[email protected] ما من شك في أن التكنولوجيا لها دور كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل كبير وأصبح الاعتماد عليها ليس محك اختبار وإنما نحتاج إلي ضرورة معرفة ماذا نريد من التكنولوجيا؟ وأي تكنولوجيا نريدها ؟ وكيف نساهم في بناء هذه التكنولوجيا؟ وفي ظل الاستعداد لانعقاد المنتدي الاقتصادي العالمي بدبي والذي سيشارك فيه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء مطلع الشهر القادم فإننا نعتقد أن علي المشاركين بالمنتدي بحث ضرورة تلبية احتياجات الدول العربية من قطاع التكنولوجيا وكيف يمكن الاستفادة منه لتحقيق التنمية المنشودة لشعوب المنطقة. ونتصور أن بحث هذا الموضوع يمكن أن يرتكز علي ثلاثة محاور أولها يتعلق بتوفير التمويل لصناعة المعلومات والثاني الاهتمام بعنصر التطوير والبحث في هذا المجال والثالث تشجيع الدور الحكومي لريادة التنمية التكنولوجية حيث يشتمل المحور الأول الدعوة إلي تشجيع الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات والطلب من البنوك وصناديق التمويل و إعطاء أهمية خاصة في منح قروضها في هذا المجال مع تدعيم مؤسسات نقل التكنولوجيا وتوفير الاستثمارات اللازمة لدعم البحوث في هذا المجال والتوجه نحو اقامة تكتلات اقتصادية بين البلدان العربية في مجالات التكنولوجيا بجانب إبراز دور البنوك والمؤسسات المالية العربية في تمويل المشاريع التكنولوجية مما يحقق تضييق الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة. ونعتقد أن المحور الثاني لتنمية صناعة المعلومات يجب أن يركز علي المطالبة بتفعيل دور البحث والتطوير من خلال دعوة المؤسسات العلمية والتكنولوجيا لوضع رؤية عربية لتطوير البحث العلمي والتطبيقي في مجال التكنولوجيا وتهيئة الظروف لتسخير العقول العربية داخل وخارج العالم العربي للنهوض بالاقتصاد والتكنولوجيا مع الاعتماد علي التكنولوجيا المناسبة لمستوي تطور البلاد ولحاجاتها الفعلية بما يؤدي للتخفيف بقدر الإمكان من الاعتماد علي الخارج في هذا المجال وفي الوقت نفسه اختيار التكنولوجيا التي تناسب ظروف البلد واقتصاده والتي يمكن للبلد استيعابها وتطويرها. علي حين نتصور أن محور كيفية التنمية التكنولوجية يمكن أن يتضمن علي ضرورة تعميم استخدام تقنيات واليات الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية و إدخال خدمات الإنترنت بالمدارس وتدريب المعلمين علي الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة بجانب الأخذ بتعزيز أركان الاقتصاد الرقمي وتعميم استخدام الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات و الاستفادة من الفرص التي توفرها تقنية الاتصالات وثورة المعلومات وبناء مجتمع المعرفة والمعلوماتية وتضييق الفجوة الرقمية القائمة علاوة علي تشجيع ودعم بيئة الإبداع والمبادرة وتوطين التكنولوجيا وأخيرا أن تلعب الحكومات الدور الرائد في تشجيع الاستثمار في مجال التكنولوجيا.