شنت الطائرات الحربية الصهيونية غارات عنيفة، على المناطق الشرقية من مدينة غزة وبلدة جباليا، ما أدى إلى سماع دوي انفجارات حتى في المحافظة الوسطى التي تبعد نحو 25 كيلومترًا عن مواقع القصف. وطالت الغارات أحياءً سكنية مكتظة مثل حي الزيتون والشجاعية والتفاح، وأسفرت عن دمار واسع وخسائر بشرية كبيرة، كما استهدفت غارات الاحتلال منازل غرب مدينة غزة، خاصة في حي الشيخ رضوان وحي النصر، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 25 فلسطينيًا، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالات خطيرة. واستقبل مستشفى الشفاء العدد الأكبر من الضحايا، وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي نتيجة الأعداد المتزايدة من المصابين ونقص الموارد الطبية، ولم تسلم المحافظة الوسطى من القصف، حيث واصلت مدفعية الاحتلال استهداف الأطراف الشرقية لمخيم البريج بشكل عشوائي .
مجازر جديدة
كما ارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة بحق المدنيين بعدما شنت غارات عنيفة على مناطق متفرقة، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين. وقالت وسائل إعلام فلسطينية، ان غارة جوية استهدفت منزلًا في شارع يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة . وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي القطاع، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء. وتتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق السكنية والملاجئ المدنية، رغم التحذيرات الدولية، في ظل وضع إنساني متدهور يعاني منه سكان قطاع غزة.
الاحتلال والحصار
وحول مفاوضات وقف اطلاق النار فى قطاع غزة قالت الدكتورة منار الشوربجى استاذة العلاقات الدولية بالجامعة الامريكية أن هناك مجموعة من العوامل تهدد استمرار وقف إطلاق النار فى حالة تم التوصل إليه، أبرزها أن الأسباب الجذرية للصراع لم تحل : الهدنات المؤقتة لا تعالج المعضلات الأساسية مثل الاحتلال، والاستيطان، والحصار الخانق المفروض على غزة، وسياسة التهجير القسري للفلسطينيين، مما يبقي احتمالية تجدد العنف قائمة. وأشارت منار الشوربجى فى تصريحات صحفية إلى أن الخلافات بين حركتي فتح وحماس تقف عائقًا أمام بلورة موقف فلسطيني موحد يعزز فرص نجاح أي اتفاق تهدئة لافتة الى أن استمرار التوغلات في الضفة الغربية، وعمليات الاعتقال، والتوسع الاستيطاني، إضافة إلى سياسة الحصار والتجويع التي تستخدمها دولة الاحتلال كورقة ضغط، كلها عوامل تهدد بانهيار أي هدنة. وأوضحت أنه في ظل غياب مسار سياسي واضح ينهي الاحتلال ويحقق الدولة الفلسطينية، تظل حالة الجمود سائدة وتقل فرص الوصول إلى تهدئة دائمة.
استراحة محارب
وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور أيمن الرقب : أن استدامة وقف إطلاق النار تعتمد أولًا على التزام دولة الاحتلال بتعهداتها، وهو أمر يشكك فيه التاريخ ، حيث تستغل دولة الاحتلال فترات التهدئة لإعادة ترتيب أوراقها أو التخطيط لعمليات جديدة أكثر شراسة من السابق لتحصد عددا أكبر من الشهداء الفلسطينيين المدنيين العزل . وأكد الرقب فى تصريحات صحفية أن أي هدنة بلا أفق سياسي لإنهاء الحصار ستكون استراحة محارب تُمهّد لجولة جديدة من التصعيد وشدد على أهمية تحقيق وحدة وطنية فلسطينية لمواجهة التحديات الميدانية والسياسية.
مسكنات مؤقتة
وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور جهاد الحرازين : ، انا لست متفائلا ، واعتبر أن الهدنات في غزة أشبه بمسكنات مؤقتة لا تُعالج أصل الصراع. واضاف الحرازين فى تصريحات صحفية: غياب الثقة بين الأطراف، وتنامي التطرف الصهيونى، يجعل من المستحيل الوصول إلى تهدئة دائمة مؤكدا أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واعتبر أن الضغوط الدولية، رغم أهميتها، لا تكفي لإجبار دولة الاحتلال على تقديم تنازلات حقيقية تلبي حقوق الشعب الفلسطيني.