يأتي الموسم الدراسي الجديد هذا العام بعبء ثقيل علي ميزانية كل أسرة يحمل اسم "ساندوتش المدرسة" الذي كان ضحية أشياء كثيرة أبرزها أسعار الدقيق وأمراض الماشية وأنفلونزا الطيور التي أشعلت أسعار البيض ومنتجات الألبان ومصنعات اللحوم. أصبح ل"الساندوتش" ميزانية ليست بالقليلة في كل بيت تحتاج إلي مناقشة من نوع خاص تتناسب مع التحدي الكبير الذي يواجه كل أسرة مصرية. وبعد أن كان المصريون يستهلكون حوالي 3 مليارات بيضة كل عام لرخص سعره وارتفاع قيمته الغذائية بات تحقيق مثل هذا الرقم مستحيلا بعد أن ضربت أنفلونزا الطيور صناعة الدواجن وإنتاج البيض وتضاعف سعر البيضة ليتراوح ما بين 65 قرشا إلي 75 قرشا للبيضة ومع بدء موسم الشتاء سترتفع أسعاره أكثر وكما يقول لنا حسام امام تاجر بيض فإن الأسعار زادت 100% ومع ذلك فالمستهلك مجبر علي الشراء لأن البيض يعد وجبة غذائية كاملة ومفضل بالنسبة للصغار وليس له بديل. أما أسعار الألبان ومنتجاتها فقد ارتفعت بنسبة 10% للجبن الأبيض والذي يعد الوجبة الاساسية في ساندوتش المدرسة ويوضح خالد أبو الحسن صاحب سوبر ماركت أن ارتفاع أسعار منتجات الألبان جاء نتيجة نقص الإنتاج بعد ظهور الأمراض التي أصابت الماشية كالحمي القلاعية والجلد العقدي. وفيما يتعلق بمنتجات اللحوم يلفت رجل الأعمال المهندس محمد فرج عامر إلي أن أسعار اللحوم المصنعة لم تتأثر بارتفاع الأسعار وذلك رغبة من الصناع في سرعة دوران رأس المال وتحريك السوق الذي أصبح يعاني من الركود. وعلي الجانب الآخر نجد للمستهلكين رأيا آخر وعلي سبيل المثال تؤكد هناء عبدالكريم ربة منزل أن "الفطار المدرسي" في العام الماضي كان يتكلف 20 جنيها بالاضافة إلي المصروف ولكن هذا العام وبعد ارتفاع الأسعار بتلك الصورة وبعد ظهور مرض أنفلونزا الطيور تتوقع زيادة هذا المبلغ إلي الضعف أي بنسبة 100% التي ستزيد من أعباء الأسرة اضافة إلي أسعار الدروس الخصوصية والتي تلتهم وحدها ميزانية الأسرة كلها. ويؤكد د.أحمد مندور أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أن أزمة أنفلونزا الطيور وبعض الأمراض التي ظهرت في الماشية أصابت اقتصادنا القومي وأدت إلي ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة بالاضافة إلي ضعف المرتبات التي لا تستطيع مواجهة كل هذه الزيادات المتواصلة. ويشير إلي أن هناك بعض التجار والصناع ممن يستغلون أي فرصة لرفع الأسعار وبنسب تتراوح ما بين 30% و50% دون النظر إلي الوضع المادي الذي يعيشه 70% من الشعب المصري الآن ودون أي خطط مدروسة مما يؤدي إلي وجود فوضي وعشوائية في السوق المصري. ويطالب د.مندور بضرورة أن تساهم المدارس بتقديم وجبات للطلبة للتخفيف من حدة المصروفات الاسرية مشيرا إلي أن بعض المدارس يكون ضمن بنود مصروفاتها بند الوجبة المدرسية وبالتالي فهي محسوبة ضمن المصروفات التي يدفعها ولي الأمر عند بداية كل عام دراسي ضمن عدة خدمات بخلاف العملية التعليمية ومع ذلك لا يحصل الطالب منها علي أي شيء.