استطاعت شركات السيارات اليابانية تويوتا ونيسان وهوندا انتزاع نصيب كبير من السوق الامريكي من الثلاث شركات الامريكية الكبري جنرال موتورز وفورد وكرايزلر خلال العشرين سنة الاخيرة.. واليوم تبرهن شركات كوريا الجنوبية الصاعدة هيونداي وكيا انها قادرة علي تكرار نفس الشيء.. والمدهش كما تقول مجلة "نيوزويك" ان دولة جديدة قد ظهرت في الافق تحاول غزو سوق السيارات الامريكي.. وهذه الدولة هي الصين. وقد بات واضحا ان شركات السيارات الصينية البازغة تتطلع الي التوسع خارج حدودها وان هناك خمس شركات صينية لديها خطط معلنة لدخول سوق سيارات الركوب الامريكي اعتبارا من العام القادم 2007.. فهل تستطيع هذه الشركات الصينية ان تكرر ما سبق ان فعلته شركات اليابان وكوريا الجنوبية؟ واقع الامر ان الوقت لم يحن بعد لذلك.. صحيح ان معظم محللي صناعة السيارات يتفقون علي ان الصين سوف يمكنها صنع سيارة قادرة علي المنافسة في الاسواق في مستقبل ليس ببعيد جدا ولكن هؤلاء المحللين يرون ايضا ان السوق الامريكي اصبح يجمع كل انواع السيارات بما في ذلك السيارات محدودة الكفاءة.. لقد اصبح السوق الامريكي اشبه بالسوق الاوروبي الذي يمكن القول بانه سوق تنخفض فيه اسوار الحماية وتتجمع فيه بالتالي كل الماركات الكبري من السيارات العالمية تحاول كل منها ان تحصل علي نصيب ولو صغير من هذا السوق. واكثر من ذلك فان سيارات اليوم لم تعد سيارات بدائية تشبه تلك التي كانت تأتي الي امريكا من قبل سواء من اسيا او من اوروبا.. حيث يقول دينيس كونيو نائب الرئيس في شركة تويوتا ان ارخص سيارات اليوم صارت تحتوي ضمن مكوناتها علي شرائح كمبيوترية مثل الميكروبروسيسورز. ورغم ان السيارات الصينية لن تتنشر في معارض البيع الامريكية الا عام 2009 فانها قد تبدأ في الظهور هناك قبل هذا التاريخ.. وهي سوف تحتاج مثلما احتاج الغزاة السابقون - اليابان وكوريا - الي التغلب علي شكوك المستهلك الامريكي وبناء شبكات توزيع ومبيعات واسعة وبناء حالة قبول وجاذبية لماركاتها وهي امور سوف تستغرق سنوات لكي تتحقق.. ولكن هناك قوة دفع تحرك هذه الشركات نحو التصدير ونعني بها الصراع علي السوق الصيني الداخلي فالشركة التي سيمكنها بناء اسم عالمي وتقديم ماركات عالمية هي في الغالب التي ستحظي بثقة ودعم الحكومة الصينية. ويقول بعض الخبراء ان قدوم السيارات الصينية الي السوق الامريكي قد اصبح حتما مقضيا ليس لان السوق الامريكي يحتاج الي اسماء جديدة من صانعي السيارات ولكن لان الحكومة الصينية تقف وراء رغبة التصدير المسيطرة علي شركاتها.. ومن شركات السيارات الصينية الراغبة في غزو السوق الامريكي شركة جيلي اوتو موتيف هولدينجز وهي تعتمد نفس خطة من سبقوها من اليابانيين والكوريين وسوف تكون اول شركة سيارات صينية تدخل السوق الامريكي.. وتبدأ خطتها بصنع او كسب موطئ قدم صغير في هذا السوق بتقديم سيارات اقتصادية في استهلاك الوقود ثم التعرف علي احتياجات المستهلك وتفضيلاته علي نطاق واسع وبناء الثقة في سياراتها ثم التوسع بعد ذلك ببطء. وتقوم شركة جيلي حاليا ببناء فريق عمل يرأسه الامريكي جون هارمر كما قامت بارسال 6 آلاف سيارة صغيرة الي بورتوريكو للاختبار وتقول شركة جيلي ان سياراتها السيدان تلبي المواصفات القياسية الامريكية والمتوقع ان تبدأ الشركة غزوها الحقيقي للسوق الامريكي عام 2009 وان كان الخبراء يتوقعون الا تتجاوز مبيعاتها 7500 سيارة في عام 2010. والشركة الصينية الثانية هي شركة شيري اوتوموتيف التي توجد مقارها في اقليم انهوي الصيني وهي تسعي لدخول السوق الامريكي عن طريق بيت خبرة شهير هو مالكولم بريكلين وهو نفس بيت الخبرة الذي سبق ان مهد الطريق للشركات اليابانية لغزو سوق الولاياتالمتحدة في الستينيات من القرن الماضي وكرر نفس التجربة مع شركة يوغوسلافية في الثمانينيات.. وهو يحاول ادخال شيري الي السوق الامريكي عن شريحة السيارات المتوسطة ذات الربحية الاعلي وهي سيارات ستنافس مرسيدس و(BMW) وليكوس وجاجوار ولكن بسعر يقل 30% عن سعر هذه السيارات. وشركة شيري قامت عام 1997 وصارت صاحبة ثالث اكبر مبيعات في سوق الصين بعد جنرال موتورز وفولكس واجن وهي تستعد لغزوتها المرتقبة للسوق الامريكي بسيارات مصممة في اوروبا ومصنوعة في الصين لتباع في امريكا والمتوقع بالطبع ان يقبل علي سيارات شيري زبائن السيارات اليابانية في المقام الاول اما زبائن مرسيدس و(BMW) وجاجوار فانهم لن ينتقلوا الي شيري بسهولة. والشركة الثالثة الصينية هي شركة نانجين اوتوموتيف ويقال انها الحصان الاسود لسباق الشركات الصينية علي السوق الامريكي حيث تخطط لبناء مصنع في اوكلاهوما ينتج 12 - 16 الف سيارة اعتبارا من عام 2008.. ويتبقي بعد ذلك شركتان هما شركة شنغهاي وهي شريك لكل من جنرال موتورز وفولكس واجن في الصين وتخطط لتصدير 45 الف سيارة اعتبارا من عام 2010 اما الشركة الخامسة والاخيرة فهي شركة بريليانس وهي حتي الان اصغر الشركات الصينية الخمس. بقي ان نقول ان الصين قد تبدأ تصدير السيارات الي السوق الامريكي في وقت مبكر عن عام 2009 ولكن السيارات المصدرة في هذه الحالة ستكون من انتاج مصانع جنرال موتورز او فورد او كرايزلر العاملة علي ارض الصين.. اي انها سيارات صناعة صينية بخبرة امريكية للتصدير للسوق الامريكي.