ليس من مصلحة العرب الاَن أن يدينوا حزب الله ويهاجموا حسن نصر الله ويطلبوا ود إسرائيل مرة أخري.. سوف يحاول البعض أن يفعل ذلك لأن الشعبية التي حصل عليها حزب الله في الشارع العربي أزعجت أنظمة كثيرة وكانت سببا في ارتباك الحكومات العربية.. سوف يتحدث البعض مرة أخري عن مغامرة حزب الله.. وماذا سنقول الاَن وقد نجحت المغامرة وغيرت حسابات كثيرة علي المستوي العسكري والسياسي، إن ما حدث في حرب لبنان يعتبر تحولا خطيرا في الموقف العسكري في المنطقة كلها.. لقد أزعجت المقاومة اللبنانية إسرائيل وكانت سببا في تحقيق هزيمة حقيقية للقوات الإسرائيلية، لقد دفعت إسرائيل بكل قواتها ونجحت في هدم عشرات البيوت ولكنها لم تستطع الصمود أمام ضربات حزب الله ومواجهات المقاتلين رجلا أمام رجل.. إن الطائرات الإسرائيلية دمرت الكباري والجسور ولكنها عجزت عن تدمير روح المقاتلين البواسل. إن من حق لبنان ومن واجبه أن يحتفي بهذا الانتصار الذي تحقق علي يد قوات المقاومة اللبنانية، إن ما حدث شرف للبنان بل هو شرف للأمة العربية والإسلامية.. إن أمريكا الاَن حائرة أمام ما حدث لأنها في الوقت الذي تصورت فيه أن الجيش الإسرائيلي سوف يسحق حزب الله في ساعات قليلة وجدت أن إسرائيل بكل إمكانياتها لم تستطع الصمود أمام مقاتلي حزب الله.. هل أسقط حزب الله الجيوش التقليدية والطائرات والدبابات عن عرشها وأعاد العرش للإنسان المقاتل بإيمان وعقيدة دفاعا عن أرضه.. هذا درس جديد في القتال والدفاع عن الأوطان وعودة إلي قدرات الإنسان التي منحها الله في الروح والعقيدة والصمود، وما حدث في لبنان الشهر الماضي عودة للروح القديمة التي دافعت بها هذه الأمة عن ترابها وتاريخها وجذورها وعقيدتها، وما أحوجنا الاَن إلي استعادة هذه الروح لأنها بداية حقيقية لإنسان عربي جديد وليس شرق أوسط جديدا تريده أمريكا.