[email protected] في ظل التحول الراهن للاقتصاد العالمي للتركيز علي صناعة الخدمات بدلا من التركيز علي مجال التصنيع وهو ما يعرف بالثورة الثالثة للاقتصاد العالمي ثورة المعلومات كبديل للثورة الصناعية التي سيطرت علي الثلاثة قرون الأخيرة أصبح الحديث عن تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات بمثابة شرط ضروري لضمان حدوث هذا الانتقال لتقليل التكلفة وتحسين الأداء وتنمية الكوادر البشرية . وكشف الإعلان عن الاستراتيجية المصرية لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والذي أعده فريق عمل متميز ومتكامل بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات عن أن هناك فرصة كبيرة للدول النامية - ونحن منها - لتحقيق طفرات ايجابية وملموسة في مجال زيادة قدراتنا التصديرية من صناعة تكنولوجيا المعلومات والتي تقدر بنحو 250 مليون دولار سنويا " حيث يشكل قطاع خدمات المعلومات نحو 35 % من اجمالي قدراتنا التصديرية يليه قطاع مراكز الدعم الفني بنسبة 25% ولعل هذه الأرقام تؤكد أن مستقبل توطين صناعة تكنولوجيا المعلومات يجب أن تركز علي أنشطة خدمات المعلومات وليس علي نشاط تطوير البرمجيات والتي تحتاج عادة إلي توافر بيئة عمل معينة وقدرات فنية ومالية وتسويقية ربما يصعب تواجده بصورة مجمعة لدي الكثير من شركات البرمجيات المحلية ومن ثمة فإن المنطق يحتم علينا تعظيم القيمة المضافة الحقيقية من قدراتنا التنافسية في مجال تقديم خدمات المعلومات لاسيما وأن هذا السوق يحقق حاليا طفرات نمو كبيرة علي المستوي العالمي علاوة علي أنه وفقا لدراسة مؤسسة AT KEARNY العالمية أن 50 % من المستثمرين بالدول الغربية يخططون للاستثمار الخارجي في الدول النامية الأمر الذي يتطلب من جميع الجهات المعنية بصناعة تكنولوجيا المعلومات اغتنام هذه الصناعة الفرصة لإقناع هؤلاء المستثمرين الأجانب بجدوي ومزايا الاستثمار في هذه الصناعة والحصول علي نصيبها العادل من الاستثمارات الأجنبية . ونتصور أن صناعة المحتوي الرقمي " سواء باللغة العربية أو الأجنبية " لمستخدم التليفون المحمول والكمبيوتر الكفي وأجهزة المساعدات الشخصية يشكل واحدا من أهم قطاعات خدمات المعلومات التي تتميز بقدرة كبيرة علي النمو حيث تتوقع دراسة عرضت مؤخرا بمؤتمر "اندماج الاتصالات ووسائل الإعلام الثالث" الذي نظمته مجموعة "المرشدون العربش بالعاصمة الأردنية عمان أن يبلغ حجم سوق المحتويات الترفيهية للتليفون المحمول نحو 40 مليار دولار سنويا في عام 2010 وأكدت أن هذا الرقم غير مبالغ فيه في عالم بات فيه حالياً نحو ملياري تليفون محمول والمليار الثالث علي الطريق ففي 2008 سيتعادل عدد مستخدمي الاتصالات المحمولة في العالم كله مع عدد مستخدمي الهاتف السلكي أي نحو ثلاثة مليارات . في النهاية نؤكد أن الوصول بصادرات صناعة البرمجيات الي مليار دولار سنويا في عام 2010 هو هدف ربما يتناسب مع إمكانياتنا المحلية الحالية إلا أنه بالتأكيد لا يتناسب مع حجم الفرصة المتاحة في السوق العالمي والرغبة في الحصول علي شريحة أكبر من هذا السوق المتنامي الأمر الذي يتطلب ضرورة المراجعة المستمرة للهدف من الاستراتيجية الجديدة لتنمية صادرات صناعة تكنولوجيا المعلومات والعمل علي تعظيم وتنمية قدراتنا وفقا للتغيرات المتلاحقة " محليا وعالميا " حتي لا نفاجأ فيما بعد أن هذا الهدف تم اختزاله بصورة كبيرة وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان .