ضد بن لادن. لم ألتق الرئيس مبارك لكنه أعطى تعليماته بالموافقة على التعاون. ولكن فى نهاية المطاف: أى معلومات تحتاجها أكثر من رؤية شخص يقف على الملأ يوم 27 أغسطس 1996 كى يعلن الحرب عليك؟ إن لم يحْظَ هذا باهتمامك فربما لن تحظى بأى كمية من المعلومات الاستخباراتية.
■ إلى أى مدى استفادت وكالة الاستخبارات المركزية من المعلومات المصرية ومن الفهم المصرى؟
- كان الدور المصرى أساسياً فى عملياتنا، فقد اتسم المصريون بالمبادرة منذ البداية، وكانوا أكثر الناس فهماً. قالوا لى: «يا سيد مايكل، لماذا لا تقبضون على بن لادن أو تقتلونه كى تضعوا حداً لهذه المشكلة قبل أن تتحول إلى ما لا نستطيع السيطرة عليه، ولن يكلفكم ذلك سوى التخلص من شخص واحد؟» لقد كانوا على حق منذ البداية.
■ لقد دعوت مراراً فى إطار عملك إلى وضع مصلحة الولايات المتحدة قبل مصلحة أى دولة أجنبية، بما فى ذلك إسرائيل، ودفعت ثمناً مقابل هذه الدعوة. هل لا تزال إسرائيل «تجر أمريكا من أنفها» كما صرحت لى قبل سنوات طويلة؟
- نعم، بكل تأكيد. اليوم يمكن لثلاثمائة مليون أمريكى أن يستيقظوا غداً كى يكتشفوا أن زعيماً أجنبياً، هو نتنياهو، قد قادهم إلى حرب مع إيران، وربما يؤدى هذا أيضاً إلى حرب بين أمريكا ومعظم العالم المسلم. إنه لَموقف منعدم الضمير أن يضع ساسة أمريكا بلادهم فيه. لا قيمةَ لإسرائيل على الإطلاق فيما يخص المصالح الأمريكية، فهى لا تنتج شيئاً نحتاجه، ولا تعطينا شيئاً نحتاجه ولا يعود علينا منها سوى أنها تجرنا إلى حرب دينية تسعى إليها مع الإسلام. وفى الوقت نفسه فإنها تقوم بإفساد نظامنا السياسى، وتسيطر على وسائل الإعلام إلى حد بعيد. إنها طائر الفَطْرس على الولايات المتحدة.
■ كان هذا رأيك أيام كلينتون وأيام بوش، فهل ما زلت تحتفظ بالرأى نفسه فيما يخص إدارة أوباما؟
- أحد الأشياء التى فاجأتنى فى الطريقة التى استقبل بها العالَم المسلم إدارة أوباما هو أن أحداً لم يأْبه بحقيقة أن كبير موظفى البيت الأبيض، رام إيمانويل، هو مواطن أمريكى يؤيد إسرائيل بشدة. بل إنه، أثناء حرب العراق الأولى، هجر الولايات المتحدة كى ينضم إلى الجيش الإسرائيلى.. ومن ثم فإن افتراض أن إدارة أوباما بشكلٍ أو بآخر مختلفة عن إدارة بوش أو إدارة كلينتون هو مجرد أمنيات فارغة من جانب المسلمين.
■ لجنة 11 سبتمبر التى تعاونت أنت معها أصدرت فى النهاية تقريرها فى أكثر من 500 صفحة لم يرفع سطر منها إصبع اتهام إلى أحد فى أمريكا أو إلى شىء سوى ما سماه التقرير «الفشل فى الخيال».. ما تفسيرك؟
- لقد استقلت من الوكالةِ عام 2004 لا لأننى كرهتها، فقد كنت أحب وظيفتى، بل استقلت لأن لجنةَ 11 سبتمبر دفنت كل التفاصيلِ التى قادت إلى 11 من سبتمبر. كل الفرص التى قدمتها الوكالة للحكومة، كل التحذيرات التى جمعناها من بن لادن نفسه.
وما جعلنى حقاً أقرر تقديم استقالتى هو فقرة قصيرة فى تقرير اللجنة تقول: «فى المستقبل، ينبغى على الحكومة الأمريكية أن تبذل جهداً أكبر للتأكدِ من أن المسلمين يعرفون أن السياسات الأمريكية فى صالحهم». ويستطرد التقرير فيقول: «إن بعض المسلمين يعتقد أن فى السياسة الأمريكية الخارجية هجوماً على الإسلام وإن كانوا قلة». وبمجرد أن قرأت هذا علمت أن النيةَ لم تتجه أبدا نحو الحديث عن التأثير السلبى للسياسة الأمريكية على العلاقات بين الحكومة الأمريكية والعالم المسلم. وقد أردت أن أتحدث عن هذا علناً، لكننى لم أجد كثيراً من الاهتمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.