سهم المجموعة المالية هيرميس شبهه البعض بالقاطرة التي تحرك السوق صعوداً وهبوطاً، ولكن لا احد يعلم ماذا بداخل "الصندوق الاسود" لهذه القاطرة. فنشرات الاكتتاب لزيادة رأسمال الشركة تصدر مع اعلان الشركة ان الغرض منها هو تمويل التوسعات، دون ان يكون هناك توضيح لماهية التوسعات والمصروفات والايرادات المتوقعة منها وكذلك صافي الربح. ويشير خبراء سوق المال الي انه نظراً لعمل الشركة في مجال بنوك الاستثمار الذي يعتمد علي الترويج والمتاجرة في الاسهم وهو نشاط يتعرض لمخاطر كبيرة، فهو نشاط يصعب معه توقع السوق لاعمال الشركة مقارنة مع الشركات الصناعية التي يمكن توقع ادائها لخمس سنوات قادمة وايراداتها وصادراتها وارباحها. وكانت احدي المؤسسات الكبري في السوق قد اعلنت انها بصدد اصدار اول دراسة بحثية عن شركة المجموعة المالية هيرميس وتقدير القيمة العادلة للسهم وتم الاتفاق مع مجلس ادارة هيرميس علي ضرورة قبول الشركة للتقييم الصادر المحلل المالي عصام مصطفي اكد ان شركة المجموعة المالية هيرميس تمثل لغزاً كبيراً في السوق فلا احد يعرف علي وجه التحديد النتائج المالية للشركات التابعة لها التي تمثل لغزاً امام المستثمرين، وكذلك المؤشرات المالية لهذه الشركات كما ان الشركة منذ قيدها في البورصة قبل حوالي 20 عاماً لم تصدر عنها دراسة بحثية واحدة، تقدر القيمة العادلة للسهم التي يتحرك السوق علي اساسها والتدفقات النقدية المستقبلية للشركة لبناء مستويات سعرية يتوقعها السوق للشركة خلال الاعوام القادمة.. وطالب عصام مصطفي بضرورة اصدار دراسات بحثية عن الشركة توضح ماهية توسعاتها والاسواق التي تستهدفها والايرادات التي تتوقع تحقيقها لمدة 3 اعوام علي الاقل وكذلك معدلات النمو المتوقع لأرباحها. ومن جانبه اكد عيسي فتحي العضو المنتدب للمجموعة الاستراتيجية، ان اي شركة عند تأسيسها او قيامها بزيادة رأسمالها تعرض بيانات تفصيلية عن اسباب الزيادة وما تتوقعه من هذه الزيادة طبقا للمادة 43 من اللائحة التنفيذية لقانون سوق المال رقم 95 لسنة 1992. اما اكتتابات المجموعة المالية هيرميس فلم ينشر في اي منها سوي ان الغرض من الزيادة هو تمويل التوسعات فقط، وهو افصاح ناقص بنص القانون. هو مسئولية هيئة سوق المال، وأكد ان توضيح الشركة واصدارها لبيانات تفصيلية عن زيادات رأس المال وما تتوقعه منها من ايرادات وارباح كان سيسهل علي السوق كثيرا ولمن يرغب من المستثمرين تحديد مستويات السهم السعرية لمن يرغب في الاستثمار في مثل هذا "الصندوق الاسود" هيرميس لاننا نتعامل مع شركة ليست لها اصول ثابتة او مصانع، ولكننا نتعامل مع بنك استثمار يعمل في الأوراق المالية والترويج وتغطية الاكتتابات بعكس شركات الحديد والاسمنت التي تستطيع توقع ايراداتها ومصروفاتها لخمس سنوات قادمة وبعد ذلك نحسب درجة الانحراف عن هذه التوقعات، ونستطيع من خلال ذلك ان نثق في تقديرات الشركة ام لا. وشبه عيسي فتحي سهم هيرميس بمدينة الانتاج الاعلامي فهناك عدم وضوح بالنسبة للسهمين ولا تقييم واضح للقيمة العادلة والفعلية للسهمين ولكن هيرميس اسهل حتي من الاعلامي. وتوقع ان تواجه هيرميس منافسة قوية من الشركة التي يؤسسها حالياً نجيب ساويرس، وهناك ايضا مجموعة النعيم، والتجاري الدولي للسمسرة، ولا توجد صعوبة في التنبؤ بعمل هيرميس ولكننا نحتاج ان تحدد لنا الادارة عملها لمدة 5 سنوات وتوقعاتها بالنسبة للرخصة السعودية وحصتها ومصروفاتها وايراداتها والضرائب وصافي الربح المتوقع من الرخصة سواء في السعودية او الامارات. واكد ان المطلوب من الدراسة البحثية للشركة ان تقوم بدراسة نشاط الخدمات المالية في مصر والدول التي تعمل فيها، والشركات المنافسة لها والحصة السوقية لها وبالتالي ارباحها المتوقعة وان تكون الدراسة لكل نشاط علي حدة مثل المحافظ والصناديق والترويج وادارة الاكتتابات. ثم تأتي مرحلة تقدير ايرادات كل نشاط والشركات التابعة لها كتكلفة وادارة ومصروفات ونصل الي صافي الربح والتدفقات النقدية للوصول الي القيمة العادلة للسهم، ولكن الامر يحتاج الي تعاون من ادارة الشركة وان تكشف الشركة اوراقها وخططها المستقبلية بشكل مفصل كما تنص لائحة قانون سوق المال. وكل الشركات تستطيع ان تعد الدراسة البحثية بشرط التعاون من ادارة هيرميس نفسها. والشركة نفسها لم تصدر تقييماً لسهمها ونفهم ذلك حتي لا يقال ان الشركة متحيزة لسهمها ولكن يجب ان تسهل علي الآخرين اصدار مثل هذا التقييم. والشركات الكبري تتحرك في مدي سعري معروف والمستثمرون لايمكلون معلومات واضحة عن السوق.