يقول يارسر الملواني رئيس مجلس ادارة شركة المجموعة المالية هيرميس القابضة ان البورصة المصرية تعرضت لحالة انحدار كبيرة في الشهور الماضية شبيهة بما حدثت عام 1997 في الهبوط لكنها تختلف عنها في الظروف تماما، مشيرا الي ان الاداء الاقتصادي والمؤشرات الاقتصادية في مصر لم تكن جيدة في عام 1997 بعكس الوضع الان. واضاف ان كافة وحدات الاقتصاد المصري تشهد نموا كبيرا في الفترة الحالية وبالتحديد منذ عام 2002 سواء علي صعيد الصادرات او الانتاج او الاستهلاك المحلي والذي زاد بنسبة كبيرة ليؤكد ان الاقتصاد دخل في طور التعافي نحو الانتعاش. واشار الي ان ميزان المدفوعات المصري بدأ يظهر فوائض كبيرة كما تزايدت حصيلة السياحة وحجم الاستثمار الاجنبي المباشر الذي تضاعف عدة مرات بعكس الوضع في السابق، فضلا عن الاستقرار الكبير في سوق الصرف. النمو الاقتصادي ولفت الي انه من اهم علامات النمو الاقتصادي الذي تشهده مصر في الفترة الحالية نمو الائتمان لدي القطاع الخاص مما شجع المستثمر الاجنبي علي الاقبال علي مخاطر السوق المصري التي باتت قليلة مقارنة بالسابق. واوضح ان البورصة المصرية حققت عوائد بأكثر من 100 في المائة خلال اعوام 2003 و2004 و2005 ونجحت الاكتتابات مثل سيدي كرير واموك والمصرية للاتصالات والتي شهدها العام الماضي في ادخال عدد كبير من المستثمرين فضلا عن حجم السيولة الضخمة التي دخلت السوق سواء محلية او اجنبية لافتا الي ان المصرية للاتصالات جذبت نحو 900 مليون دولار للسوق وتم تغطيتها اكثر من 56 مرة. وقال ان هذا الاقبال الكبير علي البورصة المصرية ساهم في تسارع وتيرة ارتفاع الاسعار بشكل حاد خلال فترة قصيرة وهو نفس السيناريو الذي شهدته الاسواق العربية. واضاف ان العديد من الاسباب أدت الي حالة الهبوط التي شهدتها السوق المصرية منها الرفع المتكرر للفائدة الامريكية اضافة الي التراجعات التي سجلتها البورصات العربية مما جعل البورصة المصرية ضحية لذلك رغم ان معدلات انخفاض الاسهم المصرية يعتبر هزيل مقارنة بالاسواق الاخري. وأكد ان البورصة المصرية افضل الاسواق في منطقة الشرق الاوسط بحسب التقييمات سواء التقييمات العادلة للاسهم بحساب مضاعفات الربحية او فرص النمو. واشار الي ان التحسن الاقتصادي المستمر من شأنه ان يؤدي الي استمرار تزايد الطلب المحلي وبالتالي ينعكس ايجابيا علي اداء الشركات المقيدة في البورصة موضحا ان اسعار الاسهم في السوق المصرية ارخص بكثير مقارنة بجميع الاسواق الناشئة بما يجعل فرص الاستثمار فيها جيدة مقارنة بهذه الاسواق. وبالنسبة لسهم المجموعة المالية هيرميس اعترف الملواني بأن السهم شهد موجة ارتفاعات حادة خلال الفترة من نهاية العام الماضي وحتي نهاية شهر يناير مشيرا الي ان السهم شهد بعد الاعلان عن الاستحواذ علي حصة 20 في المائة في بنك عودة موجة من الارتفاع الحاد قفزت به من 115 جنيها الي 280 جنيها في ثلاثة اسابيع فقط وقبلها بايام قليلة كان سعره لا يتعدي 85 جنيها وقال" انه لا يعقل ارتفاع سهم هيرميس من 85 جنيها الي 280 جنيها في ثلاثة اسابيع" . وقال ان الشركة " لهثت" كثيرا وراء الشركات التي تقوم بعمل ابحاث للقيام بعمل دراسات وابحاث وتحليلات عن الشركة ولكن للاسف لم نجد. وحول مستقبل البورصة المصرية ..أكد الملواني ان ان السوق المصرية تتمتع بالعديد من الميزات منها النمو الذي يشهده الاقتصاد الكلي اضافة الي وفرة السيولة والطفرة التي تشهدها صناعة البترول والاستثمارات الاجنبية المباشرة والتأثير الايجابي لنتائج صفقة المحمول الثالثة. التحول نحو الاقليمية واوضح ان البورصة المصرية تتجه للتحول نحو الاقليمية وان كان ارتباطها بالاسواق العربية في تراجع، متوقعا ان تتزايد في الفترة المقبلة عمليات التوسع الاقليمي للشركات المصرية، كما ستشهد السوق تغيرا في اسس التقييم لاسهم الشركات حيث سيتم الفصل بين الارباح الناتجة عن الانشطة الرئيسية والارباح الناتجة عن الاستثمارات الخارجية. وأكد رئيس مجلس ادارة شركة المجموعة المالية هيرميس ان الجانب النفسي يلعب دورا كبيرا في تحريك الاسواق مشيرا الي ان السوق المصرية يعيبها اعتماد البعض علي الشائعات في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية دون الاعتماد علي التحليل العلمي. ونبه الي ان صناعة صناديق الاستثمار وادارة الاموال لم تأخذ حقها في السوق المصرية مقارنة بالاسواق الاخري كما ان نسبتها الي عدد السكان في مصر محدود للغاية، مشيرا الي ان صناديق الاستثمار تقود الاقتصاد العالمي حاليا. واشار الي ان افضل مجال لاستثمار اموال الافراد هو صناديق الاستثمار نظرا لانها تعتمد علي ادارات محترفة لا تنفعل ولا تقلق وقت الازمات، وطالب باتجاه الشركات العاملة في مجال الاوراق المالية بالتركيز بشكل اكبر علي المجال البحثي والتحليل والابتعاد عن الشائعات في نصح العملاء.