الافصاح والشفافية عنصران رئيسيان لقياس كفاءة أي سوق مالي.. خطت مصر خطوات ايجابية في هذا المجال وصولا لاتاحة المعلومة للجميع في نفس الوقت وبأقل تكلفة.. لكن مؤخرا بعض الادارات في البورصة مثل المتابعة والرقابة وادارة الافصاح اصابها الوهن ولم تعد قريبة من السوق وما يحدث فيه والنتيجة اخطاء بالجملة تضر السوق لعل اكثرها اعلانات للشركات التي تظهر للجميع ان وراءها اهدافا خفية. ذلك ما واجهت به رئيس هيئة سوق المال الدكتور هاني سري الدين الذي اعترف بوجود تلاعبات من بعض الشركات يتم التحقيق معها ومساءلة إدارتها ومعاقبتها لكن ذلك ما لم يتم الإعلان عنه ولم نسمع حتي الآن عن التحقيق مع مسئول في شركة بسبب أخبار تم نشرها عن طريق البورصة الهدف منها التلاعب بالسوق. هناك أمثلة كثيرة مثل هذه الأخبار التي يتم نشرها من قبل البورصة كرد علي شائعات تتردد في السوق هناك إعلان الشركة القابضة المصرية الكويتية عن تقديمها خطابا تعرض فيه رغبتها بصفة مبدئية لشراء 80% في رأسمال شركة الاسكندرية للزيوت المعدنية -اموك- ونسبة 60% في شركة سيدي كرير في حالة طرحهما لمستثمر استراتيجي وحتي تاريخه لم يتم اجراء اي تفاوض في هذا الشأن.. الاعلان رغم انه فعليا وعلي أرض الواقع لا يعني شيئا حتي لحظة إعلانه إلا ان السهم تأثر في يوم إعلانه وارتفع وفي اليوم التالي انخفض. كذلك اعلان ادارة البورصة أمس الأول بيان المجموعة المالية هيرمس القابضة يفيد عدم وجود أية معلومات لدي الشركة عن رغبة الأمير الوليد بن طلال في شراء حصة من شركة المجموعة المالية هيرمس القابضة.. هناك العديد من هذه الاعلانات تستغلها يوميا شركات في السوق.. تراها البورصة ضرورية كرد علي شائعات في السوق ولا أري ان هذه مشكلة إلا ان طريقة الرد نفسها التي يتم نشرها كما هي دون تعديل تدل علي ان الإدارة المسئولة عن الافصاح في البورصة غائبة لان الاجابة في داخلها رغبة في استمرار الشائعة وتأثيرها علي السهم. هناك أمر آخر متعلق بالافصاح من الغريب ان جميع من في السوق من مستثمرين وعاملين يلاحظون ارتفاعات او انخفاضات مبالغا فيها لبعض الاسهم لكن هذه لا تلاحظها إدارة البورصة او الهيئة مثل الارتفاعات غير المنطقة لسهم سوديك قبل فبراير الماضي التي ارتفعت خلال اشهر بنسب تجاوزت 7300% قيل وقتها ان السبب في ذلك قيام احدي شركات السوق برفع السهم بعد ان قامت بشراء 33% من سوديك بسعر 12 جنيها للسهم. هناك حالات اخري ايضا مثل اسهم بقطاع الغزل والنسيج (العربية لحليج الاقطان) ارتفع اكثرمن 1200% خلال اشهر قليلة واصبح من الاسهم النشطة في السهم كذلك سهم المجموعة المالية هيرمس الذي ارتفع قبل زيادة رأس المال حوالي 3000%. هل تلاحظ البورصة تلك الارقام والهيئة أم أن هناك مشكلة حقيقية في إدارات الافصاح والرقابة بهما في حاجة للمزيد من التدريب؟ لا يمكن ان ننسي ايضا تعاملات اعضاء مجالس ادارات الشركات.. فهذه التعاملات يتم الاعلان عنها كأمر مسلم به دون تحقيق فيها ومدي علاقتها بحركة الاسهم في البورصة. في بعض الاحيان يمكن ان نكتشف ان هناك صفقة كبيرة تمت علي فترة طويلة عن طريق بيع أو شراء اسهم من قبل اعضاء مجالس ادارات الشركات. تلك رسالة للهيئة والبورصة بضرورة تطوير ادارات الرقابة والافصاح لديهما او اجراء تعديلات قانونية تعمل علي ان يكون الافصاح كاملا ومفيدا للسوق.