كارثة العبارة السلام 98 اصبحت مجرد قضية من نوع "الجنح" للقتل الخطأ ليس لواحد أو اثنين ولكن ل 1033 روحا انسانية من ضحايا العبارة. ويأتي ذلك حين اعلن النائب العام نتائج التحقيقات وأحال مجموعة من المتهمين وعلي رأسهم صاحب الشركة مالكة العبارة وابنه الي محكمة الجنح للتسبب عن طريق الخطأ في مقتل معظم ركابها. الكارثة الأكبر ليست في وجود المتهمين الرئيسيين خارج مصر.. ولكن في عائلات وأسر هؤلاء الضحايا الذين راحواهم ايضا ضحية العبارة المنكوبة بعد ان فقدوا عوائلهم الذين تغربوا من أجل فتح بيوتهم بقروش معدودات وكان معظمهم من المستويات دقيقة الحال التي تعمل وتعرق من أجل سد الاحتياجات الأساسية. وحتي لا يصبح هؤلاء ضحايا جدداً لكارثة تكاد تكون ذكري في ملف الكوارث المصرية، وذلك بعد مرور نحو 4 أشهر علي وقوعها. حرصت "العالم اليوم الأسبوعي" علي رصد موقفهم من صرف التعويضات بمختلف أنواعها.. سواء التي قرر الرئيس حسني مبارك صرفها بصورة عاجلة "30 الف جنيه" وكذلك تبرعات الناس ورجال الأعمال 36 الف جنيه والأهم تعويض الشركة مالكة العبارة 150 الف جنيه ونحاول ان نعرف هل حصل اهالي الضحايا علي حقهم العادل من بيزنس الموت الذي راح عوائلهم ضحية له؟! سعد يوسف شقيق ضحية العبارة دهشور يوسف من قرية البلنيا بسوهاج يقول: بعد معاناة ما بين مشرحة سفاجا وزينهم وساعات الانتظار الحرجة والمقلقة تمكنا من التعرف علي جثة شقيقي والتي وجدناها في مشرحة زينهم بعد أربعة أيام من وقوع الحادث، ولم نصرف سوي خمسة آلاف جنيه، تحت بند مصاريف جنازة من الشئون الاجتماعية، وبعدها بأكثر من شهرين صرفنا باقي المبلغ الذي خصصه لنا الرئيس. التلغراف وصل أما بالنسبة لأموال التبرعات التي تبرع بها المواطنون لأسر الضحايا والتي قدرت ب 36 الف جنيه، فلم نصرف منها وحتي هذه اللحظة جنيها واحدا، إلا أنه منذ أيام أرسل لنا "تلغراف" من مكتب الشئون يطلب منا التوجه لمكتبهم بسوهاج لصرف هذا المبلغ. ويؤكد سعد أنه لا يزال في حيرة مع شركة السلام والتي ذهب لها أكثر من مرة وفي كل مرة تطلب منه أوراقا أخري لصرف التعويضات. خطأ غير مقصود وعلي بعد خطوات من قرية البلنيا وفي قرية برديس التي تسكن فيها أسرة المتوفي أبو عميرة مصطفي عبد اللاه والتي تسبب خطأ غير مقصود بالطبع من السلطات السعودية في تدوين اسم عائلة أبو عميرة ليكتب في الأوراق المرسلة من ميناء ضبا "أبو عمدة" الي توقف صرف مستحقاتها حتي الآن حيث لم تتمكن من استخراج شهادة الوفاة، ويوضح عبد الناصر شقيق المتوفي أبو عميرة أنه من المفترض ان يتم الحصول علي هذه الشهادة بعد أسبوع. أما أسرة الضحية صابر سعيد حسن والذي كان يشتغل بالأعمال الحرة في السعودية واستطاعت أن تجد جثته في مستشفي الغردقة بعد أيام من البحث، فقد حصلت علي شهادة الوفاة من مستشفي الغردقة وتم بناء عليها صرف مبلغ خمسة آلاف جنيه كإعانة عاجلة، وبعد استخراج اعلان الوراثة صرف لهم باقي المبلغ والبالغ 25 الف جنيه وتمكنت أيضا من صرف حصتها من التبرعات والبالغة 36 الف جنيه. أما عن نصيبهم من تعويض شركة السلام فيقول أشرف لقد أرسلنا أحد الأقارب يدرس بالقاهرة الي مكتب الشركة لكنه وجد المكتب مغلقا ومعلقا عليه يافطة مكتوبا بها "وقف العمل في تعويضات العبارة". مأساة أرملة ولم يختلف الحال بالنسبة لأسرة الضحية خلاوي صادق ابن محافظة اسيوط الذي حصلت أسرته علي تعويض الرئيس وايضا علي نصيبها من التبرعات لكنها ضلت طريقها في الوصول لشركة السلام لأنها لا تعرف كيف تصل للمكتب الخاص بها. واجهت نفس الموقف أسرة الضحية جعفر نور والتي اكتفت ايضا بنصيبها من التبرعات والتعويضات، وتقول لنا أرملته هناء: انا لا اعرف الطريق.. ولا أدري الي أين أذهب ؟! البيضة أم "الفرخة"؟ وتعاني عائلة حشمت عبد اللطيف ابن محافظة سوهاج من موظفين "فوت علينا بكرة" والذين يعملون في مكتب الشئون الاجتماعية التابع لسكنهم، فتارة يرجعون السبب في عدم صرف مبلغ ال 30 الف جنيه اليهم لعدم وجود الشيكات وتارة أخري يعدونهم بصرف مستحقاتهم بعد توقيع الورق من المسئولين. أما مبلغ ال 36 الفا نصيبهم في التبرعات فيرجئه المسئولون حتي يتم صرف ال 30 الف أولا!! مافيا التعويضات وعلي جانب آخر فان العديد من المحامين أو "مافيا التعويضات" كما يطلق عليهم والتي تجد لها سوقا رائجا في مثل هذه الكوارث، فقد وجدت مجالا للتربح السهل، ونجحت في أن تصل للعديد من أسر الضحايا واقنعتهم بألا يقبلوا التعويض الذي ستدفعه الشركة لهم لعلهم يحصلون علي مبلغ أكبر باعتبار ان العبارة ينطبق عليها شروط القانون الدولي لانها غير مصرية ومن ثم فان اهالي الضحايا يمكن ان يحصلوا علي مبلغ يصل الي 50 الف دولار أو أكثر كما ينص القانون الدولي. ومن الذين ساروا في ذلك التيار أسرة الضحية محسن شوقي وتنتظر رأي المحامي الذي سيرشدها للأحسن علي حد قول أرملته. أما أسرة علي حسن فانها لجأت للمحامي رغم انها حصلت علي التعويض المادي المقرر من الشركة، وذلك في الوقت الذي رفضت فيه أسرة ضحية العبارة صابر يوسف حنفي تلقي تعويض الشركة وتصر علي رفع قضية علي الشركة وتؤكد استمرارها في انهاء أوراق التقاضي.