أشعر بخوف شديد لما يحدث الاَن بين الاخوة الأقباط في مصر من هجوم مشبوه علي الكنيسة وقداسة البابا شنودة خاصة أن الرجل يعاني ظروفا صحية.. إن هناك محاولات غريبة للتسلل إلي هذا الوطن بكل الوسائل وهناك اياد خفية تعبث بين المسلمين والأقباط وبين الاقباط والأقباط وأيضا بين المسلمين والمسلمين وهذا ما يجعلنا نشعر دائما بالخوف من دعاة الفتن ومروجي الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد.. والغريب في الأمر أن الاعلام يلعب دورا غريبا في اشعال هذه المعارك رغم أن الشأن الديني له مرجعياته واسانيده.. لقد هاجم بعض الاخوة المسيحيين قداسة البابا شنودة بالنسبة لموقفه من قضايا الطلاق بين المسيحيين ومثل هذه الأمور لا تناقش إعلاميا ولا يفتي فيها أشخاص لا علاقة لهم بأمور الدين ولكن المشكلة الآن أن كل شخص يستطيع أن يفتي في الدين مسيحيا كان أم مسلما ويتحدث في شئون البورصة والخصخصة والطب ومباريات كأس العالم.. في مصر الآن فوضي باسم الدين سواء تأييدا أو هجوما.. لقد قرأت أخيرا تصريحات لبعض الاخوة الاقباط ضد قداسة البابا شنودة وهو كرمز يجب الحفاظ علي هيبته هذا بجانب أن الرجل علي المستوي الشخصي وبعيدا عن موقعه الديني يتمتع بنبل شديد وشفافية صادقة وسماحة في القول والفعل والحوار لقد انتهز البعض فرصة مرض البابا شنودة وحاولوا الاساءة إليه وهذا أمر مرفوض ليس بدافع ديني ولكن بدافع وطني لأن البابا شنودة ليس فقط رجل ديني مسيحي ولكنه رمز مصري وعربي نعتز به موقفا وتاريخا.. إن هناك دوافع كثيرة وراء الهجوم علي البابا شنودة وهناك من يحركها في الخارج لتجد صداها في الداخل.. إن الرجل رفض السماح للمسيحيين بزيارة القدس مادامت محتلة.. والرجل يرفض تدخل أمريكا في شئون مصر تحت ستار المسيحية والرجل يعارض بوضوح موقف الجالية المسيحية في الخارج في هجومها علي الدولة المصرية وهو حريص علي وحدة هذا الشعب بكل طوائفه ولهذا يجب أن نحافظ علي البابا شنودة الموقف والرمز والمصداقية والتاريخ.. وينبغي هنا أن تكون للإعلام وقفة عاقلة في حماية رموز هذا الوطن، والبابا شنودة أحد هذه الرموز التي يعتز بها كل مصري مسيحيا كان أم مسلما.