كل الاخبار الايجابية .. والمؤشرات الجيدة للاداء الاقتصادي فشلت تماما في دفع السوق للصعود وتجاوز كبوته الحالية. اجمع خبراء السوق علي انه اصبح محصناً ضد كل الاخبار والمؤشرات جيدة في ظل فشله في استيعاب تلك المؤشرات وترجمتها الي رد فعل ايجابي تستجيب له الاسهم. اشاروا الي عدم جدوي ما اعلن عنه من تدخل الشركات لشراء اسهمها في محاولة لدعم السعر .. علاوة علي الاندماجات والاستحواذات في السوق وهي ما انعكست رغم ذلك علي المزيد من التراجع للاسهم وكل النتائج الجيدة للشركات. حملوا مؤشرات التحليل الفني المسئولية المشتركة عن التراجع الذي يشهده السوق موضحين ان بداية العام الحالي كانت مؤشرات التحليل الفني توصي بالشراء رغم ان الاسعار وقتها كانت في اعلي مستوياتها الي ان تجاوزت القيمة العادلة لها وتدهورت بعدها حتي دون مستوياتها الدنيا. اكدوا ان السوق في انتظار السيولة الي يعاني من نقصها حاليا مع تراجع احجام التداول حاليا لادني مستوياتها مقارنة بفترة النشاط القياسي غير المسبوق من قبل. اتجاه معاكس أكد الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار ان هناك العديد من العوامل والاخبار الايجابية التي فرضت نفسها علي السوق المصري. اضاف ان مثل هذه الاخبار كان من الطبيعي ان يكون لها تأثيرات ايجابية علي اداء السوق ولكن الوضع الآن مختلف فكل ما ينشر من اخبار ايجابية اصبح لا يلقي قبولا لدي العديد من المتعاملين خاصة بعدما سيطر المكسب السريع عليهم في ظل الخسائر القياسية التي اصابتهم خلال فترة التراجع الحالية مما ادي الي الشعور بحالة من عدم الثقة والخوف علي اموالهم. أكد ان السوق لا يحتمل اي تأثيرات سلبية ولابد من ايجاد عوامل تدفعه الي معاودة النشاط مرةاخري مشيرا الي ان هناك بعض التصرفات التي تضر بالسوق من جانب شركات سمسرة تعطي توصيات لعملائها بالخروج من السوق وبيع مالديهم من اسهم حتي تصل الاسهم لاسعار متدنية للغاية ثم تعطي توصيات اخري بالشراد وارجاع الورقة من اسفل وللاسف العملاء يستمعون اليها بشدة خاصة اذا كان فاقدا للخبرة والمستفيد الوحيد من العملية شركات السمسرة. اضاف بالرغم من الاخبار الجيدة الا انها لاتجد من يهتم بها او يتناولها بعقلانية رغم ان هناك اداء جيدا لبعض الشركات المدرج اسهمها في البورصة ورغم اقبال بعض الشركات علي شراء اسهم خزينة من اجل تدعيم السوق وتوفير السيولة اللازمة التي تعاني منها في الوقت الحالي وبالرغم من عمليات الاندماج المصرفية ومالها من ايجابيات كثيرة واخرها الاندماج بين بنك "كاليون" والبنك "المصري الامريكي". اشار الي ان كل المؤشرات الاقتصادية تدل ان هناك توازناً واداءاً جيد للاقتصاد الا انه مازالت هناك حالة من التخبط والعشوائية تنتاب بعض المتعاملين في السوق يدفعهم الي اتباع سلوكيات تؤدي الي المزيد من التراجع. اكد ان الرابح الوحيد في هذه الظروف المؤسسات المالية والمستثمرون اصحاب الخبرة والمهارة لان الوقت الحالي مناسب تماما لتكوين محافظ قوية وهي فرصة اعتقد انها لن تتكرر كثيرا لان السوق عندما يسترد عافيته ويواصل مرة اخري نشاطه المنتظر من السهولة تحقيق مكاسب مالية ضخمة. تجربة سابقة اضاف بالرغم من كل الاخبار الجيدة التي لم تلاق اهتماماً في الوقت الحالي الا ان هناك احتمالات للصعود في الوقت القريب مؤكدا ان السوق سبق ومر بنفس التجربة التي نعيشها حاليا عام 2001 و2002 وظل لمدة عام كامل مابين صعود وهبوط ومرحلة من عدم الاستقرار الا ان المستثمرين المؤسسين عام 2002 استطاعوا تكوين محافظ قوية لان الاسعار وقتها وصلت الي مستويات متدنية للغاية ومع بداية 2003 و2004 و2005 استطاعوا ان يحققوا ارباحا خرافية فالتاريخ يعيد نفسه. اكد ان هناك تراجعاً بالفعل نشعر به ونشاهده يوما بعد يوم وهو مايقلق المستثمر لكنه تراجع "دفتري" ومازالت هناك اسهم جيدة وممتازة. استبعد ان يكون للتحليل الفني اهمية في الوقت الحالي خاصة اذا ماتم تناوله وحده دون التحليل الاساسي لان التحليل الفني يدفع المتعاملين الي تصديق التنبؤات الخاصة بها مشيرا الي ان علي سبيل المثال مؤشرات التحليل الفني مع بداية عام 2006 اعطت توصيات بالشراء رغم ان الاسعار كانت في اعلي مستوياتها وتجاوزت قيمتها العادلة الي ان وصلت الاسعار لادني مستوياتها حاليا.