[email protected] لم نكد نعالج الآثار السلبية التي نجمت عن حادث اصطدام قطار قليوب حتي فوجئنا بحادث قطار مدينة شبين القناطر ويبدو أن مسلسل الكوارث للقطارات لا يريد أن يتوقف في مرفق هيئة السكك الحديدية والذي يعتمد عليه أكثر من مليوني مواطن يوميا للانتقال إلي أعمالهم. ومع تسليمنا بضخامة حجم المشاكل التي تواجه عملية تطوير هذا المرفق المهم بعد أن تمكن منه الإهمال علي مدار عشرات السنوات إلا إننا نتساءل لماذا لا نعالج المشاكل الواضحة من خلال وضع جدول وبرنامج زمني يحدد الأولويات التي يمكن حلها بصورة عاجلة لاسيما بعد أن أعلن رئيس هيئة السكك الحديدية أن السبب الرئيسي للحادث الأخير يتمثل في فقدان الاتصال بين موظف المحطة وسائقي القطارات في منطقة الحادث نتيجة قيام بعض اللصوص بسرقة الكابلات التي يتم الاعتماد عليها في توفير هذه الاتصالات. ولعل مشكلة سرقة الكابلات التليفونية الهوائية الخاصة بمرفق السكك الحديدية مشكلة متعارف عليها منذ القدم ووفقا للتعاقد بين المرفق والشركة المصرية للاتصالات يعاد تركيب ما يتم سرقته من كابلات وهو ما يشجع اللصوص علي معاودة السرقة ليلا! وهنا نتساءل لماذا لا يتم التفكير في الاعتماد علي استخدام التقنيات اللاسلكية في ضمان البقاء علي اتصال دائم بين سائقي القطارات وبين محطات التوزيع للقطارات لاسيما وأن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة الحالية تضمن مستوي جودة عاليا في تقديم هذه الخدمة وعدم حدوث أي تداخلات في تلقي الأوامر من خلال إرسال الإشارات والتعليمات بصورة مباشرة بين المحطة والسائق . كذلك فان تكرار حوادث القطارات أمر يدعو إلي اتخاذ مزيد من إجراءات المتابعة الدورية لجميع عمليات الصيانة وعدم الاكتفاء بالعنصر البشري فقط وإنما لابد من الاعتماد علي الأجهزة الالكترونية الحديثة القادرة علي اكتشاف العيوب غير المرئية للعنصر البشري وتزويد الورش الفنية التابعة للهيئة بأحدث التكنولوجيا التي تسمح لها بصيانة تقنيات اتصالات القطارات وإذا لم تستطع الهيئة القيام بذلك فما المانع من التعاقد مع شركات متخصصة في هذا المجال لتقديم خدمات الاتصالات علي أعلي مستوي لشبكة قطارات الهيئة بحيث يتم محاسبة هذه الشركات في حالة حدوث أي أعطال فنية. نتصور أيضا أنه في حالة إصرار مرفق السكك الحديدية علي استخدام شبكات الكابلات فإنه من الأجدي اقتصاديا لجميع الأطراف علي المدي الطويل أن تكون شبكة أرضية وليس هوائية وذلك للحد بصورة كاملة من عمليات السرقة التي تقوم بها عصابات منظمة متخصصة في سرقة كابلات السكك الحديدية. في النهاية نكرر تساؤلنا متي سيتم فتح الباب أمام شركات خاصة جديدة للدخول في مجال تقديم خدمات السفر بالقطارات سواء اعتمادا علي البنية الأساسية المتوافرة لدينا أو بناء بنية تحتية جديدة علي غرار ما حدث في قطاع الاتصالات بحيث يكون عنصر المنافسة هو المحرك الرئيسي لتحسين خدمات نقل المسافرين بالقطارات.