منيت الاسهم في وول ستريت باكبر تراجع لها منذ اسبوعين خلال تعاملات الثلاثاء ليصبح مايو اسوأ شهر تشهده من حيث الاداء منذ ثلاثة اعوام و ذلك بعد ان اظهرت البيانات الحكومية انكماش ثقة المستهلك الامريكي و صعود اسعار النفط . و تزامنت تلك البيانات مع اعلان عملاقة التجزئة الامريكية " وول مارت ستورز " اكبر متاجر التجزئة علي مستوي العالم تراجع مبيعاتها عن مستوي التوقعات . و خسرمؤشر ناسداك المجمع 2.1 % منهيا التعاملات عند 2164.74 نقطة ليمحو جميع المكاسب التي سجلها خلال 2006 بل و تحولت الي خسائر تقدر ب1.8 % . و هوي مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ب1.6 % الي 1259.84 نقطة في اضعف اداء له منذ 17 مايو فيما سجل داو جونز الصناعي تراجعا ب1.6 % الي 11094.43 نقطة مع هبوط اسهم اعضائه الثلاثين يدفعه انخفاض الدولار عقب اعلان ترشيح هنري بولسون لمنصب وزير الخزانة خلفا لجون سنو . و بلغت خسائر ستاندرد اند بورز 500 منذ بداية مايو 3.9 % الاسوأ منذ ديسمبر 2002 مقارنة ب2.4 % فقدها داو جونز و 6.8 % خسرها ناسداك . تجدر الاشارة الي ان الثلاثاء كان اول ايام التعاملات لوول ستريت هذا الاسبوع حيث اغلقت البورصة يوم الاثنين بمناسبة عطلة يوم الذكري . بيانات سلبية و جاء تراجع الثلاثاء بعد اعلان مجلس المؤتمر الامريكي هبوط مؤشر الثقة الاستهلاكية ب103.2 نقطة من 109.8 نقطة في ابريل اضافة الي صعود اسعار النفط ب0.6 % الي 72.03 دولار للبرميل بعد اشارة طهران الي تمسكها بتكنولوجيا تطوير الطاقة النووية لتتجدد المخاوف بشأن اضطراب الامدادات من رابع اكبر منتجي الخام النفيس في العالم . في الوقت نفسه القت " وول مارت " باللوم علي ارتفاع تكاليف الطاقة و المرافق في تدني ايقاع مبيعاتها عن التوقعات نظرا لتأثيرها المباشر علي مستوي انفاق المستهلك و اقباله علي الشراء . و هبط سهم المجموعة ب1.35 دولار الي 48.30 دولار . و امتدت الخسارة الي اسهم بقية سلاسل التجزئة . و انخفض ايضا سهم " جنرال موتورز " اكبر شركات السيارات في العالم ب5.4 % الي 26.57 دولار اضعف اداء منذ 20 ديسمبر بعد ان قام المحللون بخض تصنيفهم لسهم الشركة من " حفظ " الي " بيعه " خشية تباطؤ المبيعات نتيجة رفع اسعار الفائدة . الدولار و مما عزز القلق من الحاح الضغوط التضخمية التراجع الحاد الذي سجله الدولار امام اليورو و الذي يعد الاعلي في ستة اسابيع الامر الذي يهدد بزيادة تكاليف البضائع المستوردة . و كان وراء تراجع العملة الخضراء ترشيح بولسون الرئيس التنفيذي لبنك " جولدمانساكس " كوزير للخزانة و الذي تدور التوقعات حول احتذائه بسنو في دعمه لانخفاض الدولار كتوجه عام لادارة الرئيس جورج دابليو بوش . و ادي ترشيح بولسون ايضا الي تراجع اسهم " جولدمان ساكس " الذي عمل به طوال 32 عام ب3.11 دولار الي 149.83 دولار . يشار الي ان " جولدمانساكس " اكبر مؤسسات تداول الاوراق المالية علي مستوي العالم سجل اعلي ارباح فصلية في تاريخ هذا القطاع علي الاطلاق في الربع الاول من العام الجاري . مكاسب علي الجانب الآخر دفعت انباء عن صفقات استحواذ بعض الاسهم الي الصعود . فقفز سهم " كيندر مورجان " لخطوط الانابيب ب19 % الي 100.31 دولار مسجلا اقوي اداء علي مستوي مؤشر ستاندرد اند بورز 500 . و تدرس الشركة حالية عدة عروض استحواذ يتقدمها عرض ريتشارد كيندر الذي ساهم في تاسيسها عام 1999 و يمتلك حاليا 18 % منها . و صعد سهم " انجيلهارد " لتصنيع العوامل الحفازة ب25 سنت الي 38.93 دولار بعد قبولها عرضا للاستحواذ بقيمة 5 مليار دولار من شركة " باسف " اكبر منتجي الكيماويات علي مستوي العالم . في نفس الوقت ارتفع سهم " تريبيون " ثاني اكبر شركات النشر في الولاياتالمتحدة ب2.01 دولار الي 29.90 دولار اكبر قفزة له منذ مارس 2000 بعد افصاحها عن خطط بانفاق 2 مليار دولار لاعادة شراء ربع اسهمها و بيع بعض الاصول في اطار مواجهتها لخسارة نحو 23 % من قيمة اسهمها خلال العام الماضي . اوروبا و انتقالا عبر الاطلسي اغلقت البورصات الاوروبية جلسة الثلاثاء علي تراجع لها في اسبوع مع تخييم مخاوف الفائدة و الدولار علي التعاملات . و قاد الخسائر اسهم التامين و المرافق لارتباط القطاعين المباشر بتحركات الفائدة اضافة الي اسهم المصدرين خشية ان يؤدي تراجع الدولار الي انكماش قيمة صادراتهم عند اعادة تحويلها الي اليورو و العملات المحلية الاوروبية الاخري .