حوار مع النفس! فضيحة فساد تفجرت في واشنطن مست بشدة "البيت الأبيض" فلقد كتبت المجلة الاسبوعية الشهيرة "تايم" ان لديها خمس صور فوتوغرافية تجمع بين "جورج بوش" و"جاك أبراموف" عضو اللوبي الصهيوني الذي تم اتهامه بالفساد والاحتيال في الاسابيع الماضية. ولقد رد المتحدث الرسمي للرئيس علي ذلك بأن الرئيس الأمريكي يأخذ آلاف الصور مع مؤيديه لكنه في أغلب الحالات لا يعرف الاشخاص الذين تصور معهم. إن رؤية الرئيس الأمريكي يقف بجوار أكبر فاسد ومحتال في "واشنطن" سيكون لها تأثير سلبي علي الرأي العام وخاصة اذا كانت هذه الصور هي باكورة لمجموعة كاملة. ولقد كان "أبراموف" عضوا قويا في اللوبي الصهيوني وينتمي للحزب الجمهوري، وكان يعمل لحساب بعض القبائل الهندية التي تعمل وتتربح من الملاهي الليلية والقمار. وقد مثل "أبراموف" أمام المحكمة في الأيام الماضية لاتهامه في جرائم فساد وجرائم تهرب ضريبي. وقد تعامل "البيت الأبيض" مع هذه الازمة بطريقتين: الأولي، أنهم حاولوا التأكيد علي أن "جاك" كان يعمل ايضا مع "الديمقراطيين" وذلك لكي يظهر الأمر بفضيحة تعدد حزبي والطريقة الثانية: أنهم أنكروا تماما أية علاقة مباشرة تجمع بين "جاك" والرئيس الأمريكي. ورغم ذلك كله فان الدفاع عن الرئيس أصبح صعبا لأسباب كثيرة، فقد كان "عضو اللوبي" صديقا حميما لاثنين من قادة الحزب الجمهوري مثل "رالف ريد" الرئيس السابق لحزب التحالف المسيحي، و"جروفر نوركويست" رئيس الجمعية الأمريكية للاصلاح الضريبي. وقد أعطي أبرامواف مبالغ من المال الي "توم ديلي" الزعيم السابق لحزب الاغلبية في "الكونجرس" مقابل الحصول علي مصالح لزبائنه. والآن اضطر "ديلي" الي الابتعاد لان الفضيحة اثرت علي مركزه الذي اصبح مهددا بسبب جرائم الفساد التي ارتكبها في تكساس وكان "ابراموف" علي صلة ب "روبرت نيي"، وهو عضو برلماني وينتمي الي الحزب الجمهوري وهو الآخر متهم بالفساد، لكن علاقات "أرامواف" مع الديمقراطيين تعتبر حتي الآن ليست علي نفس المستوي من القوة والمباشرة. ولقد كان البيت الأبيض يعرف جيدا أن هذه الفضيحة سيكون ضررها شديدا وخاصة في هذا العام الذي ستجري فيه الانتخابات، لكن البيت الابيض يستعد لتقديم أدلة الدفاع. وفي عام 2004 أعطي "جاك" للرئيس الأمريكي مبلغ 6 آلاف دولار للمساهمة في جولة الإعادة الانتخابية وقد تضاعف هذا المبلغ وحقق ل "جاك" ارباحا كثيرة، فقد ساعده هذا المبلغ علي جمع مائة ألف دولار من أصحابه وزبائنه. وقد اعترف "البيت الأبيض" بعد ذلك بأن "جاك" كانت تتم دعوته في بعض الاحتفالات مثل الاحتفال بعيد "هانوخاه" اليهودي في عامي ،2001 و،2002 كما شارك في اللقاءات التي كانت تجري مع اعضاء المجموعات الرسمية. وكان يشارك ايضا في كل الأحداث العامة والخاصة بمؤيدي الرئيس بوش والتي يشارك فيها آلاف الاشخاص. ولقد عثرت مجلة "تايم" علي تلك الصور التي تجمع بين الرئيس الأمريكي و"جاك أبراموف" والتي أثارت كثيرا من الجدال، ولكن المجلة لم تنشر هذه الصور لأنها لم تحصل علي الأصل، وربما تنتظر حتي تربح ملايين الدولارات من الصحف التي تهتم بنشر مثل هذه الفضائح. إن الصورة الأولي تجمع بين الرئيس الأمريكي و"أبراموف" و"داوبل جارذا" وهو رئيس لاحدي القبائل الهندية الموجودة في تكساس والمتهم هو الآخر بالفساد، والصورة الثانية هي للرئيس مع "أبراموف" ايضا، وفي ثلاث صور أخري يوجد الرئيس وعضو اللوبي وأبناؤه الثلاثة، وتظهر الصورة السادسة الرئيس "بوش" والمتحدث الرسمي الجمهوري لمجلس الشيوخ "هاستبرت" وأبناء "أبراموف" ايضا. وقد رد البيت الأبيض علي ذلك بأن الأمر يتعلق بمسائل روتينية حيث يتم التقاط آلاف الصور للرئيس مع مؤيديه، كما أكد البيت الأبيض أن الرئيس لا يعرف هذا الرجل ولا يتذكره. ورغم أن مستشار الرئيس كارل روف كان قد أعلن أن الحملة الانتخابية التي ستتم في شهر نوفمبر القادم ستكون حملة ضد الإرهاب، إلا أن الديمقراطيين يأملون في أن تدخل المسألة الأخلاقية ايضا ضمن فعاليات هذه الحملة.